سارع الخبراء إلى توجيه تحذيرات للآباء ومقدمي الرعاية للحفاظ على حوار مفتوح حول الأحداث الجارية والتي تغطيها وسائل الاعلام في أستراليا.
اذ يواجه الأطفال الأستراليون الذين يتعرضون لمشاهدة أو سماع التغطية الإخبارية الضيق النفسي ونوبات من القلق والحزن.
أظهر استطلاع للرأي أجراه مستشفى الأطفال الملكي أن ما يقرب من واحد من كل ثلاثة أطفال يشعر بالضيق من التغطية الإخبارية في الأشهر الثلاثة الماضية.
وعلق الطبيب النفسي محمود أبو عرب على هذه النسبة قائلا: "هذه نسبة كبيرة حقا، هذا يعني أن 33% من الأطفال الاستراليين يتأثرون بالتغطية."
كان الأطفال في سن المدرسة الابتدائية هم الأكثر تضررا، يليهم المراهقون، ثم الأطفال في سن ما قبل المدرسة. وكانت نتائج الأطفال الذين يعانون من أعرض صحة نفسية سيئة أو معتدلة أسوأ حالًا من غيرهم.
وقال الدكتور أبو عرب أن تأثير الأخبار السيئة قد يختلف من طفل لآخر.
"في الغالب ما تساهم بعض الأخبار في نبش ذكريات مؤلمة عند الطفل. وبالتالي يتأثر نفسيا. على سبيل المثال، ان تعرض طفل للتنمر في المدرسة وهو في عمر الثامنة، وجاء في الأخبار بعد بضع سنوات تقرير عن التنمر وتأثيره على طفل آخر، فهذا كفيل بأن يخرج الجمر (الألم النفسي) من تحت الرماد الذي غطاه لسنين."
وحذرت كذلك طبيبة الأطفال الدكتورة أنثيا رودس من أن تعريض الأطفال لأخبار صادمة قد يؤدي في حالات نادرة إلى حدوث اضطراب ما بعد الصدمة وهو مرتبط بتجارب سابقة.
وتضيف: "من المرجح أن يشعر الأطفال دون سن الثامنة بالخوف من الأشياء التي تبدو مخيفة مثل لقطات مصورة للإصابات والكوارث الطبيعية".
"مع تقدم الأطفال في السن ، يطورون القدرة على التفكير المجرد، لذلك من المرجح أن يكونوا قلقين أو منزعجين بشأن الأشياء التي يمكنهم رؤيتها بشكل واقعي وهي تضر بهم أو بأصدقائهم وعائلاتهم."
وبالحديث عن أخبار الكوارث الطبيعية، والتي شهدت أستراليا منها العديد من الأحداث، تقول السيدة صفاء ديب أن كان لها وقفة مع كارثة الجفاف التي شهدتها أستراليا.
وهذا بعد أن عادت ابنتها، 8 سنوات، من المدرسة لتخبرها وأختها الصغرى عن أهمية الماء وعدم اهداره. وماهي الأمور التي يمكن أن تحصل للعالم لو انقطعت المياه فيه.
"بعد ان استمعت ابنتي لما قالته أختها الكبرى. توقفت عن استخدام الماء كليا. وهذا يشمل غسل يديها والاستحمام".
"حاولت التحدث معها مرارا وتكرارا. وتوجهت لمعلمتها في الحضانة لتساعدني في تهدئة ردة فعلها حول أزمة المياه واستخدامها وعلاقتها بالجفاف".
"مازلت أحاول معها حتى الآن. أخذت المعلومات بشكل خاطئ من اختها في المقام الأول."
"أنا أود أن يحصل أطفالي على الأخبار مني أنا أولا أو من أحد يستطيع تبسيطها لعمرهم الصغير".
من بين 1775 من الآباء الذين شملهم الاستطلاع، كان نصفهم فقط واثقين من التحدث عن الأخبار المزعجة مع أطفالهم.
السيدة مروة هي أم لطفلين. تقول بأنها تحاول الابتعاد عن سماع الأخبار والحديث عنها في المنزل. ولكن أطفالها يرتادون مدارس عربية وإسلامية وقد تتحدث في بعض الوقت عن الوضع في الشرق الأوسط.
"تعود ابنتي الكبرى، 11 عاما، من المدرسة أحيانا محطمة نفسيا حول الاحداث في الشرق الأوسط. لم أستطع أن أقول لها سوى أن الأحداث في هذا العالم لا يمكن أن تكون بخير طوال الوقت. لابد بأن يكون هناك أيام صعبة وأخرى جيدة ومفرحة".
"كان هناك أوقات لم تكون ردودي كافية. عندها كنت أستعين بالمستشارة النفسية في المدرسة".
وقالت الدكتورة رودس إن النتائج أظهرت أن الآباء ومقدمي الرعاية بحاجة إلى دعم أفضل لإجراء تلك المحادثات، خاصة وأن مناقشة الأخبار المحزنة معهم كانت آلية مهمة للتعامل مع الأطفال.
"قد لا يكون من الواضح دائمًا أن الطفل يشعر بالضيق أو القلق بشأن التغطية الإخبارية، لذلك من الجيد أن يعتاد الآباء على سؤال أطفالهم عما رأوه أو سمعوه في الأخبار مؤخرًا وما إذا كان لديهم أي أسئلة حول هذا الموضوع".
وتضيف أن على الأهل أن يقدموا للأطفال الكثير من عبارات الطمأنينة بأنهم آمنون وأن كل شيء سيكون على ما يرام، والانتقال إلى نشاط آخر بعد ذلك لتجنب الخوض في الموضوع.
وينصح الدكتور أبو عرب الدكتور أبو عرب: "يجب على الأهل أن يحافظوا على هدوئهم وهدوء ردود أفعالهم حول الأخبار. يعتبر الطفل أن والديه هما مصدر الامان والطمأنينة. فان شاهد الطفل أحد والديه خائفا ومتوترا من الأخبار فسيخاف ويتوتر أيضا".
ومن المفضل أيضا أن يقتصر الآباء ومقدمي الرعاية على عرض أخبار الأطفال وما هو مناسب لأعمارهم ومرحلة نموهم.
تقول الدكتور رودس: "في حين أننا لا نستطيع دائمًا منع الأطفال الصغار من التعرض للأخبار المؤلمة، يمكن للوالدين محاولة الحد من تعرضهم لها".
"وقالت ان للصحفيين ووسائل الإعلام والحكومة دور أيضًا في النظر في ماهية الأخبار وكيف يتم نقلها، وهذه التصنيفات موجودة للحد من تعرض أطفالنا للأخبار المؤلمة.
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر هذا الرابط أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.
SBS عربي News تقدم لكم آخر الأخبار المحلية مباشرة الساعة 8 مساءً من الإثنين إلى الجمعة يمكنكم أيضًا مشاهدة أخبار SBSعربي News في أي وقت على SBS On Demand