احتدم الجدل حول دقة وصلاحية النموذج الذي قدمه معهد Doherty للمجلس الوزاري الوطني والذي أوصى برفع الاغلاقات عندما تصل نسبة التلقيح إلى 70 أو 80 بالمئة من السكان المؤهلين لتلقي اللقاح.
واليوم حذرت دراسة جديدة أجرتها الجامعة الوطنية في كانبرا، من مخاطر التوصيات التي وردت في نموذج معهد دوهرتي، وشددت الدراسة على ضرورة وصول نسبة التلقيح إلى 90 بالمئة من مجمل عدد السكان بمن فيهم الأطفال، لكي يرفع الاغلاق بدون أضرار بشرية.
الخطة الوطنية المعتمدة الآن خطيرة جدا مع وجود متحور دلتا.
أشارت الدراسة التي أجرتها الجامعة الأسترالية الوطنية في كانبرا إلى أن الخطة الوطنية المعتمدة الآن خطيرة جدا مع وجود متحور دلتا.
وقدمت الجامعة نموذجا جديدا ركز على ضرورة أن يحصل 90 بالمئة من كل الأستراليين، بما في ذلك الأطفال، على اللقاح قبل أن تتمكن البلاد من الفتح بشكل آمن. وأشارت الدراسة إلى أن الموجة الثالثة، التي سببها متحور دلتا الأكثر عدوى، أثرت على مجموعات الصغار بالعمر وغير الملقحين.
رفع القيود بناء على 70% من تلقيح المؤهلين سيؤدي إلى إصابات بالملايين
وحذرت الدراسة من أن رفع القيود بعد التوصل إلى تلقيح 70% من البالغين، قد ينتج عنه إصابة 6.9 مليون شخص، ودخول 154 ألف شخص إلى المستشفيات، وحصول 29 ألف وفاة.
ووجدت الدراسة أن ذلك قد يحصل أيضا حتى مع وصول نسبة التلقيح إلى 95% بين من هم في الستين من العمر وما فوق.
ولا يُعرف الكثير بعد عن التأثير الطويل المدى لكوفيد على الأطفال، والذي قد يسبب اضرارا صحية على الرئتين والقلب والدماغ لفترة أشهر بعد التعافي.
وأظهرت الدراسة التي كُشف عنها اليوم أن الأطفال سيستفيدون من اللقاح بشكل مباشر.
نموذج معهد Doherty يستبعد اختفاء العدوى نهائيا ويعتمد على دور اللقاحات بخفض حالات الاستشفاء والوفيات
وبعد الجدل الذي حصل حول النموذج الذي قدمه معهد Doherty ، أكدت مديرة المعهد البروفسور Sharon Lewin أن النموذج الذي تعتمد عليه الحكومة لإنهاء دورة الاغلاقات القاسية لا يعتمد على عدد حالات العدوى التي تسري في المجتمع.
وبحسب المعهد فإن بمجرد وصول نسبة التلقيح إلى 70 أو 80 بالمئة سيكون رفع الاغلاق ممكنا لأنه مع وجود التلقيح، سينخفض عدد المرضى الذين يحتاجون لدخول المستشفيات كما وسينخفض عدد الوفيات، ولن يعود تحقيق صفر حالات هو الهدف.
وقال عالم الأوبئة Tony Blakely في حديث مع القناة 9 إنه سيصبح على أستراليا أن تتعلم كيف ستتعامل مع عدد مرتفع من الإصابات بفيروس كورونا: "يمكن أن يكون لدينا حالات في ولايتي نيو ساوث ويلز وفيكتوريا تتراوح بين 5000 أو 10.000 حالة، لكن الكثير منها سيكونون أشخاصا ملقحين وستكون الحالة خفيفة".
موريسون يجدد ثقته بالنموذج الذي بنيت عليه الخطة الوطنية للخروج من الاغلاق
واليوم أصرّ رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون على أن نموذج معهد دوهرتي الذي بُنِي على أساسه الاتفاق الوطني لتخفيف القيود، ما زال صالحا، وقال إن التأثير السلبي الذي يسببه استمرار الإغلاق على الاقتصاد وعلى الصحة العقلية سيكون أكبر من الفوائد المجنية من منع العدوى عن طريق الاغلاق عندما تصل نسبة التلقيح الى 70 و80 بالمئة.
من جهته أعلن معهد دوهرتي إنه سوف يحدث نصيحته للمجلس الوطني يوم الجمعة. وقال في بيان إن إنهاء الاغلاق عند وصول نسبة التلقيح إلى 70 بالمئة، حتى مع وجود مئات الحالات يمكن أن يكون ممكنا، لكن على شرط وجود تدخلات صحية متيقظة مع الحالات المرتفعة.
هل سيستطيع النظام الصحي الصمود بوجه زيادة عدد الإصابات؟
وفي حديث مع SBS Arabic24 قالت عالمة الأحياء الدقيقة في جامعة RMIT في ملبورن الدكتورة تغريد استيفان إن النموذجين سيؤديان إلى النتيجة نفسها في نهاية المطاف.
"نموذج معهد Doherty التابع لجامعة ملبورن يستوجب شروطا أيضا كأن يستمر إجراء اختبارات الكشف عن الفيروس، التطعيم، العزل، الحجر الصحي والفتح التدريجي للمصالح التجارية، أما نموذج الجامعة الوطنية فيوصي بتلقيح نسبة أعلى من السكان وهذا سيأخذ وقتا، لكن النموذجين مبنيان على أسس علمية صحيحة".
وتضيف الدكتورة استيفان بأن النظام الصحي الأسترالي مهيأ للاستجابة لحالات مرتفعة من الإصابات بكوفيد لكن بشكل جزئي.
"السؤال هو هل تستطيع مستشفيات المناطق البعيدة عن المدن الرئيسية تحمل ضغط الإصابات؟ وماذا لو أصيبت الكوادر الطبية في المستشفيات؟"