شهدت مدينة سيدني أكبر معدل لهطول الأمطار منذ حوالي 20 عامًا في الأيام القليلة الماضية، في وقت أجبرت فيه الفيضانات المئات على ترك منازلهم.
وبدت بعض شوارع ولاية نيو ساوث ويلز وكأنها ساحة حرب مهجورة، مع أشجار معمرة لم تتمكن من الصمود أمام الطقس القاصي الذي اقتلعها من جذورها لتسقط على بعض المنازل وتغلق بعض الطرقات.
أما الأنهار فثارت لتغمر المنازل المحيطة بها، وتجبر رجال الشرطة والطوراء على إنقاذ البعض ممن علقوا داخل سيارتهم بالفيضانات.
وكان هناك بعض الارتياح اليوم خاصة بعد انحسار مياه الفيضانات على طول الأنهار الرئيسية التي ارتفاع فيها منسوب المياه بشكل ملحوظ ما أجبر العديد من الناس إخلاء منازلهم.
وقالت خدمات الطوارئ في ولاية نيو ساوث ويلز اليوم إن مياه جورج ريفر غمرت ميلبرا وليفربول غربي سيدني في الساعات الأولى من صباح اليوم.
وبلغ منسوب المياه مستويات الأنهار في ميلبيرا أعلى مما كانت عليه خلال فيضان عام 1988، في وقت تؤثر فيه الفيضانات الكبرى على مناطق أخرى مثل ليفربول ووارويك فارم وتشيبينغ نورتون.
ويواجه سكان نورث ريتشموند ووندسور على طول نهر هاوكيسبوري خطر فيضانات معتدلة بعد فيضان ليلة أمس.
وتستمر الفيضانات المعتدلة على طول نهر النيبان في مينلنغ وكامدن ، وهناك ترقب لحدوث فيضانات على ضفاف أبر كوكس ريفر وماكدونالد ريفر.
كما دعي القاطنون بالقرب من Narrabeen Lagoon شمالي سيدني إلى إخلاء منازلهم، خاصة في ظل احتمال حدوث فيضان أسوء من فياضانات 2016 المدمرة.
وتنبأ مكتب الأرصاد الجوية بظروف مناخية أشد قسوة اليوم مع هطول أمطار غزيرة ورياح قوية وأمواج عاتية على طول ساحل الولاية بأكمله. كما حذر مكتب الأرصاد من احتمال تسبب الأمطار الغزيرة بفيضانات قاتلة محتملة في سيدني وإيلاوار وتابلاندس الوسطى.
شركات الكهرباء
غرقت خدمات الطوارئ بالمكالمات منذ بدء الفيضانات يوم الجمعة، في حين تسبب الطقس القاسي في فوضى في وسائل النقل عبر سيدني.
وقال المتحدث باسم إسعاف نيو ساوث ويلز جيلز بوكانان أمس إن "هذا الجو الرطب والرياح يدمر طرقاتنا اليوم ، حيث يستجيب المسعفون لخمسة حوادث سيارات كل ساعة منذ ليلة الجمعة".
وأضاف بوكانان "لقد استجبنا للعديد من الحالات التي سقطت فيه الأشجار على السيارات والمنازل والوحدات السكنية ، ولحالات علق فيها أشخاص داخل سياراتهم في الفيضانات".
وتصارع شركات الكهرباء حاليا الوقت لإعادة إيصال التيار الكهربائي للمنازل في المناطق المتضررة بعد أن انقطعت الكهرباء عن 150 ألف عميل أمس.
وعملت شركة Ausgrid لاستعادة التيار الكهربائي لما يصل إلى 13000 منزل في الضواحي الشمالية لسيدني بما في ذلك هورنزبي و بيمبل وأجزاء من أورومباه و أفوكا و وايونغ وعدد من مناطق سيدني الكبرى و نيو كاسل و هانتر.
وأوضحت Ausgrid أن الأمطار الغزيرة والرياح شكلت أكثر من 2400 خطر على شبكة الكهرباء مثل أعمدة الكهرباء الساقطة والأشجار الكبيرة في الطرقات والأسلاك التالفة والفيضانات المفاجئة الواسعة".
وتهطل هذه الأمطار الغزيرة بعد أشهر من اندلاع حرائق الغابات، وقد ساهمت في إخماد بعض البؤر التي كانت لا تزال خارج السيطرة. وبعثت الأمطار الأمل باحتمال انتهاء هذه الأزمة غير المسبوقة.
وبفضلها، جرى الإعلان أمس الأول عن إخماد واحد من الحرائق الكبيرة، كان ممتداً على مساحة تضاهي 500 هكتار في جنوب سيدني.
Source: AAP
الإعصار ديميان
وفي شأن متصل، ضرب الإعصار ديميان الذي تراجعت شدّته، منطقة بيلبارا الغنية بالمعادن في ولاية استراليا الغربية.
وخفضت هيئات الأرصاد الجوية مستوى "ديميان" أمس إلى عاصفة من الدرجة الأولى، ترافقها رياح تبلغ سرعتها 100 كيلومتر في الساعة وأمطار غزيرة من شأنها التسبب بسيول.
وأمس، كان الإعصار يتحرك نحو الجنوب-الشرقي حيث يمر ببيلبارا ذات الكثافة السكانية المنخفضة والتي تعدّ مركزا أساسيا لصناعات التعدين في أستراليا.
وأوضحت الأرصاد الجوية أنّه "سيضعف تدريجاً خلال تمدده نحو الداخل" الأسترالي.
وكان "ديميان" مصنفا في الدرجة الثالثة حين هبت مساء السبت رياحه التي بلغت سرعتها 195 كيلومترا في الساعة، ما أجبر السكان على التحصن داخل منازلهم.
واقتلعت أشجار وأسطحة منازل بسبب شدّة الرياح وهطول الأمطار، بينما انقطع التيار الكهربائي في المدينتين الساحلتين في بيلبارا، دامبر وكاراتا.
