قرار غير مسبوق
رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي وصف النتائج بأنها "أعمال عدائية خطيرة ومدبّرة على أرض أستراليا من قبل دولة أجنبية"، مؤكداً أن "الاعتداء على التماسك الاجتماعي في بلادنا هو اعتداء على أستراليا نفسها".
وعلى إثر ذلك، أعلنت الحكومة طرد السفير الإيراني من كانبرا، وإغلاق سفارتها في طهران، وهي المرة الأولى التي تُقدم فيها أستراليا على طرد سفير منذ الحرب العالمية الثانية.
ما هو الحرس الثوري؟
تأسس الحرس الثوري الإيراني عام 1979 عقب الثورة الإسلامية، بهدف حماية النظام الديني الجديد من التهديدات الداخلية والخارجية. ويُعد قوة موازية للجيش النظامي، لكنه يتمتع بنفوذ واسع داخل أجهزة الدولة ويخضع مباشرة لسلطة المرشد الأعلى علي خامنئي.
يضم الحرس ما بين 125 و135 ألف عنصر موزعين على قوات برية وبحرية وجوية، كما يقود ميليشيا البسيج التي تُستخدم في قمع الاحتجاجات الداخلية، إضافة إلى فيلق القدس المسؤول عن العمليات الخارجية. وكان الجنرال قاسم سليماني أبرز قادته قبل اغتياله بضربة أمريكية في بغداد عام 2020.
يرى الخبراء أن الحرس الثوري يمثل العمود الفقري للنظام الإيراني، إذ يجمع بين الأدوار العسكرية والأمنية والاقتصادية، ويسيطر على قطاعات واسعة من الدولة، بما يجعل نفوذه يتجاوز المؤسسة العسكرية التقليدية.
لماذا القرار مهم ومعقد؟
تقول الدكتورة جيسيكا غيناور، المحاضرة في العلاقات الدولية بجامعة فليندرز، إن القرار "غير مسبوق ومعقد"، إذ لم يسبق لأستراليا أن صنفت تنظيماً متشابكاً مع مؤسسات دولة ككيان إرهابي. وأضافت أن ذلك قد يؤدي إلى حظر دخول أي شخص خدم في صفوف الحرس أو يرتبط به إلى أستراليا.
البروفيسور غريغ بارتون من جامعة ديكن، أكد أن الحرس الثوري "يسيطر فعلياً على مفاصل الدولة الإيرانية"، مشيراً إلى أن واجهته الدينية تخفي في الحقيقة مصالح اقتصادية وسياسية ضخمة.

ASIO director-general Mike Burgess said investigations uncovered links between the attacks and commanders in the IRGC. Source: AAP / Lukas Coch
تداعيات دبلوماسية واقتصادية
إدراج الحرس الثوري على لائحة الإرهاب سيؤثر بشكل مباشر على العلاقات بين أستراليا وإيران، حيث يُتوقع أن يزيد من حدة التوتر ويفرض قيوداً إضافية على التعاون الدبلوماسي والاقتصادي. كما قد تفرض كانبرا عقوبات جديدة على طهران إلى جانب العقوبات القائمة بالفعل.
وترى غيناور أن القرار سيُسجّل "كنقطة تحول بارزة في العلاقات بين البلدين"، مشيرة إلى أن عودة العلاقات إلى طبيعتها قد تستغرق سنوات.
ترحيب داخلي وخارجي
لاقى القرار ترحيباً واسعاً من الجالية اليهودية في أستراليا ومنظمات إيرانية معارضة للنظام، وكذلك من إسرائيل التي وصفته بأنه "خطوة قوية ومهمة". كما اعتبرته منظمات مدنية أسترالية "ضرورة لحماية المجتمع وضمان كرامته".
من جانبها، قالت المعارضة الأسترالية إنها طالبت الحكومة منذ أكثر من عامين بتصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية، معتبرة أن القرار يجب أن يكون بداية لتشديد الرقابة على أنشطة إيران ووكلائها في أستراليا.