باستثناء بعض المناطق التي تنتشر فيها أعمال العنف، يبدو أن وضع الأطفال والمراهقين أصبح أفضل بشكل عام في العالم بحيث أن احتمال بلوغ هؤلاء عمر العشرين ارتفع بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.
هذه المعلومات تأتي بحسب تقرير العبء العالمي للمرض Global Burden of Disease الذي حلل نسبة الوفيات والمرض عند الأطفال منذ الولادة من عام 1990 ولغاية عام 2017.
يعتبر الأطفال عادة الفئة الأكثر عرضة في المجتمع والحروب في اليمن وسوريا كانت أبرز دليل على ذلك في تاريخنا الحديث.
وتقول منظمة "أنقذوا الأطفال" Save the Children أن العام 2018 شهد وفاة نحو 85 ألف طفل يمنيّ تحت عمر الخمس سنوات لأسباب تتعلّق بسوء التغذية التي سببتها الحرب.
غير أن تقريراً جديداً وجد أن نسبة وفيات الأطفال والمراهقين بشكل عام حول العالم انخفضت بنحو 52% منذ عام 1990.
وعلى الصعيد العالمي، كان الإنخفاض الأكبر في نسبة وفيات الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السنة والأربع سنوات. أما السبب في ذلل بحسب أحد كتاب التقرير البروفسور Nicholas Kassebum فيعود بالدرجة الأولى إلى تقدّم طرق العلاج وتطوير المناعة لدى الأطفال من خلال اللقاحات.
وبالرغم من التحسن الكبير يبقى تهديد فيروس نقص المناعة AIDS مسيطراً في بعض البلدان إضافة إلى خطر الوفاة بسبب الحروب أو الكوارث الطبيعية.
وبحسب التقرير الصادر عن منظمة Save the Children ، احتلت نيجيريا المرتبة الأولى عالمياً من حيث البلدان الأكثر خطورة على حياة الأطفال.
أما في أستراليا، فيقول البروفسور Kassebaum أن هناك تحسنا كبيرا حصل في نسبة وفيات الأطفال بسبب حوادث السير والتي انخفضت 70%.
من جانبه، يوافق رئيس جمعية أطباء الأطفال في أستراليا Dr Mark De Souza الذي عمل طبيب أطفال لمدة ثلاثين عاماً على الأرقام مشيراً أنه لاحظ الإنخفاض الكبير في نسبة وفيات الأطفال في المنطقة التي يعمل فيها على الساحل الجنوبي لولاية NSW.
ويضيف الدكتور De Souza أن أحد أسباب الوفيات التي أصبحت نادرة جداً هي الـ epiglottis، وهي صعوبة في التنفس قد تكون قاتلة إضافة إلى أمراض أخرى . كما أشار إلى أن نسبة الشفاء من بعض حالات السرطان ارتفعت إلى 90%.
وبالرغم من أن نسبة التلقيح بين السكان الأصليين وغيرهم هي متساوية نسبياً، إلا أن مديرة منظمة Save the Children في ولاية غرب أستراليا Juan Larranaga تشير إلى أن النقص في التعليم وصعوبة الوصول إلى الخدمات الطبية تشكل حواجز تمنع التدخل المبكر لإنقاذ الأطفال الأبروجينيين بحيث هناك نقص كبير في الفحوصات التي تجرى للأطفال في المناطق الريفية.
شارك
