بحسب ما نشره كبار مسؤولي إدارة الدواء الأمريكية في مجلة New England Journal of Medicine، فإن الفائدة من الجرعات السنوية المعززة للأشخاص الأصحاء دون سن 65 لم تعد واضحة بعد مرور عدة أعوام على انتشار الفيروس. وبموجب التوجه الجديد، ستُطلب تجارب سريرية جديدة للحصول على موافقة على تلك الجرعات، ما يعني أن الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 65 عامًا قد لا يكونوا مؤهلين لتلقي اللقاح.
البروفسور بول غريفين، اخصائي في الأمراض المعدية بجامعة كوينزلاند، وصف القرار بأنه "عبثي"، محذرًا من أن تقييد الوصول إلى اللقاحات "سيزيد من تأثير فيروس كورونا" بدلًا من الحدّ منه.
كيف سينعكس القرار على أستراليا؟
في الوقت الذي قد تتأثر فيه سلاسل التوريد عالميًا، يرى الخبراء أن أستراليا من غير المرجح أن تتبع النهج الأمريكي. وقال غريفين إن "إدارة السلع العلاجية الأسترالية (TGA) معروفة بمصداقيتها ولا تتأثر بالضغوط السياسية أو القرارات الدولية بسهولة".
لكن ذلك لا يمنع من وجود تحديات محتملة، فتكاليف التجارب السريرية المرتفعة قد تدفع شركات الأدوية لخفض الإنتاج أو رفع الأسعار، ما قد ينعكس على توفر اللقاحات في السوق الأسترالية.
الدكتور روجر لورد من جامعة أستراليا الكاثوليكية أشار إلى أن "أي زيادة في كلفة الإنتاج قد تتحملها الجهات المستهلكة، وقد تؤدي إلى نقص في الإمدادات، خصوصًا في الدول التي تعتمد على الاستيراد".
يثير شرط العودة إلى التجارب باستخدام البلاسيبو (العلاج الوهمي) تساؤلات أخلاقية أيضًا، إذ يعتبر غريفين أن "حجب لقاح معتمد عن المشاركين في التجارب أمر غير أخلاقي". وأعرب عن خشيته من أن تؤدي هذه السياسات إلى زيادة التردد في تلقي اللقاح، خاصة في ظل تصاعد الخطاب المناهض للتطعيم في بعض الأوساط السياسية.
موقف الحكومة الأسترالية
في تصريح خاص لـ SBS، أكدت إدارة السلع العلاجية الأسترالية استقلالها الكامل عن FDA، وقالت إن "الوصول إلى الجرعات المعززة من لقاح كوفيد-19 سيبقى مجانيًا للأستراليين المؤهلين حتى عام 2025".
وشدد المتحدث باسم الإدارة على أن "الحكومة تواصل مراجعة الترتيبات المستقبلية لضمان توفر وتوزيع اللقاحات بما يلائم السياق الأسترالي".

Vaccine Source: AAP
رغم الاطمئنان النسبي بشأن الوضع في أستراليا، إلاّ أن هناك مؤشرات مقلقة. فقد أظهر تقرير لمركز أبحاث المناعة أن معدلات تطعيم الأطفال في الفئة العمرية من 12 شهرًا إلى 5 سنوات قد انخفضت في عام 2023 مقارنة بما كانت عليه عام 2020.