تاريخياً:
يعود تقليد منح مفاتيح المدن لشخص ما و لمنظمة إلى العصور الوسطى عندما كانت تعتبر المدن ممالك مستقلة ومسوّرة لحمايتها. وكان يرمز المفتاح إلى العلاقة السياسية بين هذه المدن وملك أو حاكم الأرض التي تقبع فيها المدينة. وكان يقدم مفتاح المدينة للحاكم عند زيارته الأولى للمدينة بعد الاستيلاء عليها لمنحه الحق بالتجول فيها وزيارتها متى ما شاء وللتأكيد على أن المدينة باتت تحت حكمه.
وتاريخياً كان حاكم المدينة يقدم المفتاح للملك لمنحه هذا الحق عند بوابة المدينة ليعود الملك ويعيده لحاكم المدينة للتعبير عن احترام الملك للسلطة السياسية الحاكمة للمدينة.
في سيدني:
يقدم مفتاح المدينة تكريماً لشخص ما أو لمنظمة معينة في احتفالية مدنية للاعتراف بجهود هذا الشخص في سبيل قضية ما أو لخدمته للمجتمع بطريقة ما ويعتبر التكريم شكراً تقدمه المدينة لقيام هذا الشخص ببذل مجهود يعتبر مهماً في الاضافة لمبادئ وقيم المدينة وعادة ما يمنح مفتاح سيدني لشخصيات بارزة في مجال العمل الانساني والفن و الرياضة.
رمزية المفتاح وأهميته:
يمنح المفتاح الشخص المكرّم حق دخول المدينة والتجول فيها متى ما شاء واصبح تقليد منح مفتاح سيدني لشخصيات معروفة في القرن التاسع عشر.
إلى من قدمت سيدني مفاتيحها:
حصل كل من رئيس دولة جنوب أفريقيا السابق والأيقونة العالمية للنضال في سبيل حرية الشعوب نيلسون مانديلا على مفتاح مدينة سيدني عام 1990 كما حصل على مفتاح المدينة المهندس المعماري الشهير Jørn Utzon الذي قام بتصميم مبنى الاوبرا هاوس في سيدني عام 1998. كما وقامت المدينة بتكريم الفنان والمخرج الأسترالي John Bell بتقديم المفتاح له عام 2015.
أمّأ الشخصية العربية الوحيدة الحاصلة على مفتاح مدينة سيدني فكان الفنان العراقي الكبير كاظم الساهر والذي حصل على هذا التكريم عام 2002.
وقد وجه كاظم بيان شكر قبل مغادرته أستراليا جاء فيه :
جئتكم فى زمن الوجع الذى يضرب عالمنا العربى ولكنى صممت وإياكم
على أن نكون البلسم للقدس التى غنيت والتى أحببتم . جئتكم من
بغداد جولا على العواصم العربية وعالم الاغتراب لكى ألون لياليكم بأنغام
شرقية .. سئلت عن الأولويات فى الفن هل الكلمات أم الصوت أم
الألحان أم التوزيع الموسيقى هو الأهم فى العمل الغنائى ؟ وجوابى
كان دائما أن كل عنصر يكمل الآخر والأهم فى أى عمل غنائى هو
الجمهور الذى يختصر كل الجمالات وكل العناصر وكل الأشعار
والأحاسيس والموسيقى ، وهاأنتم يا جمهور أستراليا قد وجدتكم
جمهورا أصيلا متأصلا فى الفن وفى السمع والاستيعاب وفى التناغم
والتفاعل .
حمّل تطبيق أس بي أس الجديد للإستماع لبرامجكم المفضلة باللغة العربية.