هل أصبحنا في عصر "المقاضاة في المحاكم"؟
شقت قضايا وُصفت بالسخيفة وبالتافهة طريقها الى أعلى محاكم الاستئناف في أستراليا، ما يطرح السؤال هل باتت المحاكم العليا مسرحا لقضايا لم نسمع بها قط، بغية التعويضات المالية والكسب المادي أو الانتقام، وماذا عن أصحاب الحق فعلا وهل يتخوف الناس من أن تؤخذ تصرفاتهم الطبيعية وردود الفعل العفوية بسوء نية وتجرجرهم الى المحاكم.
ففي حين وُجد القانون للدفاع عن حقوق المظلومين وانصافهم، الّا ان بعض قضايا الادعاء في الآونة الأخيرة جعل الأمور تختلط بعضها ببعض بين الجدي والسخيف .
فقد رفع المهندس ديفيد هنغيست دعوى قضائية في المحكمة العليا لفيكتوريا في حق الشركة الاسترالية التي يعمل بها اسمها Contracting Engeneering مطالباً بتعويضات قيمتها مليون وثمان مئة الف دولار ، استناداً إلى أن زميلته في العمل كانت تمرر الهواء بجانبه، باعتباره ذلك نوعاً من الاستقواء.
كما برّأَت المحكمة الشرطي الذي قرص مؤخرة سيدة عندما ارادت التقاط صورة مع عناصر الشرطة في حفل اجتماعي.
وفي قضية اخرى، اختلفت زوجة مع زوجها على تسمية ابنهما المولود ما أدى الى انفصال العائلة والطلاق في المحكمة التي حكمت بانتساب المولود لأحد والديه.
وفي قضية أخرى اختلف زوج مع زوجته وتطلقا وقسمت الملكية بينهما خارج المحكمة ولكن اختلفا على الرعاية لقطة العائلة فرفعا قضية في المحكمة لتبت في من له الحق في تملك القطة.
للإضاءة أكثر على هذا الموضوع تحدثت جميلة فخري الى المحامي جورج شاد وسألته بداية هل أصبحت المحاكم مكانا تقاضي فيه الناس بعضها البعض لأسباب سخيفة وقد تكون تافهة من أجل تحصيل مادي فقال انه لم ير بحياته ط قضايا مماثلة لقضايا هذا الزمن حيث اختلطت الأمور ببعضها من قضايا جدية وجرائم حقيقية وتلك السخيفة التي مرادها المنفعة المادية.
أما عن الأسباب المؤدية لهذه الحال فذكر الأستاذ شاد ان للأخبار الملفقة ووسائل التواصل الاجتماعي دورا أساسيا في تدهور المقاييس القانونية ولكن السبب الأساسي والرئيسي هو النقص في المحبة.
أما عن تخوف الأشخاص من كيف ستترجم تصرفاتهم الطبيعية وسلوكياتهم اليومية فقد اعرب المحامي شاد انه ليس هناك من ضمانات حول أي موضوع فقد يجوز ان يخاف شخص ما من احتضان أحدهم باعتباره أمرا عاديا.
وردا على سؤال على عاتق من تقع المسؤولية أجاب الأستاذ ان الجميع يتشاركون المسؤولية فجزء منها يقع على عاتق المحاكم ومسني القوانين وآخر على المشتكين والمدعين وآخر على المدعى عليهم وآخر على المستخفين. اما الواضح فهو ان الدنيا قد تغيرت وقد بتنا في عصر غريب عجيب تنقصه المحبة وهي دواؤه الوحيد.



