نصف الأستراليين تقريباً مولودين خارج أستراليا، أو لديهم أحد والديهم مولود خارج أستراليا.
الأستراليون ينتمون إلى أكثر من 300 خلفية إثنية وهذا العدد ينطبق أيضاً على اللغات المحكية في البلاد بما فيها لغات السكان الأصليين.
أستراليا بلد يكبر نتيجة "الهجرة" وأفواج المهاجرين الذين يصلون إليها. فمنذ عام 1945 وحتى الآن وصل إلى أستراليا 7.5 مليون مهاجر.
بظلّ هذه المعطيات تطرح مسألة التماسك المجتمعي في البلاد، ومسألة التعددية الثقافية وكيف يمكن ضمان هذا التماسك بين اثنيات المجتمع هذا؟
هذا السؤال الكبير هو محور مؤتمر وطني بدأ يوم الإثنين في سيدني وتنتهي أعماله اليوم الأربعاء.
يشارك في هذا المؤتمر أكاديميون وباحثون وسياسيون ويحمل عنوان "مؤتمر تطوير التماسك المجتمعي الوطني".
أحد منظمي هذا المؤتمر وهو الدكتور Sev Ozdowski وهورئيس مجلس أستراليا المتعدد الثقافات قال إنه في وقت تعتبر التعددية في المجتمع الأسترالي من أنجح التعدديات في العالم وأكثرها تناغماً، إلاّ أن تزايد أعداد الأستراليين الذين لا يتقنون اللغة الإنكليزية قد يعيق التواصل بين فئات المجتمع وهذا قد ينعكس سلباً على تماسك هذا المجتمع.
فالإحصاء السكاني الأخير أظهر أن عدد الأستراليين الذين لا يتقنون الإنكليزية بشكل جيد بلغ خمسة ملايين أسترالي أي بزيادة 820 ألف أسترالي.
الوزير المساعد لشؤون التعددية والخدمات الإجتماعية Zed Seselia شدّد على أهميّة السياسات التي تضعها الحكومة والمتعلقة بخدمات الإستقرار معتبراً أنها تلعب دوراً كبيراً في تأمين التماسك الإجتماعي من خلال مساعدة اللاجئين والمهاجرين الجدد على الإستقرار مع عائلاتهم في المجتمع الأسترالي.
المفارقة الكبرى هي أن هذا المؤتمر يناقش التعددية وكيفية مساعدة المهاجرين على الإستقرار ورجل الأعمال الأسترالي Dick Smith يطلق حملة إعلانية واسعة النطاق يحارب فيها الهجرة ويطالب بالحد منها لأنها ستدمّر البلاد والإقتصاد بظل غياب سياسات تعالج النمو السكاني المتزايد في البلاد.
