Analysis

دبلوماسية الدفع الرباعي واحراج القميص الوردي .. ما فاتكم من قمة المحيط الهادئ

صادرات استراليا من الوقود الأحفوري تبقي التوتر قائما فيما يضاعف قادة المحيط الهادئ دعمهم لمسعى استضافة قمة مناخ عالمية بالاشتراك

A graphic illustration shows Anthony Albanese in a grey suit with the flag of Solomon Islands behind him.

Australia's $500 million pact with Vanuatu fell apart even before Anthony Albanese headed to the 2025 Pacific Islands Forum in Solomon Islands. Source: AAP / Lukas Coch

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطواعلى الرابط التالي.

خيّم الأمن الإقليمي وتغيّر المناخ على جولة رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي عبر فانواتو وجزر سليمان، التي اتّسمت بالألوان وأحيانا بالفوضى ، وتمحور الحدث حول اجتماع قادة منتدى جزر المحيط الهادئ (PIF) في هونيارا ، وفيما سعى ألبانيزي لإبراز "دفء" العلاقة مع "عائلة المحيط الهادئ"، فإن الأمور لم تجر كلّها وفق الخطة.


فانواتو  .. انتكاسة في اللحظة الاخيرة واتفاق بقيمة 500 مليون دولار يتداعى قبل الإقلاع

وكانت فانواتو المحطة الأولى، حيث كان متوقّعا توقيع اتفاق "الناماكال" بقيمة 500 مليون دولار مع الزعيم جوثام نابات ، حيث يتضمن الاتفاق 50 مليون دولار سنويا لعقد مقبل.

وفي الشهر الماضي، صعد وزراء أستراليون مع نظرائهم في فانواتو إلى قمة بركان نشط للاحتفال بـ"إنهاء" التفاوض.
لكن في الأيام السابقة للزيارة، تبيّن أن دعم الائتلاف الحاكم في فانواتو غير متماسك؛ وأقرّ ألبانيزي صباح الثلاثاء، وقبيل المغادرة، بأن الصفقة غير مرجّحة. وفي مؤتمر مشترك الجمعة في بورت فيلا، كشف نابات أن سبب انهيار الدعم هو مخاوف من صياغات قد تقيّد قدرة فانواتو على إبرام صفقات بنية تحتية مع شركاء مثل الصين.

وقالت المحللة تيس نيوتن كين إن "الدافع الأساسي لفانواتو هو تأمين الموارد اللازمة لضمان الأمن الإنساني، ما يعني العمل مع طيف واسع من الشركاء".

وكان "اتفاق الناماكال" سيحلّ محلّ اتفاق أمني سابق لم يُصدّق عليه خشية المساس بوضع فانواتو غير المنحاز.

وحافظ ألبانيزي على تفاؤله بإحياء الاتفاق، وبعد احتساء "الكاڤا" على وقع أنغام King Stingray، أقلّ نظيره بطائرته إلى هونيارا صباح اليوم التالي.
سؤال عن الصين .. وجرس إنذار

وتعرّضت وزيرة الخارجية بيني وونغ لضغط إعلامي بشأن صلات فانواتو بالصين. وقالت في برنامج Today Show إنه "قد تكونون قادرين على التحدّث باسم فانواتو ولكن أنا لا أفعل ذلك" ، قبل أن يرن جرس إنذار الحريق في مكتبها لتُنهى المقابلة على وقع التعليمات بـ"إخلاء المكان فورا"

دبلوماسية الدفع الرباعي في هونيارا

وزادت استضافة هونيارا للقمة من التنافس على النفوذ في المحيط الهادئ، فيما تبارت العواصم بـأساطيل المركبات.

ووعدت أستراليا بأسطول سيارات يتضمن "فورد رينجر وتويوتا هايلوكس" بألوان شرطة جزر سليمان.

أما الصين فقالت أنها وفرت سيارات فارهة من"غريت وول موتور" لنقل القادة بين المواقع.

وهيمنت الإعلانات المتنافسة على التغطية الأسترالية قبل القمة، ثم ارتفعت الحواجب حين ترجّل ألبانيزي في هونيارا وركب مركبة صينية ، وحين سئل إن كان محبطا لعدم استقباله على متن "هايلوكس" أسترالية، فأجاب بخفة دم "إنها سيارة… توصلك من النقطة A الى النقطة B ".
Men wearing blue t-shirts pose for a photo in front of a pool
Pacific Island leaders including Australia’s Prime Minister Anthony Albanese (front row, 2nd from right) pose for the family photo in Honiara, Solomon Islands. Source: AAP / Poppy Johnston
وفي أنحاء المدينة، تنتشر شعارات المانحين على اللوحات ومواقف الحافلات، وبينما تبقى أستراليا الشريك الأكبر تاريخيا في التنمية، قدّمت الصين مساهمات مكلفة بينها الملعب الوطني الذي استضاف الافتتاح والمركز الإعلامي.

