هناك أشياء قليلة يمكن أن تكون أكثر إزعاجا من إنفاق مبلغ كبير من المال لشراء شيء ما، مثل اكتشاف أن شخصًا آخر حصل على نفس الشيء بسعر أقل.
هذا ما يحدث مع تذاكر الطيران غالبا. اذ قد يتوجه العديد من الأشخاص الى نفس الموقع الإلكتروني الذي يبيع التذاكر، ويبحثون عن نفس شركة الطيران، ويختارون نفس منطقة الجلوس في الطائرة، ويحصلون على ذات شروط البيع والخدمة، ولكن يتم عرض سعر مختلف لهم بناءً على وقت ومكان إجراء هذه العملية.
غالبًا ما يكون هذا نتيجة لما يسمى بتمييز الأسعار. اذ يحدث ذلك عندما يتقاضى البائع منك ما أنت مستعد لدفعه. وبالطبع، يجب أن يكون ذلك على مستوى يرغب البائع في قبوله.
عندما يتعلق الأمر بتذاكر الطيران ، فهناك مستويان للتمييز في الأسعار، كلاهما تحركهما خوارزميات إلكترونية على الانترنت.
أولا، هناك تمييز للسعر من قبل شركة الطيران. اذ ان أسعار خطوط الطيران عادة ما تكون ديناميكية. أي أن أسعار التذاكر للرحلات الأكثر شعبية يكون أعلى.
ثانيا، هناك منصات وسيطة، مثل وكلاء السفر أو مواقع مقارنة الأسعار لتذاكر الطيران، والتي يمكن أن تأخذك إلى مستوى آخر من التمييز في الأسعار.
كيف تتم العملية
تصمم مواقع الانترنت ملفات تعريف الارتباط المعروفة ب cookies لتسجل التفاعلات بين المستخدم والموقع الالكتروني. وفي كثير من الأحيان هناك علامات أخرى يتم إنشاؤها. من هنا، يمكن لمقدم موقع الانترنت الحصول على معلومات، مثل نوع المتصفح ونوع الجهاز المستخدم.
ويستخدم مقدمو خدمات الطيران هذه المعلومات لتحديد السعر المعروض على العميل.
ويُمكن أن يؤدي مسح ملفات تعريف الارتباط، cookies، أو استخدام محرك بحث لا يقدم سجل البحث الخاص بالمستخدم للموقع مثل Duck Duck Go إلى تقليل هذا التأثير.
تمييز الأسعار قانوني
في أستراليا، كما هو الحال في العديد من البلدان، يعتبر التمييز في الأسعار قانونيًا. عادةً ما يختار البائعون سعر الافتتاح بناءً على احتمال قيام شخص ما بدفعه. في الواقع، قد يعني التمييز المثالي في السعر أنه لا يوجد شخصان يدفعان نفس السعر لنفس المنتج أو الخدمة.
الحدود القانونية
هناك قضية قانونية واحدة تحد من استخدام التمييز في الأسعار - مثل ما إذا كان البائع ينخرط في التمييز العنصري. إذا كان موقع الالكتروني يميز ضد مجموعة محددة من الأشخاص، على سبيل المثال عن طريق فرض رسوم أكثر على النساء اللواتي يحملن اسمًا إيطاليًا، فإن ذلك يخاطر بالتعرض لخرق قانون التمييز العنصري.
ومن القيود الأخرى التي قد تواجه التمييز في الأسعار هو إمكانية رد فعل وسائل التواصل الاجتماعي ضد هذه الممارسة، مما قد يؤدي إلى الضرر بسمعة مقدم الخدمة. وفي مجال البيع بالتجزئة، أصدرت أمازون بيانا نفى أنه ينخرط في التمييز السعري، بعد أن وجد العملاء الغاضبون أنه قد تم بيعهم نفس المنتج بأسعار مختلفة.
لم تكشف المنصات التي تعمل على وجه التحديد في مبيعات تذاكر شركات الطيران عما إذا كانت تشارك في تمييز الأسعار أم لا، ولكنها معرضة على الأرجح لخطر رد فعل مماثل من العملاء.
في النهاية، إذا كنت ترغب في الحصول على صفقة أفضل عند شراء تذكرة السفر الخاصة بك، فإن الإجابة لا تزال هي أن تقوم بالبحث عن المنصة التي توفر لك أفضل الأسعار. وعند استخدام موقع خدمات المقارنة بين الاسعار، فإن إزالة ملفات تعريف الارتباط cookies من ذاكرة التخزين المؤقت لمحرك البحث، وترك القليل من المعلومات عنك قدر الإمكان، عندها من المرجح أن يؤدي بك هذا إلى الحصول على أفضل الصفقات.