الشخص الذي يتلعثم يعرف ما يريد قوله، لكن لا يمكنه إخراج الكلمات بالطريقة الصحيحة عندما يريد أن يقولها. ما الذي علينا أن نفعله لمساعدته دون أن نبطئ تقدمه؟
النقاط الرئيسية
- يواجه 1 من كل 100 أسترالي تحدي التلعثم الذي يؤثر على الأطفال، المراهقين كما البالغين.
- روت كلودين أنها كانت تعبر بطلاقة حتى السادسة من عمرها جراء تعرضها لصدمة ما
- خضعت لعلاج مكثف يرتكز على التنفس، وطلب منها مواجهة الصدمة ومشاركة أهلها بما جرى للتغلب على التلعثم.
التلعثم أو التأتأة هو اضطراب في الكلام يمنع الشخص من التحدث بطلاقة. يتعافى معظم الأطفال الذين يتلعثمون بشكل طبيعي، ولكن يمكن أن تكون حالة تستمر مدى الحياة لبعض الأشخاص. يمكن أن تساعد العلاجات والبرامج المختلفة الأشخاص الذين يتلعثمون في تحسين كلامهم. تكون هذه العلاجات أكثر فاعلية إذا بدأت خلال سنوات ما قبل المدرسة.
1 من كل 100 أسترالي يواجه تحدي التلعثم الذي يؤثر على الأطفال، المراهقين كما البالغين. يبدأ عادةً في مرحلة الطفولة، بين سن 2 و4 سنوات ولكن يمكن أن يبدأ أيضًا في وقت لاحق دون سابق إنذار، جراء التعرض لصدمة ما أو يمكن أن يتراكم بمرور الوقت.
يعاني 1 من كل 12 طفلًا في سن الثالثة من التلعثم، لكن حوالي 45% منهم يتعافون دون أي علاج، على الرغم من أن الأمر قد يستغرق بضع سنوات.
للإضاءة حول صعوبة النطق المعروفة بالتلعثم، تحدثت السيدة كلودين ضومط ماسولا إلى برنامج Good morning Australia للمشاركة في رحلة إصرارها على تخطي هذه الصعوبة.
روت كلودين أنها كانت تعبر لفظيًا بشكل واضح وبطلاقة إلى أن تغير الواقع في عمر الست سنوات إذ إن التلعثم الذي تواجهه، لم يكن نتيجة عوامل وراثية إنما خارجية.
لم يعرف أنداك أهل كلودين ومحيطها عمن سببية هذا الواقع الذي هيمن على الطفلة بين ليلة وضحاها. واقع فرض نفسه عليها وأرهق يومياتها في المدرسة خاصة في المواد التي تحتاج إلى تسميع شفوي. تقول كلودين:
"بنعمة الله كنت محاطة بأناس رافقوني بمحبة ولطف، ولم يوجهوا لي أية عبارة أو نظرة تنمّر، ولكن الصعوبة الأكبر كانت تكمن في المدرسة. لم أكن أملك القدرة على القراءة أو التسميع الشفوي، فكنت أختبر خطيًا."
قدم الوالدان المتفانيان كل الدعم لابنتهما كما الرعاية والاستشارة الطبية المتوافرة، ولكن للأسف دون أية نتيجة. في عمر ال23 سنة، اختارت كلودين مواجهة التحدي في كل أبعاده وخوض سوق العمل والانخراط في الحياة الاجتماعية، فانضمت إلى جوقة ومن الملفت أنها لم تكن تواجه التلعثم أثناء أدائها الترانيم قائلة:

Claudine as a child with her mother and grandmother Source: Claudine Doumit Massola
" في الجوقة، وأنا أرتل لم أكن أتلعثم أبدًا!"
خلال رحلة علاجها، طلب منها أن تواجه ما عاشته في عمر الست سنوات لتستطيع مواجهة نتائجه، إذ ان الأولاد الذين يواجهون من خلال الإفصاح، نادرًا ما يعانون من نتائج سلبية واضحة في المقدرة على الكلام بطلاقة. طلبت الأخصائية من كلودين أن تشارك والديها بما حدث لها في ذلك اليوم المفصلي، فقامت ذلك بكل شجاعة قائلة:
لسنين كثيرة بقي أهلي دون علم بما جرى لي. حزنوا كثيرًا عندما علموا مني بما جرا ولكنني اننا لن نستطيع تغيير الماضي ولكن سأحاول أن أتحدى ذاتي واسيطر على نفسي
بقيت كلودين منفتحة على أي علاج جديد قد يساعدها، فعلمت من عمها المقيم في الولايات المتحدة أن هناك علاجًا يحدث تطورًا ملحوظًا، فاختارت أن تنضم إلى المركز المتخصص الي يرافق الأشخاص الذين يعانون من التلعثم ببرنامج يومي مكثف على مدار سبع ساعات. تقول كلودين:
"في اليوم الأول يتم تصويرنا ونحنا نتكلم لنلاحظ مدى التطور الي سنحققه من خلال علاج يرتكز على تمارين التنفس واعمال تطبيقية تساعد على مواجهة التلعثم كالتحدث على الهاتف شخصيًا بدلًا من المراسلة".
شكل هذا العلاج مرحلة محورية بالنسبة للزوجة والأم المفعمة حياة، وهي اليوم تعبر بشكل شبه طبيعي وبثقة كبيرة.

Claudine Doumit Massola with her husband and children Source: Claudine Doumit Massola
تضع خبرتها الملهمة لتحث كل شخص على مواجهة أي تحد كان، ليس فقط تحدي التلعثم قائلة:
" أدعو كل شخص الا يقف مكانه أو ينزوي، عليك أن تواجه. لا تدعوا أي شيء يوقفكم في الحياة."
لمعرفة المزيد، اضغط على الملف الصوتي أعلاه.
أس بي أس ملتزمة بتوفير آخر التحديثات للجاليات المتنوعة في أستراليا عن كوفيد-١٩. آخر الأخبار والمعلومات متاحة الآن بثلاثٍ وستين لغة عبر sbs.com.au/coronavirus.
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.