تقدّر الأمم المتحدة قيمة التجارة العالمية غير القانونية بالحيوانات بحوالي 32 مليار دولار سنوياً، ما يجعلها إحدى أكثر شبكات الجريمة المنظمة ربحاً.
4000 محاولة تهريب في عام واحد
تشير بيانات قوة الحدود الأسترالية (ABF) إلى اعتراض نحو 4000 شحنة غير قانونية خلال عام واحد، تضمنت حيوانات حيّة نُقلت في ظروف قاسية داخل حقائب السفر أو مخبأة في مواد مختلفة.
وتحظر القوانين الأسترالية ومنها قانون حماية البيئة والتنوع البيولوجي استيراد أو تصدير أي فصيلة محمية دون تصريح، مع فرض غرامات كبيرة تصل إلى السجن لخمس سنوات.
لكن رغم ذلك، ما زالت التجارة منتشرة، خصوصاً عبر الأسواق الإلكترونية والمنصات التي يستغلها المهرّبون لبيع أنواع نادرة من الزواحف.
من يقف وراء السوق السوداء؟
تُعد الولايات المتحدة وألمانيا واليابان أبرز الأسواق المستهدفة، بحسب الباحثة كاتي سميث من جامعة أديلايد، التي أكدت أن ندرة الأنواع الأسترالية تجعلها مطمعاً عالمياً.
وتحتضن أستراليا أكثر من 1000 نوع من الزواحف لا توجد في أي مكان آخر في العالم، ما يجعلها الأكثر عرضة للاختفاء في حال استمرار عمليات الصيد غير المشروع.
الطلب يتزايد كلما ازدادت الندرة، وهذا يؤثر مباشرة على فرص بقاء هذه الأنواعالباحثة كاتي سميث من جامعة أديلايد
وأضافت أن التجارة غير القانونية قد تؤدي إلى إدخال أنواع غازية ونشر أمراض جديدة.
أضرار ثقافية على السكان الأصليين
يمثل جزء من الحياة البرية رموزاً ثقافية وتاريخية لدى السكان الأصليين (First Nations)، الذين يعتبرون بعض الحيوانات "طواطم" مرتبطة بقصص الـDreamtime، ما يجعل تهريبها يشكل ضرراً ثقافياً إضافة إلى الأضرار البيئية.
ويطالب قادة السكان الأصليين بإدارة برامج حماية الحياة البرية، لدمج المعرفة التقليدية مع أساليب الحفاظ الحديثة.
تهريب داخل الملابس وصناديق الشوكولاتة
الباحث سيباستيان تشيكونوف كشف أن بعض المهرّبين يخفون الحيوانات داخل الملابس والصناديق وحقائب اليد، بل وحتى في علب الشوكولاتة.
وتُعد هونغ كونغ واحدة من أبرز الوجهات الأولى للمهربين، إذ تُباع بعض الزواحف كحيوانات أليفة، فيما تُرسل أخرى إلى البر الرئيسي للصين ضمن شبكات الاتجار الدولية.

The exotic appeal of shingleback lizards is a driving force in black market demand. Source: AAP / Mick Tsikas
ليست الزواحف وحدها
تشهد أستراليا أيضاً تهريب منتجات حيوانية مثل:
- 3000 بيضة طيور صودرت في تسمانيا العام الماضي
- ارتفاع تهريب العناكب والعقارب والنمل والعصيّات والحلزونيات
- أكثر من 580 نوعاً من اللافقاريات على قوائم التجارة غير المشروعة
- منتجات القرش وزعانف القرش الموجهة إلى الأسواق الآسيوية
وقالت الباحثة شارلوت لاسالين إن بعض هذه الأنواع مثل عقرب فليندرز رينجز موطنه محصور في منطقة صغيرة جنوب أستراليا، لكنه يُباع "على نطاق واسع بشكل مثير للقلق".
تحرك دولي لوقف النزيف البيئي
يعقد المجتمع الدولي هذا الشهر الاجتماع العشرين للدول الأعضاء في اتفاقية الاتجار الدولي بالأنواع المهددة بالانقراض (CITES) في أوزبكستان، حيث ستُناقش 51 مقترحاً لتعديل القواعد المنظمة لتجارة الحياة البرية.
وتقدّم أستراليا مقترحاً لإضافة نوعين من الزواحف المحلية الوزغة ذات الذيل الورقي في جبل إليوت والوزغة رفيعة الذيل ذات الحلقة إلى الملحق الثاني لاتفاقية CITES، ما يعني منع استيرادها أو تصديرها دون تصريح وتسهيل مصادرتها في المطارات والموانئ.
شارك

