انتقد مفتي أستراليا الدكتور إبراهيم أبو محمد على تصريحات قاضي المحكمة العليا في نيو ساوث ويلز Des Fagan التي طالب فيها المسلمين بالتبرؤ من الآيات القرآنية التي تدعو إلى الجهاد، وقال إن هذا "لن يحدث أبدا أبدا وإلى قيام الساعة."
وأشار المفتي إلى أن الجالية الإسلامية في أستراليا لطالما أعلنت براءتها من "كل عمل يؤذي خلق الله" وبأن المسلمين هم أكثر من تأثروا بالهجمات الإرهابية حول العالم حتى أن تلك الهجمات طالت المدينة المنورة، ثاني أقدس مكان لدى المسلمين.
وأردف سماحة المفتي "وضحنا سابقاً أنه إذا تم اساءة استعمال الآيات فهذا نوع من الجهل." وقال المفتي إن "داعش نفسها وضعتنا على قوائم وطالبت باغتيالنا في فيديو مصور، ولا أدري إن كان هذا الفيديو قد وصل إلى القاضي أم لا؟"
وجاءت تصريحات القاضي Des Fagan على هامش جلسة إصدار الحكم بحق سامح بيدا وزوجته الو-بريدجت ناوما واللذان أدينا بتهمة التخطيط لعمل إرهابي في نيو ساوث ويلز.

Grand Mufti of Australia Ibrahim Abu Mohamed, left, talks to the media during a press conference. Source: AAP
وحكم على الزوج البالغ من العمر 21 عاما بالسجن أربعة أعوام، في حين حكم على زوجته، البالغة من العمر واحد وعشرين عاما آيضا بالسجن ثلاثة أعوام وتسعة أشهر.
وقال القاضي أثناء النطق بالحكم في المحكمة العليا بالولاية إن الإرهابيين ومروجي الأفكار "الجهادية" يستحضرون بشكل مستمر الآيات التي تحض على القتال.
واقترح أن يقوم المسلمون الأستراليون، بما فيهم من يملك معرفة عميقة بالإسلام برفض هذه الآيات "لو أنهم قاموا بالتبرؤ علنا من هذه الآيات وقالوا إنها ليست تعليمات صارمة من الله، فإن القناعة الإخلاقية للإرهابيين سيتم اضعافها."
لكن سماحة المفتي رد بالقول "نحن دائما نشرح ديننا ولكن ما نحتاجه هو أن يسمعنا أحد." وأضاف أنه سبق وأن أعطى محاضرة في البرلمان الأسترالي قبل 15 عاما لشرح النصوص الاسلامية المتعلقة بالجهاد، وتوضيح الحقيقة بعيداً عن التشويه الإعلامي "المتعمد".

Terror plotters Sameh Bayda and Alo-Bridget Namoa can immediately apply for parole. Source: AAP
وفسر المفتي الآيات محل الجدل قائلا "آيات القتال 41 آية، تشكل منها آيتان القانون الضابط لما تبقى منها." الآية الأولى التي ذكرها المفتي هي "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين". وشرح قائلا "أي أن القتال مرتبط بشرطين: لا نقاتل الا من قاتلنا ولا نعتدي." أما الآية الثانية فهي "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين."
وقال الدكتور أبو محمد "يتبقي 39 آية منها 37 آية تجيز القتال دفاعا عن النفس وآيتان فقط تتحدثان عن القتال الاستباقي."
القاضي Des Fagan قال في معرض حكمه "إنه بات من الممكن ملاحظة اعتماد الإرهابيين على آيات من القرآن لتعضيد ممارسة العنف كواجب ديني في عدد من القضايا المنظورة أمام محاكم فيكتوريا ونيو ساوث ويلز."
لكن سماحة المفتي قال إن هذه ليست المرة الاولى التي تصدر تصريحات كتلك مؤكدا أن "الحوار هو أول مراحل الفهم." ووجه الدكتور أبو محمد الدعوة للقاضي بزيارته في مكتبه للنقاش معه والإجابة عن أي تساؤلات لديه.
وخاطب سماحة المفتي أبناء الجالية الإسلامية في أستراليا طالباً منهم التحلي بالصبر ومشددا على أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق المسلمين في توضيح رسالة الرحمة التي تمثل أهم أسس الإسلام.
وأضاف " ديننا هو شرفنا وعرضنا وحياتنا ومتأكدين أن ديننا لا يحمل شرا أو كراهية أو حقدا لأحد."