فيما تكافح فرق الإطفاء حرائق في فكتوريا حالياً، وفي حين تخرج كوينزلاند من فيضان آخر، نستعرض بعض الكوارث الطبيعية الكبيرة التي ضربت أستراليا في السنوات القليلة الماضية:
- في كانون الثاني/يناير من العام 2003، التهمت النيران عشرات الآلاف من الهكتارات في عدد من الولايات والمقاطعات بينها مقاطعة أراضي العاصمة كانبرا حيث دمرت الحرائق أكثر من 500 منزل. وشبّت حرائق الغابات أيضاً على امتداد ولايات نيو ساوث ويلز، فكتوريا وتسمانيا.
- في كانون الثاني/ يناير 2005، لقي أكثر من 9 أشخاص مصرعهم في حرائق غابات شبّت في ولاية جنوب أستراليا، كانت الأسوأ في الولاية منذ 20 عاماً.
- في شباط/فبراير 2009، قُتل أكثر من 170 شخصاً في حرائق أتت على مساحات شاسعة من الغابات والممتلكات في جنوب شرق فكتوريا.
- في تشرين الأول أكتوبر من العام 2013، اجتاحت ولاية نيو ساوث ويلز سلسلة من حرائق الغابات منها ما خرج عن السيطرة، وبالأخص في منطقة Blue Mountains الخلابة التي التهمت النيران مساحات واسعة منا.
وعلى صعيد الأعاصير المدمرة، تعرضت ولاية كوينزلاند لسلسلة منها، أعقبتها فيضانات غير مسبوقة. من أسوأ هذه الظواهر إعصار Yasi الذي ضرب كوينزلاند في أواخر كانون الثاني/يناير ومطلع شباط/فبراير 2011 متسبباً بخسائر بلغت قيمتها 800 مليون دولار. ثم كان الإعصار Quang في نيسان/أبريل 2015، أعقبه الإعصار المدمر Debbie في آذار/ مارس 2017 والذي بقيت تداعياته لثلاثة أشهر وناهزت فاتورته مليارين ونصف مليار دولار.
وفي قراءة لتداعيات هذه الكوارث الطبيعية يمكن تدوين الملاحظات التالية:
- تبدو هذه الكوارث وكأنها مبرمجة، حتى أن معظمها يحصل في مطلع السنة كما نلاحظ من التواريخ التي ذكرناها، ليس فقط الحرائق بل أيضاً الأعاصير والفيضانات، هل هذا من قبيل الصدفة؟
- كلما وقعت كارثة طبيعية، كلما سارع المسؤولون إلى فتح تحقيق في فعالية سبل الرد عليها، ثم يضعون توصيات لتحسين خدمات الطوارئ. وعندما تقع كارثة جديدة يظهر وكأن دروس الماضي لم تُفِد شيئاً.
- محدودية الإنسان، حتى في بلد متطور مثل أستراليا، في السيطرة على الكوارث الطبيعية.
واليوم، هناك حرائق خارجة عن السيطرة في ولاية فكتوريا، وهي تغطي مساحة تناهز 250 هكتاراً. يأتي ذلك، فيما بدأت مياه الفيضانات التي ضربت كوينزلاند الأسبوع الماضي بالانحسار وسط توقعات بأن تكون فاتورة هذه الكارثة هائلة نظراً إلى العدد الكبير من المنازل والممتلكات التي غمرتها المياه.
لا بدّ إذاً هنا من طرح سلسلة من التساؤلات: هل للإنسان يدٌ في أسباب حصول الكوارث أم أنها من دورات الطبيعة؟ ما دور تغيّر المناخ في مثل هذه الظواهر؟ هل يمكن تفادي مثل هذه الكوارث؟ وكيف يمكن تحسين سبل حماية البشر من مخاطرها؟