قبل أن تتفجر حرب اليمن قبل أربع سنوات اعتاد علي محمد عبور الحدود إلى السعودية حيث مقر عمله شأنه شأن آلاف اليمنيين الآخرين من المنطقة الجبلية الفقيرة في محافظة حجة شمال غرب اليمن. إلا أن القتال على الحدود منعه من الذهاب إلى عمله وحوله إلى عاطل عن العمل في قريته النائية.
خسارة العمل ليست الشيئ الوحيد الذي قض مضجعه، بل رؤية ابنه الصغير معاذ يتحول إلى جلد على عظم، نتيجة سوء التغذية الحاد.
معاذ صورة لأزمة إنسانية كبيرة تعصف بالبلد الأفقر في الجزيرة العربية، حيث وصفت الأمم المتحدة الأوضاع الإنسانية هناك أنها أسوأ كارثة إنسانية في العالم. دفع الصراع في اليمن الكثيرين إلى حافة المجاعة، خاصة الاطفال.
وتسببت الحرب في قطع خطوط المواصلات وتعطيل حركة إيصال المساعدات والوقود والغذاء، كما قللت الواردات وتسببت في تضخم حاد وارتفاع كبير في معدلات البطالة. إضافة إلى ذلك أصبحت آلاف الاسر بلا مصدر دخل بعد وقف صرف معاشات القطاع العام واضطرارهم للنزوح عن مناطق سكنهم إلى مناطف أخرى داخل اليمن وخارجها.

Source: Reuters
وقال علي محمد والد معاذ "الحرب أثرت علينا. قبل الحرب كنا ندخل السعودية، لكن منذ الحرب لا يمكننا ذلك. ليس لدينا مصدر دخل وليس لدينا طعام في بعض الأحيان".
وفي قصة تتكرر فصولها في مختلف قرى اليمن، أصبح معاذ يعاني من سوء التغذية الحاد ووصل وزنه إلى 5.5 كيلوجرام فقط بسبب عدم توفر الطعام والرعاية الصحية ومياه الشرب النقية.
من جهتها، قالت الأمم المتحدة إن انقطاع الطرق غير الرسمية لعبور الحدود والعمل في السعودية، تركت آلاف اليمنيين بلا مصدر دخل بالإضافة إلى آلاف ممن غادروا المملكة في السنوات الأخيرة بسبب تسريحهم في إطار برنامج "السعودة" الذي يهدف إلى دمج المزيد من السعوديين في سوق العمل.

A severely malnourished infant is bathed in a bucket in Aslam, Hajjah, Yemen. Source: AAP
وقالت الأمم المتحدة إن حوالي 80 في المئة من سكان اليمن أصبحوا بحاجة الآن إلى أحد أشكال المساعدة الإنسانية.
معاذ الصغير
ولأن العيادة المحلية لا توجد بها إمكانيات تذكر ولا تستطيع استقبال معاذ تولى أحد العاملين بقطاع الصحة نقله بالسيارة إلى مركز آخر حيث تم وزنه وتقديم الغذاء له، حيث يعجز والداه عن عن تدبير نفقات المواصلات.
من جانبها، قالت مديرة مكتب الصحة بمديرية أسلم مكية الأسلمي “الطفل معاذ يعاني من سوء تغذية حاد، جلد على عظم، نتيجة نقص التغذية وليس نتيجة مضاعفات طبية أو أمراض مستعصية."
ويكافح مكتب الصحة في محافظة حجة، أحد أكثر المحافظات المتضررة في اليمن، لعلاج حالات سوء التغذية الحاد بسبب الأعداد الكبيرة من الأطفال التي يستقبلها. ويوفر مكتب الصحة أيضا خدمات لمئات الآلاف من النازحين من بيوتهم بسبب الحرب والفقر.

Yemen’s conflict has pushed what was already one of the poorest Arab states to the brink of famine. Source: Reuters
ولم تعلن الأمم المتحدة أن الأمور بلغت حد المجاعة في اليمن لكنها تقول إن حوالي عشرة ملايين شخص هناك باتوا “على بعد خطوة واحدة” منها.
وتقود السعودية تحالفا تدخل عسكريا في اليمن في مارس /آذار 2015 دعما للحكومة المعترف بهاد دوليا بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي. ويقول التحالف إنه يستهدف حركة أنصار الله الحوثية المدعومة من إيران بعد أن أطاحت بحكومة هادي وسيطرت على العاصمة صنعاء أواخر عام 2014.
اقرأ المزيد

دعوات استرالية لمقاطعة الحج إلى مكة