وهنا تطرح على نفسك السؤال التالي: يا ترى هل بإمكانني كفرد واحد أن أغير هذا الحال الذي يعيشون فيه؟ وهل أصلا ستفيد بعض النقود بتغير حالهم وابعادهم عن التشرد؟
هذا السؤال منطقي جداً ويخطر عل بال الكثيرين. وتأتي الاجابة مباشرة من عدة هيئات خيرية في البلاد مثل Mission Australia و Homelessness Australia التي ذكرت في عدة تقارير لها أن بعض النقود التي بجيبك، المصحوبة بكلام لطيف وودي قد تترك أثراً كبيراً على الشخص المشرد.
تخيلوا معنا أن أكثر من 100 ألف شخص ينام بلا مأوى في أستراليا، منهم 6% ينامون في الشوارع وعلى الطرقات. أما النسبة الاعظم فإما تنام في مركباتها او عند بعض افراد العائلة او الاصدقاء.
إذاً في هذا التقرير نحن نتحدث عن فئة ال 6% التي تفترش الارض وتنام بلا مأوى بشكل حرفي تماماً. و تسعى العديد من المنظمات والمؤسسات لتقديم الدعم للمشردين خاصة أن الحكومة الفدرالية تخصص دعماً للتصدي لهذه الظاهرة.
كما أن هناك العديد من المؤسسات الخيرية والتطوعية التي تعمل على تقديم خدمات لهم سواء نقداً ام عينياً مثل الاطعمة او الاغطية التي تعد من افضل انواع المساعدة إلى جانب الكلمة الحلوة.
وكنا قد عرضنا منذ فترة في برنامج البيت بيتك قصة لمبادرة فريدة من نوعها يقوم بها الشابان نيك و لوكاس بتقديم مساعدة وخدمة مجانية للمشردين في مدينة بريزبين.
الشابان الحاصلان على لقب أفضل الشباب الأستراليين لعام 2016 تمكنا من تسليط الضوء على قضية تهم الشارع الأسترالي وهي التشرد.
يحمل مشروع نيك ولوكاس اسم "السماء البرلتقالية" Orange Sky والذي يسعى إلى توفير سبل النظافة للمشردين في المدينة. فكان أول مشروع قاموا به توفير 11 غسالة متحركة تتنقل في عربة نخصصة لهذا المشروع. ويتم غسيل قرابة 7 طن أسبوعياً بمساعدة أكثر من 600 متطوع.
وواجه الشابات تحديات في هذا المشروع من بينها تكلفة تزويد الغسالات بالماء الساخن مما دفعهما لاكتشاف طريقة رخيصة الثمن لتوفير مصدر لتسخين الماء وهو محرك العربة نفسها.
ثم تمكن نيك ولوكاس مؤخراً من إنشاء مشروع آخر إلى جانب الغسيل وهو الاستحمام، حيث تمكنا من توفير غرف استحمام متنقلة والتي تسعى لتقديم خدمة مجانية للمشردين أيضاً عن طريق إعطائهم مكان للاستحمام بماء دافئ بدون مقابل