وفي كلمته الافتتاحية، قال رئيس وزراء جزر سليمان جيرمايا مانالي إن "العالم يتغير بسرعة، والمنافسة تشتدّ .. ولا ينبغي أن يُنظر إلى المحيط الهادئ باعتباره ساحة للآخرين".

واختار عدم دعوة شركاء المنتدى ومنهم الصين والولايات المتحدة وتايوان لتجنّب توترات تُربك الأجندة، وهو قرار احترمه معظم الشركاء لكنه قوبل بانتقادٍ من أستراليا ومن النائب المستقل بيتر كينيلوريا الابن".

ويرى كينيلوريا، المشكّك منذ زمن في الصين، أن البنية التحتية باتت "خط المواجهة" الحقيقي في التنافس، قائلاً إن مسائل الإقليم "تُحسم الآن في مساحة البنية التحتية".

سجلّ أستراليا المناخي تحت المجهر

وعادةً تصاغ برامج القمم بدقة، لكن الوقائع كثيرا ما تفلت من سياق الخطط الموضوعة.

وشهد يوم الأربعاء تغييرات أخّرت إقرار مرفق الصمود للمحيط الهادئ، وهو صندوق لتمويل تكاليف تغيّر المناخ. وبكى مندوبون لدى انطلاق المراسم اعترافًا بـالتهديد الوجودي وبسنوات الإحباط لجمع دعم دولي للتخفيف والتعافي.

وقدّمت أستراليا 100 مليون دولار مساهمة افتتاحية، لكن ألبانيزي صنع انطباعا لافتا لدى دخوله مرتديا قميصا ورديا نقشت عليه زهور بيضاء على خلاف الزي الذي ارتداه القادة. وبعد دقائق، ومع استمرار الخطب، غادر أمام الكاميرات لتبديل سريع للقمصان ثم عاد بزيّ متوافق مع القادة الاخرين.

الواقعة دفعت رئيس وزراء نيوزيلندا كريستوفر لوكسون ليمازح ألبانيزي صباح اليوم التالي بشأن "القميص الصحيح" لصورة عائلة المحيط الهادئ. و

وسأل الإعلام النيوزيلندي ما إذا كان هذا الخطأ البروتوكولي يعكس شعور أستراليا بأنها القوة المهيمنة التي تستطيع التصرّف بعفوية، فرد لوكسون "أعتقد أنه فقط نسي التعليمات بكل بساطة".

جوهر الخلاف .. الوقود الأحفوري

ورغم حديث ألبانيزي الدافئ عن "عائلة المحيط الهادئ"، أظهر سوء التنسيق في حدث مناخي كبير تباينات تشعر بها دولٌ أخرى حيال سجلّ الانبعاثات الأسترالي.

وإذ تؤيد دول المنطقة مسعى باسيفيكيا لاستضافة قمة المناخ (COP)، قال وزير مناخ فانواتو رالف ريجينفانو إن على أستراليا مواءمة طموحاتها المناخية مع جيرانها الجُزريين مع اقتراب قرار أهداف 2035.

وأضاف "نريد أيضا أن تبدأ أستراليا حديثا جادا عن معالجة خط إنتاج الوقود الأحفوري لديها".
واستند ريجينفانو إلى حكم محكمة العدل الدولية في يوليو تموز الذي يقرّ التزاما قانونيا على الدول لمنع آثار المناخ، معتبرا أن رؤية أستراليا بأنها قادرة على الوفاء بالتزامات باريس عبر تحول محلي مع الاستمرار في تصدير الفحم والغاز باتت "غير قابلة للدفاع".

وشدد ألبانيزي ، الخميس، على أن الغاز "جزء مهم" من الانتقال ومن الاقتصاد المحلي، وامتدح سجلّ حكومته المناخي، واعتبر دعم المنطقة لمسعى الاستضافة دليل ثقة بـ"قيادة" أستراليا.

صراع على الاستضافة .. و"بوادر حل" عبر نيويورك

ولا يزال الانسداد قائما حول حقوق استضافة القمة المقبلة، مع تركيا التي تزاحم على الحدث، وسط أملٍ في حل مع الرئيس رجب طيب أردوغان على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وستستضيف بالاو قمة المنتدى العام المقبل قبل COP31 ، فيما قال الرئيس سورانغل ويبس الابن إن "حسن النية يقتضي أن يُفسح الآخرون المجال" لإتاحة منبر عالمي للمحيط الهادئ.

وختم مبينا ان "الأسابيع المقبلة مصيرية ،ولهذا اتفقنا على العمل قريبا جدا مع رئيس الوزراء ألبانيزي لا نريد أن تفوتنا هذه الفرصة الدولية الكبرى".
للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطواعلى الرابط التالي.

تابعوا الحوارات على حساباتنا على فيسبوك و انستغرام.

اشتركوا في قناة SBS Arabic على YouTube لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

 


شارك

نشر في:

By Naveen Razik
المصدر: SBS

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand