انتقلت الأسترالية ميليسا جورجيو إلى فنلندا منذ أكثر من عقد من الزمان، بحثاً عن السعادة في أحد أبرد الأماكن على وجه الأرض.
"من الأشياء المفضلة لدي فيما يتعلق بالعيش هنا هو ما إذا كنت في منطقة سكنية أو في وسط المدينة، فمن السهل الوصول إلى الأماكن الطبيعة".
كانت ميليسا معلمة مدرسة، واستبدلت شواطئ سيدني بفصول الشتاء القاتمة في فنلندا والبحيرات الجليدية قبل 12 عاماً ولم تنظر إلى الوراء منذ ذلك الحين.
"بالنسبة إلى الفنلنديين، تختلف فكرة السعادة كثيراً عن فكرة السعادة لدى الأسترالي".
وتقول إن الفنلنديين يصورون أنفسهم على أنهم حزينون، ولديهم مثل شعبي محلي يقول "على الشخص إخفاء ما يسعده".
"من أول الأشياء التي لاحظتها عند وجودي هنا، هو أنك لن تدعى حفل عشاء أو حفلة شواء كما في أستراليا، ولا أحد يسأل عن المكان الذي تعيش فيه، أو الضاحية التي تعيش فيها، أو الى أي مدرسة يذهب طفلك".
"يبدو أن الفنلنديين راضون تماماً عن الطريقة التي تسير بها الأمور معهم، ولا يطلبون المزيد باستمرار".
يصنف تقرير السعادة العالمي الصادر عن الأمم المتحدة 138 دولة حسب مستويات سعادة مواطنيها.
ومنذ إنشائها، سيطرت دول الشمال على المراكز العشرة الأولى.
ويوضح خبير السعادة والباحث فرانك مارتيلا: "تميل بلدان الشمال الأوروبي إلى أن تكون دولاً بها إعانات بطالة جيدة، ومعاشات تقاعدية ومزايا أخرى".
Frank Martela happiness expert enjoying an icy dip in the sea. Source: SBS / Dateline
ولكن فرانك يقول إن مركز فنلندا في التصنيف غالباً ما يكون مفاجئ لشعبها."الفنلنديون، ليسوا سعداء من التصنيف، لأنهم يشعرون أن هذا غير صحيح"
يبدو أن الفنلنديين راضون تماماً عن الطريقة التي تسير بها الأمور، ولا يطالبون بالمزيد باستمرار
Melissa Georgiou
دولة مبنية على الثقة
تقول ميليسا إن هناك الكثير ما يساهم في نشر السعادة في فنلندا، حيث كانت فنلندا واحدة من أقل البلدان الأوروبية تضرراً من وباء كورونا، وهو ما يعزوه الخبراء إلى الثقة العالية في الحكومة والقليل من الرفض للقيود التي فرضت.
والثقة في الحكومة تنبع من استثمار الدولة في مواطنيها.
ويعد نظام المدارس العامة، من بين الأفضل في العالم، يوجد في فنلندا أيضاً نظام رعاية صحية شامل، مع رعاية أطفال ميسورة التكلفة ودعم قوي للآباء.
Melissa Georgiou with her husband, Makke, and son, Milo at a Finnish pastime – ice skating. Source: SBS / Dateline
وتقول ميليسا "إن الحكومة كلها تهتم بتربية الأطفال، لذلك، من ولادة ابني إلى تربيته في المنزل ثم إرساله إلى الحضانة ثم إلى المدرسة، شعرت في كل جانب من جوانب ذلك بالدعم الجيد حقاً".توجهوا الآن إلى موقعنا الالكتروني للاطلاع على آخر الأخبار الأسترالية والمواضيع التي تهمكم. يمكنكم أيضًا مشاهدة أخبار SBS عربي News في أي وقت على SBS On Demand.