تحذير: نصف أطفال أستراليا قد يعانون من السمنة بحلول 2050

حذّرت دراسة حديثة من أن نصف الأطفال والمراهقين في أستراليا قد يصبحون زائدي الوزن أو مصابين بالسمنة بحلول عام 2050، مما يدق ناقوس الخطر حول أزمة صحية متنامية.

School children putting their hands up in class.

A new report warns 50 per cent of Australian children and adolescents could be overweight or obese by 2050. But is it as alarming as it sounds? Source: AAP / Danny Lawson

حذّرت دراسة حديثة من أن نصف الأطفال والمراهقين في أستراليا قد يصبحون زائدي الوزن أو مصابين بالسمنة بحلول عام 2050، مما دفع الخبراء إلى المطالبة بتدخل حكومي عاجل. ولكن في الوقت ذاته، يشير بعض الباحثين إلى أنّ المشكلة أعمق من مجرد زيادة الوزن، وأننا بحاجة إلى إعادة التفكير في مفهوم السمنة وآثارها.

وفقًا لتقرير صادر عن معهد مردوخ لأبحاث الأطفال، فإن 50% من الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و24 عامًا في أستراليا معرضون للإصابة بزيادة الوزن أو السمنة خلال العقود القادمة، بينما يتوقع أن يكون الثلث منهم مصابًا بالسمنة بشكل فعلي. وتعتمد هذه التقديرات على نماذج تنبؤية تعتمد على مؤشر كتلة الجسم (BMI) وبيانات من دول عدّة.
على الصعيد العالمي، تشير الدراسة إلى أنه بحلول 2050، سيكون 385 مليون طفل ومراهق مصابين بزيادة الوزن، في حين سيُصنف 360 مليونًا ضمن فئة السمنة.
تشير الباحثة جيسيكا كير، إلى أنّ عدد الأطفال والمراهقين المصابين بالسمنة أو زيادة الوزن في العالم بلغ 490 مليونًا حتى الآن، وأنّ هذه الأرقام قد تضاعفت منذ عام 1990، بينما تضاعفت معدلات السمنة وحدها ثلاث مرات خلال الفترة ذاتها.
وفي أستراليا، يعاني حاليًا 2.3 مليون طفل ومراهق من السمنة أو زيادة الوزن، ومن المتوقع أن يصل هذا العدد إلى نصف إجمالي عدد الأطفال والمراهقين بحلول منتصف القرن الحالي. وتُعد أستراليا من بين الدول الثلاث الأولى التي تعاني من أعلى معدلات السمنة بين البلدان ذات الدخل المرتفع.
وترجع كير هذه الظاهرة إلى أن أستراليا تعيش في "بيئة مشجعة للسمنة"، حيث أصبحت العادات الغذائية غير الصحية وأنماط الحياة غير النشطة أمرًا شائعًا، مما يصعّب على الأطفال تبني أسلوب حياة صحي.
حتى لو أراد الشخص أن يتبع نمط حياة صحي، فإن البيئة المحيطة به تدفعه لفعل العكس، مما يعزز انتشار السمنة
جيسيكا كير
بالإضافة إلى التأثيرات الصحية المباشرة مثل السكري وأمراض القلب والتنفس، فإن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم قد يؤدي إلى مشكلات صحية معقدة، بما في ذلك تأثيرات سلبية على الصحة النفسية والخصوبة، بل وحتى زيادة مخاطر الإصابة بالسمنة عبر الأجيال القادمة.

فشل إجتماعي أم أزمة صحية؟

تصف كير هذه الأرقام بأنها "فشل إجتماعي هائل"، مشيرة إلى غياب الاستراتيجيات العالمية المتكاملة للتعامل مع أزمة السمنة لدى الأطفال. وتؤكد أن الاعتماد على الحلول الفردية مثل برامج الحمية والرياضة لم يكن كافيًا لتحقيق تغيير مستدام.
تقترح الباحثة عددًا من التدابير التي يمكن أن تتخذها الحكومة لمكافحة السمنة، بما في ذلك:
  • فرض ضرائب على المشروبات السكرية والأطعمة غير الصحية.
  • تشديد اللوائح الإعلانية الخاصة بالوجبات السريعة.
  • دعم المنتجات الغذائية الصحية لجعلها أكثر توفرًا وبأسعار معقولة.
"نحن بحاجة إلى تدخلات متعددة القطاعات على جميع المستويات الحكومية لتغيير الأنظمة التي يعيش فيها الأطفال، بدلًا من التركيز فقط على الأفراد وما يمكنهم فعله بأنفسهم"، تضيف كير.
لكن ليس جميع الخبراء مقتنعين بأنّ مؤشر كتلة الجسم هو المعيار الأمثل لقياس صحة الأطفال.
الدكتورة فيونا ويلر، أخصائية التغذية والمحاضرة في جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا، تقول إن التركيز على حجم الجسم فقط قد يكون مضللًا.

"نحن نعلم الآن، بما لا يدع مجالًا للشك، أن حجم الجسم لا يعكس بالضرورة الصحة، ولا يعبر بالضرورة عن أنماط التغذية التي يتبعها الشخص"، تقول ويلر.

تضيف ويلر أن مؤشر كتلة الجسم هو أداة فحص أوليّة، لكنّه لا ينبغي أن يُستخدم بمفرده للحكم على صحة الأطفال. وتشير إلى أنّ استخدامه في التنبؤ بالسمنة قد يكون غير دقيق، نظرًا لأن الأطفال والمراهقين يمرون بمراحل نمو ديناميكية تجعل أوزانهم وأحجامهم متغيرة بشكل طبيعي.
إلى جانب الآثار الصحية، يحذر بعض الخبراء من أن الوصمة المرتبطة بالسمنة قد تكون ضارة بقدر السمنة نفسها.
تقول جورجيا بيتس، أخصائية التغذية وعضو في منظمة الصحة الشاملة، إن التركيز المفرط على الوزن يؤدي إلى:
  • الإجهاد المزمن، الذي يؤثر سلبًا على الصحة القلبية والتمثيل الغذائي.
  • الرعاية الصحية الإنتقائية، حيث قد يتم إهمال بعض الحالات الصحية أو تأخير تشخيصها بسبب التركيز المفرط على الوزن.
  • التمييز الوظيفي، إذ قد يؤثر الوزن على فرص العمل والترقيات.
  • الأثر النفسي، حيث يؤدي الوزن الزائد إلى القلق والاكتئاب واضطرابات الأكل.
للحصول على دعم بشأن اضطرابات الأكل أو مشكلات صورة الجسم، يمكنك الاتصال بالخط الساخن Butterfly على الرقم 1800 ED HOPE (1800 33 4673) أو زيارة الموقع الإلكتروني www.butterfly.org.au للدردشة عبر الإنترنت أو إرسال بريد إلكتروني. الخدمة متاحة طوال أيام الأسبوع من الساعة 8 صباحًا حتى منتصف الليل (بتوقيت AEST/AEDT).

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على فيسبوك  وانستغرام.

اشتركوا في قناة SBS Arabic على YouTube  لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك

نشر في:

By Alexandra Koster
تقديم: Hamssa Abou Kheir
المصدر: SBS

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand
تحذير: نصف أطفال أستراليا قد يعانون من السمنة بحلول 2050 | SBS Arabic