يتسبب مرض الحمى القلاعية بأضرار بالغة لسوق الماشية في إندونيسيا وهناك مخاوف حقيقية من أنه قد يصيب الحيوانات في أستراليا، مما قد يؤدي لتدمير حياة آلاف المزارعين ودفع أسعار اللحوم إلى الارتفاع بشكل صاروخي.
النقاط الرئيسية
- يناشد السياسيون والمزارعون المسافرين العائدين من إندونيسيا التخلص من أحذيتهم لإبعاد مرض الحمى القلاعية عن أستراليا
- مرض الحمى القلاعية هو فيروس يسبّب تقرحات وآفات شديدة على أفواه وأقدام الحيوانات
- على الرغم من أن المرض لا يمثل خطراً على صحة الإنسان، إلا أن الأشخاص غالباً ما يكونون حاملين للمرض
لذلك تنفق الحكومة الفدرالية ملايين الدولارات لمكافحة المرض في إندونيسيا حتى لا يصل إلى شواطئنا. ويتم تشجيع الأستراليين على التخلص من الأحذية التي كانوا يرتدونها في إندونيسيا قبل صعودهم على متن الرحلات الجوية للحد من مخاطر إعادة التربة الملوثة إلى الوطن.
ما هو مرض الحمى القلاعية؟
مرض الحمى القلاعية هو فيروس يسبّب تقرحات وآفات شديدة على أفواه وأقدام الحيوانات بما في ذلك الماشية والأغنام والخنازير والماعز. وتمنعها تلك الأعراض من الأكل ويمكن أن تسبّب العرج وفي بعض الحالات الموت.
على الرغم من أن المرض لا يمثل خطراً على صحة الإنسان، إلا أن الأشخاص غالباً ما يكونون حاملين للمرض. والطريقة الأكثر شيوعًا لانتقاله هي عن طريق الأحذية أو الملابس، حيث يمكن للفيروس البقاء على قيد الحياة لمدة تصل إلى 24 ساعة.
وقال كبير الأطباء البيطريين في أستراليا، الدكتور مارك شيب، لقناة أس بي أس الإخبارية إن ذلك يمكن أن يكون له "عواقب وخيمة".

A man inspects cattle in Lampung province, Indonesia. Source: AFP / PERDIANSYAH/AFP via Getty Images
وأضاف، "مرض الحمى القلاعية هو فيروس شديد العدوى وينتشر بسهولة بين العديد من الحيوانات. إنه أمر مقلق من حيث التأثير التجاري، حيث إن أي بلد مصاب بهذا المرض غير قادر إلى حد كبير على تصدير حيواناته ومنتجاته الحيوانية".
لماذا استراليا معنية؟
ينتشر مرض الحمى القلاعية بسرعة في كافة أنحاء إندونيسيا التي كانت حتى الآن خالية من المرض لمدة 37 عاماً. وتشير التقديرات إلى إصابة أكثر من 330 ألف حيوان في 21 مقاطعة، وكان آخرها في جزيرة بالي السياحية الشهيرة وهي الأقربها إلى أستراليا منذ أكثر من قرن.
يوم الأربعاء، وصل وفد أسترالي يضم وزير الزراعة الفيدرالي موراي وات والدكتور شيب إلى إندونيسيا لتقييم الوضع، وأعلن السناتور وات يوم الجمعة أن الحكومة ستنفق 14 مليون دولار لمحاولة مكافحة المرض.
يشمل التمويل 5 ملايين دولار لدعم تعزيز القدرات المختبرية والاختبارات التشخيصية في إندونيسيا وتيمور الشرقية وبابوا غينيا الجديدة وكذلك دعم الجهود الميدانية في إندونيسيا.
كما سيتم تخصيص 9 ملايين دولار إضافية لـ 18 ضابط أمن حيوي جديد يتمركزون في المطارات ومراكز البريد الأسترالية، بالإضافة إلى كلاب لكشف المرض في كيرنز وداروين. وسوف يذهب التمويل أيضاً إلى منسق جديد في شمال أستراليا لإدارة استراتيجيات المراقبة والتأهب في جميع أنحاء المنطقة.
ماذا أفعل إذا كنت مسافراً عائداً من إندونيسيا؟
مع وجود أكثر من 100 رحلة جوية من وإلى بالي أسبوعياً، يشعر مسؤولو صناعة المواشي والسياسيون والمزارعون بالقلق من انتشار مرض الحمى القلاعية قبل أن تسيطر إندونيسيا عليه.
وقال الدكتور شيب: "نحن قلقون للغاية من أن السياح العائدين من بالي قد يجلبون تربة ملوثة على أحذيتهم أو يعيدون منتجات حيوانية ملوثة مثل اللحوم أو منتجات الألبان".
وبدأت أستراليا في تكثيف إجراءات الأمن البيولوجي في المطارات في جميع أنحاء البلاد. ويتم نشر مقاطع فيديو تعليمية على الرحلات الجوية القادمة من إندونيسيا لتحذير السياح من أن الأوساخ على أحذيتهم أو ملابسهم يمكن أن تنشر المرض عن غير قصد.
كما يتم تذكير المسافرين بضرورة الإفصاح عن أي عناصر يعتقدون أنها قد تكون ملوثة لتجنب الغرامات الباهظة. كما تم زيادة عدد ضباط الأمن الحيوي وكلاب الكشف عن المواد الخطرة.
وقال السناتور وات يوم الجمعة إن الحكومة تعمل الآن على تصنيف المخاطر للمسافرين العائدين من إندونيسيا.
"إذا تطابق أي من هؤلاء الركاب مع ملف المخاطر ... سيتم فحص هؤلاء الركاب واستجوابهم وتنظيف الأحذية وفحص الأمتعة".
أضاف وات، "إذا عاد أي شخص إلى البلاد وأعلن أنه كان على اتصال بسد أو ماشية، أو حصل على حبوب أو منتجات لحوم أو أي من الأشياء المعتادة التي يتعين عليك التصريح بها، فسيتم فحصه أيضاً".
هل يجب علي حقا التخلص من حذائي؟
كانت الحكومة الفيدرالية قد أعلنت في وقت سابق أنها ستقدم 1.5 مليون دولار لتمويل مليون جرعة على الأقل لبرنامج لقاح مرض الحمى القلاعية في إندونيسيا.
وقال السيناتور وات: "في حين أن هناك الكثير من الاهتمام على المسافرين العائدين من إندونيسيا ... فإن الطريقة الأكثر خطورة لعودة مرض الحمى القلاعية إلى بلادنا هي من خلال المنتجات الحيوانية ومنتجات اللحوم ومنتجات الألبان".
لكن البعض يطالب المسافرين العائدين بالتخلي عن أحذيتهم تماماً.
وقال نائب رئيس وزراء نيو ساوث ويلز بول تول إن هذه هي الطريقة الأكثر فعالية لإبعاد المرض.
"بالنسبة لأولئك الأشخاص الذين يعودون، قد يكون الأمر بهذه البساطة" يقول تول.