ديفيد معلوف هو روائي وشاعر أسترالي شهير، ولد في بريزبن في ولاية كوينزلاند عام 1934 لأب لبناني وأم بريطانية، اسمه الكامل ديفيد جورج جوزيف معلوف، وقد هاجر جده إلى أستراليا في ثمانينات القرن التاسع عشر، عام 1880.
درس في جامعة بريزبن ودرّس فيها لمدة عامين، ثم غادرها في سن الرابعة والعشرين إلى لندن ليبقى هناك مدة عشر سنوات، عاد بعدها إلى سيدني عام 1968 حيث درّس في جامعتها إلى عام 1977 ، تفرغ من بعدها للكتابة ومتنقلاً بين أستراليا وتوسكانيا في إيطاليا.
تعكس أعمال معلوف خلفيته الإثنية وكذلك طفولته وشبابه وبشكل خاص بيئته الجغرافية التي لعبت دور ا كبيرا في كتاباته وابداعه ويقال ان كتاباته تأثرت بتربيته الروحية والثقافية في الكنيسة الايرلندية وأخذت طابعها الذي، باعتبار الأدباء، أضاف تنوعا ثقافيا وجمالا على الأدب الأسترالي الجميل.
أنجز معلوف عدداً كبيراً من الروايات منها: جونو 1975 Johnnoوهو سيرته الذاتية وفيه لمحة عن الحرب العالمية الثانية ، حياة متخيلة An Imaginary Life 1978 الذي يركز على السنوات الأخيرة من حياة الشاعر الروماني أوفيد، العالم الكبير 1990، تذكر بابل Remembering Babylon 1993، بالإضافة إلى عدد من المجموعات القصصية: لعبة أطفال 1982، حكايات لم تحك 1999، مجرد أحلام 2000.
ويُعتبر معلوف أيضا من أهم شعراء أستراليا الحاليين، ومن مجموعاته الشعرية: دراجة وقصائد أخرى 1970. أشعار 1975 - 1976 1976، ليمونات برية 1980.
ونتيجة لغزارة عطائه الأدبي في الكتابة القصصية والروائية والشعرية، وحتى الدرامية منها والكتابة للأوبرا، حصل على عدد كبير من الجوائز ومنها جائزة باسكال في العام 1988 وجائزة الكومونولث عام 1991 عن روايته "العالم الكبير"، كما حصل أيضا على جائزة French Femina Étranger Prix الفرنسية لأفضل رواية أجنبية والأجدر بالذكر جائزة إيمباك الرفيعة عام 1996 عن روايته "تذكر بابل" Remembering Babylonالتي حصلت على تقدير عالمي
و International Prize for Literature in 2000 و Australia-Asia Literary Award 2008 و في عام 2016 حصل على Australia Council Award لمجموع عطاءاته الأدبية
وفي عام 2009 وضمن احتفالات Q150، (Q150 celebrations) تم الإعلان عن ديفيد معلوف كواحد من Q150 Icons أي أيقونة فخر لكوينزلاند، لدوره "كفنان مؤثر".. Influential Artists"
أما الكتاب الذي ذاع صيته عالميا و ترجمه سعدي يوسف إلى العربية تحت عنوان "حياة متخيلة: أوفيد في المنفى" فقد وصف بالكتاب الأكثر تحضراً ، والمدون ببساطة وبهاء ، وبأنه من كلاسيكيات عصرنا التي ستبقى على الدوام من الأعمال الكلاسيكية الرائعة.
وهو نوع من التأمل الخيالي في حياة الشاعر الروماني الشهير أوفيد، من الشعراء اللاتين والذي نُفي من روما.
يصور الكتاب حالة تأملية للعالم ومعنى الحياة، من منظور الغريب جسدياً ولغوياً عن قوم لا يعرف لغتهم ولا يعرفون لغته. وقد نال الكتاب ثناء النقاد والمعجبين على حد سواء
وتقول عنه أيضاً صحيفة نيويورك تايمز " لقد جاء ديفيد معلوف بعمل ذي ذكاء وخيال غير اعتياديين ".
لمعلوف أيضا شغف كبير ومعرفة عميقة بالموسيقى الكلاسيكية وفن الرسم، وإلمام بالتاريخ وعلم النفس ولكن ربما تكمن ميزة شخصيته الأساسية في حبه للبساطة والتعامل الودّي مع الناس وسهولة تقربهم منه.
اعتاد معلوف على السفر إلى إنكلترا وإيرلندا وبشكل متكرر الى ايطاليا حيث مكث فيها لفترة من الزمن ولكنه بقضي معظم وقته في بلده الأم أستراليا
باستثناء قصة حياته وسيرته الذاتية في كتاب السيرة الذاتية 12 Edmonstone Street الذي ذكر فيه جذوره اللبنانية ، وتطرق الى تربيته وحديثه مع جدّيه اللبنانيين اللذين لم يتكلما الإنكليزية وبعض من ذكريات طفولته، لم يخصص في أعماله الأدبية أي دور لشخصية لبنانية لأنه ينظر في أعماله من منظار العولمة والانفتاح.
ولكن لعل من أبرز ما قيل عن معلوف هو ما ذكره الناقد الأسترالي بيتر كرافن الذي وصف معلوف بالفريد من نوعه بين كتاب أدب اللغة الإنجليزية والذي أضاف ان لا أحد يشبهه من ناحية الحفاظ على النغمة ، والخبرة في النثر ، وسيل أفكاره التي تسهل العبور والانتقال بين العبارات الأدبية والواقعية. ووصفه بالسيد العظيم ، والكاتب الرائع المتمرس والرفيع الثقافة.