أمرت الولايات المتحدة جميع موظفيها الأساسيين في العراق بالمغادرة، مشيرة إلى وجود "تهديد وشيك" تشكّله ميليشيات عراقية مرتبطة بإيران. القرار الأمريكي لم يترك إلا "موظفي الطوارئ" وشمل كل الأمريكيين في بغداد وأربيل.
وقال مسؤولون أمريكيون إن القرار لا يعني أن هناك عملا عسكريا وشيكا للولايات المتحدة ضد إيران او أحد حلفائها في المنطقة.من جانبه قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الوضع في المنطقة تحت السيطرة. وقال ترامب في سلسلة من التغريدات إنه واثق من أن إيران سترغب قريبا في إجراء محادثات مع الولايات المتحدة.
وكثّفت إدارة ترامب خلال الايام القليلة الماضية الضغوط على ايران وعززت وجودها العسكري في الخليج، مبررة ذلك بوجود استعدادات إيرانية لشن هجمات على مصالح أميركية في المنطقة.
وقال العميد الدكتور هشام جابر الباحث في الشؤون العسكرية ورئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات إن الأمريكيون يشعرون بقلق حقيقي من تعرض مصالحهم في العراق إلى الخطر على أيدي حلفاء إيران. ولم يستبعد جابر أن تقوم ميليشيات موالية لطهران في العراق بشن هجمات على المصالح الأمريكية هناك مع تزايد الضغوط الأمريكية على الجمهورية الإسلامية.
وبعيد قرار واشنطن بشأن موظفيها، أعلن الجيشان الألماني والهولندي تعليق عمليات التدريب العسكري للجيش العراقي حتى إشعار آخر. وقالت برلين إن الجيش الألماني أوقف تدريبه متحدثا عن "زيادة اليقظة" في العراق، فيما أعلنت وزارة الدفاع الهولندية أنها أوقفت أيضا عمليات التدريب بسبب وجود "تهديدات".
U.S. President Donald Trump speaks to reporters before leaving the White House in Washington D.C Source: Sipa USA/Xinhua
وقال البنتاجون في بيان إن هناك تهديدات جدية تلقتها أجهزة الاستخبارات الاميركية، وهو ما أعاده لاحقا مسؤول أمريكي قائلا إن هذا التهديد تقف خلفه "ميليشيات عراقية تحت سلطة الحرس الثوري الايراني".
"اندلاع حرب بين الولايات المتحدة وإيران سيبدأ من العراق"
وقال العميد هشام جابر إنه في حالة اندلاع الحرب ستبدأ من العراق. وقال جابر إن ضرب المصالح الأمريكية وإصابة وقتل أمريكيين في العراق سيجبر الرئيس الأمريكي على التورط في حرب ضد طهران. وشدد جابر على أن الأمر سيتطلب وقوع ضحايا في صفوف الأمريكيين بأسلحة إيرانية لنشهد عملا عسكريا ضد طهران. وأضاف إن الحشد العسكري الأمريكي حتى الآن لا يخرج عن كونه عرضا عسكريا واستعراضا للقوة.
تهديد المصالح الخليجية ليس كافيا
زاد من تعقيد المشهد استهداف أربع ناقلات نفط قبالة السواحل الإماراتية مملوكة للسعودية بعمليات "تخريب" دون تحديد الجهة المسؤولة عنه. أعقب ذلك هجوم حركة أنصار الله الحوثية في اليمن المرتبطة بإيران بهجوم استهدف منشآت نفطية داخل السعودية بطائرات مسيرة مفخخة.
لكن العميد هشام جابر لا يعتقد أن تلك الهجمات التي تشير أصابع الاتهام فيها إلى إيران كافية لتقوم الولايات المتحدة بعمل عسكري. وقال جابر إن الرئيس الأمريكي لم يعر هاتين الحادثتين اهتماما في تعليقاته على التوتر في المنطقة. وقال جابر إن الرئيس ترامب لن يخاطر بحياة جنود أمريكيين من أجل تلك التهديدات للمصالح السعودية.
وحرص الجانبان الأمريكي والإيراني على التأكيد على عدم السعي لخوض مواجهة عسكرية. وقال مسؤول أمريكي إنه لا توجد رغبة على الإطلاق ولا مصلحة بالدخول في نزاع عسكري مع أي كان. وهو ما يتقاطع مع تصريحات وزير الخارجية الأميريكي مايك بومبيو الثلاثاء في موسكو أن واشنطن لا تسعى "الى الحرب مع ايران".
واستبعد مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي، أعلى سلطة في البلاد، اندلاع حرب مع الولايات المتحدة لكنه شدد على تبني خيار المقاومة. وقال مسؤول إيراني بارز إن بلاده على استعداد لجميع الخيارات من الدبلوماسية إلى العسكرية، لكنه استبعد أيضا الدخول في مواجهة عسكرية مع واشنطن.
Iranian Supreme Leader Ayatollah Ali Khamenei and Iranian President Hassan Rouhani , and the rest of Iranian government during a ceremony in Iran Source: EPA/IRANIAN SUPREME LEADER OFFICE HANDOUT
ولكن رغم ذلك واصلت وزارة الدفاع الأمريكية تعزيز وجودها العسكري في منطقة الخليج حيث أرسلت حتى الآن حاملة طائرات وقاذفات استراتيجية من نوع بي-52 وسفينة حربية إضافية وبطارية صواريخ من نوع باتريوت. كما شرعت واشنطن في تحديث أسطول طائراتها في منطقة الخليج منذ أبريل نيسان الماضي ليشمل نشر سربي من طائرات F-35 الأحدث في الأسطول الأمريكي في قاعدة الظفرة الجوية في الإمارات.
استمعوا إلى اللقاء كاملا مع العميد الدكتور هشام جابر الباحث في الشؤون العسكرية في الرابط أعلاه
