الاستطلاع شمل أكثر من 130 أسرة من اللاجئين الذين جاؤوا من الشرق الأوسط للاستقرار في نيو ساوث ويلز، ووجد أن 74 في المائة منهم يستمتعون بحياتهم في أستراليا.
كندة الصايغ جاءت مع عائلتها لاجئة من سوريا في عام 2019. العائلة المكونة من خمسة أفراد أعربت عن سعادتها بالاستقرار في أستراليا رغم شعورهم بافتقاد الوطن الأم.
وقالت كندة لأس بي أس عربي24 "حياتي كانت رائعة في سوريا قبل الحرب، وكنت أعمل مع الأمم المتحدة وقبلها مع منظمات دولية أخرى."
وأضافت "منذ عام 2012 وخلال السنوات اللاحقة كانت تأتيني عروض للخروج من سوريا والعمل في أوروبا وأميركا ولكن عائلتي كانت تؤرقني."
رفضت الصايغ مغادرة سوريا وحدها: "من الصعب للغاية أن يخرج شخص واحد من العائلة ويترك البقية في وضع خطير."
تعرضت كندة لخطر الموت أكثر من مرة خلال إقامتها مع العائلة في الشام، منها مرة كادت أن تودي بحياتها.
وقالت "في عام 2018، كان الوضع الأمني صعب للغاية فقررت المغادرة مع أبي وأمي، وكان أخوتي في بيروت بالفعل." وأضافت "ذهبنا إلى أربيل في شمال العراق وانضم إلينا باقي أفراد الأسرة وبعد سنة تقريبا كنا في أستراليا."
تجربة كندة مع عائلتها تعكس نتائج الدراسة، والتي قالت إن تسعين بالمائة من بين 133 عائلة من العراق وسوريا وأفغانستان يشعرون أن الضواحي الأسترالية ودودة.
وقال 66 في المائة من المشاركين إنه من السهل تكوين صداقات مع الجيران، بينما كان رأي 80 في المائة من الصغار أن المدارس الجديدة جيدة.
وقالت كندة إن التعامل مع الشعب الأسترالي فاق توقعاتها لأنه "شعب ودود ولطيف ومساعد".
وأضافت "جمال البلد رائع للغاية، لدرجة أنه حتى الآن وبعد سنة ونصف من القدوم، عندما أمشي مع أمي نقول إن أعيننا غير قادرة على تحمل كمّ الجمال الموجود هنا."

كندة الصايغ Source: Kenda Al Saegh
كان أول تحدي واجهته العائلة هو التأقلم مع النظام الجديد للبلاد، وكانت تلك المهمة منوطة بكندة لأنها الوحيدة التي تجيد الإنجليزية بين أفراد الأسرة الخمسة.
وقالت كندة "التحدي الثاني كان العثور على عمل بسبب مسألة الخبرة المحلية."
ولكن بعد ثمانية أشهر نجحت في الحصول على وظيفة في إحدى الشركات وهو ما اعتبرته "وقت سريع للغاية للانضمام إلى سوق العمل".
وأظهرت الدراسة التي أجرتها جامعة سيدني التقنية وجامعة سيدني وجامعة غرب سيدني ومنظمة خدمات الاستقرار SSI ان دخول سوق العمل يظل مصدر رئيسي للإحباط بالنسبة للاجئين.
وقالت الدراسة إن 88 في المائة من البالغين المستطلعة آراؤهم لم يدخلوا إلى سوق العمل بعد، حيث ينخرط أغلبهم في دورات تعلم اللغة الإنجليزية أو يقوم بواجبات الرعاية في الأسرة.
وفي حين يحمل 36 في المائة من اللاجئين السوريين والعراقيين شهادات تعليم عالي إلا أن الكثيرين يجدون صعوبة في معادلة تلك الشهادات.
وقالت كندة الصايغ إنها توقفت عن العمل بسبب ظروف تفشي وباء كورونا، ولكنها ستعاود العمل خلال الشهر الأول من 2021 كما أشارت الى أن والدها ووالدتها يواجهان صعوبات أكبر بسبب حاجز اللغة.
السيدة ندى شريقي هي والدة كندة وكانت تعمل كمدرسة للغة العربية في سوريا قبل الانتقال إلى أستراليا.
وتحدثت مع اس بي أس عربي24 عن انطباعها عندما وصلت إلى أستراليا "شعرت أنها أرض الميعاد، يعني نشكر الله أنه جعلنا نرى أستراليا ونرى هذا المجتمع الراقي."

ندى شريقي وعائلتها Source: Kenda Al Saegh
وأضافت "بالطبع هناك صعوبات وتحديات وعلى رأسها اللغة."
ورغم أن السيدة شريقي كانت تعرف بعض من اللغة الإنجليزية إلا أن حصيلتها لم تكن كافية للاندماج في المجتمع.
وقالت "المجتمع هنا من جنسيات مختلفة وثقافات مختلفة ويتقبلون الآخر، بل إنهم عندما نقول إننا لا نتحدث الإنجليزية، يحاولون المساعدة بكل الطرق، فهم شعب ودود ورائع جدا."
ووصفت شعور زوجها بالحنين المستمر إلى سوريا خاصة بسبب الصعوبات التي يواجهها هنا وقلة حصيلته من اللغة الإنجليزية.
وأضافت "ان شاء الله تعود سوريا وتنتهي الحرب منها." وقالت "أصبحت العائلة تعيش هنا الآن، وأصبح لزاما علينا أن نكملها دون عودة للوراء."