تشهد مناطق في جنوب الصين عودة لإجراءات وقائية شبيهة بتلك التي اتُّخذت خلال جائحة كوفيد-19، بعد إصابة آلاف الأشخاص بفيروس شيكونغونيا، الذي ينتقل عبر لسعات بعوض الزاعجة (Aedes).
السلطات في مقاطعة غوانغدونغ – التي تضم أكثر من 125 مليون نسمة – أعلنت عن تسجيل ما يزيد على 7,000 إصابة في الأسابيع الأخيرة. ونقلت وسائل إعلام محلية أن المقاطعة أطلقت حملات تنظيف شاملة في المدن لـ"كسب المعركة ضد التفشي"، فيما فرضت مدينة فوشان، الأكثر تضررًا، بقاء المصابين في المستشفيات.

A worker sprays insecticide in Dongguan, Guangdong Province, in an effort to prevent the spread of the chikungunya virus. Source: Getty / VCG
وتشير المنظمة إلى أن الفيروس الحالي بدأت مطلع العام في جزر بالمحيط الهندي، مثل ريونيون ومايوت وموريشيوس، وهي نفس المناطق التي تأثرت قبل عقدين.
ما هو فيروس شيكونغونيا؟
هو مرض فيروسي يسببه فيروس CHIKV، سُجّل لأول مرة في تنزانيا عام 1952. ومنذ ذلك الحين، ظهر في عدة دول، خصوصًا في إفريقيا وآسيا، قبل أن يمتد لاحقًا إلى أكثر من 110 دولة في آسيا وإفريقيا وأوروبا والأمريكيتين.
أول تفشٍّ حضري سُجّل في تايلاند عام 1967، وفي الهند خلال سبعينيات القرن الماضي، ومنذ 2004 ارتفعت وتيرة وانتشار الفيروس بشكل ملحوظ.
كيف ينتقل الفيروس؟
ينتقل المرض عبر لسعات أنثى بعوضة Aedes Aegypti المصابة، وهي نفس الحشرة التي تنقل حمى الضنك والحمى الصفراء وفيروس زيكا.
يمكن أن تلتقط البعوضة العدوى من شخص مصاب، وتنقلها لشخص آخر بعد أيام قليلة، لكن المرض لا ينتقل مباشرة من إنسان إلى آخر.
الأعراض:
اسم "شيكونغونيا" مشتق من لغة الكيماكوندي في تنزانيا، ويعني "الذي ينحني"، في إشارة إلى الانحناء الناتج عن آلام المفاصل الحادة التي يسببها الفيروس.
وفق المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض (CDC)، تظهر الأعراض بعد 3–7 أيام من لسعة البعوضة المصابة، وتشمل:
- الحمى
- آلام المفاصل (قد تكون منهكة وتستمر من أيام لأسابيع أو أشهر، وأحيانًا لسنوات)
- الصداع، آلام العضلات، تورم المفاصل، الطفح الجلدي، الغثيان، والإرهاق.
العلاج والوقاية:
لا يوجد علاج محدد أو دواء مضاد للفيروس، ويُنصح بتخفيف الأعراض باستخدام مسكنات الألم.
بعض الدول مثل الولايات المتحدة توفر لقاحات وقائية، لكن لا يتوفر أي لقاح في أستراليا.
للوقاية، توصي الجهات الصحية بما يلي:
- إغلاق النوافذ أو تغطيتها بسلك مانع للبعوض
- ارتداء ملابس فضفاضة طويلة وذات ألوان فاتحة
- استخدام أحذية مغلقة
- تجنب أماكن تجمع المياه الراكدة
هل أستراليا في خطر؟
تم رصد بعوض قادر على نقل الفيروس في شمال كوينزلاند وجزر مضيق توريس، لكن لم يُسجّل انتقال محلي للمرض عبر البعوض في أستراليا حتى الآن.
وتشير السلطات إلى أن معظم الإصابات بين الأستراليين تحدث أثناء السفر للخارج، خاصة إلى دول تشهد تفشيًا للفيروس مثل بوليفيا، مقاطعة غوانغدونغ الصينية، كينيا، مدغشقر، موريشيوس، مايوت، ريونيون، الصومال وسريلانكا.