سياسيّو الأمس كانوا قادة؛ سياسيّو اليوم موظفون وتجار. أتذكرون وينستون تشرشل وهاري ترومان؟ وماذا عن شارك ديغول وجون كنيدي ومارغريت تاتشر؟ شتان ما بين ديغول ونيكولا ساركوزي، وما بين تاتشر وديفيد كاميرون، وما بين كنيدي ودونالد ترامب!
زعماء الأمس كانوا حكماء، ملهمين ومناضلين؛ زعماء اليوم فارغون، متهّورون ومستسلمون. تذكّروا المهاتما غاندي، عمر المختار ونلسون مانديلا. هل من زعيم بحكمة أحدهم أو صلابته؟
قادة الأمس كانوا أشداء وأحراراً؛ قادة اليوم مائعون وتَبَعيون. من ينسى جمال عبد الناصر، فيدل كاسترو، فؤاد شهاب والحبيب بورقيبة؟
ساسة أستراليا كانوا شجعاناً وأصحاب رؤية؛ ساستُها اليوم متلكئون، يخافون استطلاعات الرأي ويحترفون الطعن! يكفي إلقاء نظرة على آخر أربعة رؤساء وزراء ليظهر بؤسهم. كيفن راد سقط بطعنة من نائبته جوليا غيلارد، فثأر منها قبل أن يلفظ الناخبون الاثنين معاً. مالكوم تورنبول يحكم منذ أن طعن توني أبوت، والأخير لا يزال يتربّص به في البرلمان، متحيّناً الفرصة لينقضّ عليه.
لكنّ أستراليا أنجبت في الماضي قادة لامعين، فهل تنجب أمثالهم اليوم؟ من هؤلاء:
- روبرت مانزيس الذي حكم البلاد لأكثر من 18 عاماً على مرحلتين، من 1939 إلى 1941، ثم من 1949 إلى 1966، محققاً إنجازات كثيرة منها تعزيز الحلف مع الولايات المتحدة عبر معاهدة الـ ANZUS، إنشاء مركز للأبحاث النووية في Lucas Heights، إدخال خدمة العلم وتأسيس جهاز الاستخبارات آزيو الذي أثبت فعاليته خلال السنوات الأخيرة وساهم في شكل كبير بحماية أستراليا من العمليات الإرهابية.
- غوف ويتلام (1972 إلى 1975) الذي ألغى سياسة أستراليا البيضاء، وأطلق التعددية الثقافية، وألغى الأقساط الجامعية وأمّن التغطية الصحية لكل مواطن عبر المديكير.
- جون هاورد (1996 إلى 2007)، الذي يُعتبر، على رغم تبنيه سياسات مثيرة للجدل مثل الحل الباسيفيكي للاجئي القوارب، قائداً قوياً إذْ كان أول من تجرّأ وتحدّى لوبي السلاح فارضاً حظراً على الأسلحة الأوتوماتيكية ونصف الأوتوماتيكية عقب مجزرة بورت آرثر في العام 1996، ثم أدخل ضريبة السلع والخدمات GST، ودخل الحرب ضد صدام حسين وضد طالبان في أفغانستان وحمى استقلال تيمور الشرقية.
هل من زعيم حالي، سواء في أستراليا أو الدول العربية أو العالم ترون فيه قائداً عظيماً أو ملهماً؟