تأثير صامت لكوفيد-19: عقولنا شاخت أسرع رغم عدم الإصابة بالفيروس

توصلت دراسة بريطانية حديثة إلى أن جائحة كوفيد-19 تسببت في تسارع شيخوخة الدماغ حتى لدى من لم يُصابوا بالفيروس، حيث أظهرت الفحوصات أن التوتر والعزلة خلال تلك الفترة أثّرا على وظائف الدماغ وسرّعا عملية التدهور المعرفي. النتائج تفتح الباب لمزيد من النقاش حول تأثير العوامل البيئية على صحة الدماغ في المجتمعات المعاصرة.

COVID-19

The COVID-19 pandemic changed the way we lived for years, and scientists warn such environmental stressors can have long-term effects on brain health. Source: Getty / Victor Habbick Visions/Science P/Science Photo Library

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.

كشفت دراسة علمية جديدة أن جائحة كوفيد-19 ربما تسببت في تسارع شيخوخة الدماغ لدى الأشخاص، حتى أولئك الذين لم يُصابوا بالفيروس، مما يثير تساؤلات جدية حول الأثر طويل الأمد للتوتر والعزلة على الصحة الدماغية.

الدراسة التي قادها باحثون من جامعة نوتنغهام في المملكة المتحدة، ونُشرت في مجلة Nature Communications، شملت فحص أدمغة قرابة ألف شخص بالغ يتمتعون بصحة جيدة، قبل وبعد فترة الجائحة. وأظهرت النتائج أن "عمر الدماغ"، أي مظهره البيولوجي مقارنة بالعمر الفعلي، زاد بمعدل 5.5 أشهر إضافية في المتوسط، ما قد ينعكس في تسارع تدهور الوظائف الإدراكية مع مرور الوقت.
وصرّح الدكتور علي رضا محمدي نجاد، الباحث الرئيسي في الدراسة، أن النتائج كانت مفاجئة، قائلاً:
"حتى أولئك الذين لم يُصابوا بكوفيد-19 أظهروا مؤشرات واضحة على تسارع الشيخوخة الدماغية. التجربة النفسية والاجتماعية للجائحة، من عزلة وضغوط وغموض، تركت بصمات عميقة على صحة الدماغ."

من الأكثر تضررًا؟

أظهرت الدراسة أن التأثير كان أوضح لدى كبار السن، والرجال، والأشخاص من خلفيات اجتماعية واقتصادية أقل حظًا. وأوضحت البروفيسورة دوروثي أور، أستاذة تصوير الدماغ والمؤلفة المشاركة في الدراسة، أن هذه الفئات كانت أكثر عرضة للضغوط اليومية خلال الجائحة، مشيرة إلى أن "صحة الدماغ لا تتأثر فقط بالأمراض، بل ببيئتنا الحياتية أيضًا".

وأضافت: "لا نعرف بعد ما إذا كانت هذه التغيّرات ستنعكس أو تُعالج، لكن من المحتمل أن تعود إلى طبيعتها، وهو أمر يبعث على التفاؤل."

ما الذي يشكل صحة الدماغ؟

وفقًا للدكتور أوسكار ميرفي، الباحث السريري في معهد Bionics الطبي في أستراليا، فإن صحة الدماغ تعتمد على قوة التواصل بين خلاياه العصبية، وهو ما قد يتأثر بالعوامل النفسية والبيئية.

وقال:"الشبكات العصبية المعقدة هي ما يُبقي الدماغ فعالًا. وعندما تتعطل هذه الروابط، كما يحدث في بعض الأمراض التنكسية، نشهد تدهورًا معرفيًا أسرع."
وأضاف أن التوتر والقلق المزمنين يمكن أن يسرّعا هذا التدهور، خصوصًا مع التقدم في العمر.

رغم أن الشيخوخة الدماغية ترتبط بمشاكل مثل ضعف الذاكرة والتفكير، فإن الخبراء يؤكدون أن الأعراض يمكن تحسينها بل وحتى عكسها عبر أساليب حياة صحية.
وأشار الدكتور ميرفي إلى أن: "أفضل ما يمكن فعله لصحة الدماغ هو ما يفيد صحتك العامة أيضًا: تقليل التوتر، ممارسة الرياضة، تناول غذاء متوازن، والحصول على نوم جيد."

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.

أكملوا الحوار على حساباتنا على فيسبوك وانستغرام.

اشتركوا في قناة SBS Arabic على YouTube لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك

نشر في:

By Cameron Carr
المصدر: SBS

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand