كيف ساعد تغيير لهجة أو لكنة المغني ميتش طومسون الأسترالية على اختراق سوق الموسيقى العالمي؟
يعتبر ميتش طومسون، المغني في ثنائي "سيفورث" لموسيقى البوب والموسيقى الريفية "الكانتري"، مثالاً حيًا على هذا التحول. فبينما نشأ في سيدني، لكن تبدو لهجته أو لكنته في الأداء كما لو جاء مباشرة من ناشفيل، عاصمة موسيقى الريف "الكانتري" في أمريكا.
عن هذا الأمر يوضح طومسون، البالغ من العمر 35 عامًا: "عليّ أن أبذل جهدًا كبيرًا إذا أردت أن أغني بلكنة أسترالية. الأمر يشبه تشغيل جزء مختلف من الدماغ... ذاكرة عضلية مختلفة تمامًا."
ويتذكر طومسون مشاركته في إحدى مسابقات الغناء حين قيل له إن صوته يشبه كثيرًا صوت المغنية الأسترالية ميسي هيغنز، المعروفة باستخدامها القوي للكنة الأسترالية. إذ قال: " أخبرني أحد الحكّام، بأنه لا يمكنني تقليد صوت ميسي هيغنز إلى هذا الحد... الأمر أسترالي أكثر من اللازم." وهكذا، تغيّر الأداء عنده شيئًا فشيئًا، وبحلول الوقت الذي انتقل فيه إلى ناشفيل قبل نحو عقد من الزمان، لم يبقَ أي أثر لتلك اللكنة الأسترالية.
ومع أن فرقة "سيفورث" تحظى اليوم بنحو نصف مليون مستمع شهريًا على منصة "سبوتيفاي"، فإن كثيرًا من الجمهور يتفاجأ عندما يعرف أنها فرقة أسترالية. لذلك يقول المغني طومسون: "الطريقة التي أغني بها جاءت ببساطة من الموسيقى التي كنت أستمع إليها، لم أتعمد أبدًا أن أبدو مثل كيث أوربان".
عقبة اللكنة: هل الأصوات الأسترالية غير مناسبة للغناء؟
وفقًا لأريانا ريغازي، مدربة الصوت التي تقيم في ملبورن، فإن بعض نطق الأحرف الصوتي في اللكنة الأسترالية، مثل حرفي "S" و"R"، قد تجعل الغناء أكثر صعوبة وتضيف أنه في بعض الحالات، ينطق في المقطع الواحد صوتين متحركين. واللسان يتحرك أثناء النطق، ما يجعل الغناء أكثر تعقيدًا.
وتشير ريغازي إلى أن استخدام اللكنة الأمريكية يُسهل الوصول للنغمة المستهدفة. أما طومسون، فيرى أن الغناء باللهجة الأسترالية قد يبدو "غريبًا على الأذن".

يقول الباحث الموسيقي تيم كيلي إن الفنانين الأستراليين يضطرون إلى التنافس مع أسواق الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أكثر من أي وقت مضى. Source: Supplied / casimaria
تيم كيلي، الباحث الموسيقي ومدير إحدى شركات الإنتاج سابقًا، يرى أن تراجع ظهور الفنانين الأستراليين على قوائم الأغاني المحلية يرتبط بتغيّرات كبرى، أبرزها هيمنة المحتوى الأمريكي والبريطاني على خوارزميات منصة "سبوتيفاي". ويوضح: "في الماضي، كان بإمكان الفنان الأسترالي أن يعيش من جمهوره المحلي؛ مثل فرقة Hilltop Hoods أو Powderfinger، الذين باعوا معظم تسجيلاتهم داخل أستراليا."
لكن اليوم، يؤكد كيلي أن السوق المحلي لم يعد كافيًا، فإذا أراد القنان تحقيق النجاح فعليه أن يدخل في سوقين إضافيين على الأقل إلى جانب أستراليا، فشركات الإنتاج والوكلاء والمديرون يضغطون على الفنانين الجدد ليبدوا كأولئك الذين يحققون النجاح فعلاً.
الخوارزميات تفرض النمط لكن الاستثناءات تُثبت العكس
تعتمد منصات البث الموسيقي اليوم على خوارزميات تُحدد ما يسمعه الجمهور، ما يزيد من الضغط على الفنانين الأستراليين لتكييف نطقهم ليتناسب مع ما يُطلب عالميًا. ومع ذلك، هناك من شق طريقه بطريقته الأسترالية الخالصة وحقق نجاحًا عالميًا، مثل: Amyl and the Sniffers، Hilltop Hoods، Courtney Barnett Tame Impala عن ذلك يقول كيلي: "الفنانون الذين يبرزون عالميًا مثل King Gizzard أو Amyl and the Sniffers يحملون بصمة أسترالية واضحة، وقد ساعدهم ذلك على التميز."