السيد خالد أبوبكر، 34 عاما، وصل الى استراليا كطالب دولي من ليبيا في أيلول/سبتمبر عام 2010 بعد أن حصل على منحة دراسية لاستكمال الماجستير في مدينة سيدني مقدمة من الحكومة الليبية السابقة، لتفوقه في مجال دراسة علوم الأرض في جامعة سبها.
وبعد وصوله الى سيدني بوقت قصير، نشبت الحرب في ليبيا للإطاحة بالحكم السابق للرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011. ووصلت الحرب الى مدينته سبها بعد 11 شهرا من بدياتها في البلاد، وفقد الاتصال بعائلته على اثرها.
السيد خالد يقول: "هناك قبائل كثيرة في المدن الليبية، وكان هناك مدن وقبائل تساند نظام القذافي (السابق) وهناك مدن أخرى كانت ضده.
ويضيف "مدينتي وقبيلتي كانت من القبائل المساندة لنظام القذافي، فأصبحت مستهدفة من قبل المجموعات التي كانت ضد نظامه."
فقد السيد خالد الاتصال بعائلته كليا لفترة أشهر، ولم يعرف بوفاة والده السيد عبد الوهاب أبو بكر الا بعد شهرين.
"لأكثر من شهرين، كان من الصعب علي أن أتواصل مع أهلي، وتوفى والدي خلال أحداث الحرب. كان مريضا وتستدعي حالته الذهاب للعلاج في المستشفى، ولكن وبسبب اطلاق الرصاص المستمر في مدينتي، لم يتمكن أهلي من أخذه الى المستشفى في الوقت المناسب. وعرفت بخبر وفاته بعد شهرين بسبب انقطاع الاتصال بيننا."

Libyan rebel fighter runs to take cover from incoming sniper's fire during the battle in the city of Sirte, Libya, 14 October 2011. Source: EPA/MOHAMED MESSARA
لم يعرف السيد خالد ماذا سيفعل في حياته حينها. وقد شعر بالقلق والخوف والحيرة ولم يشارك أحدا بمشاعره في البداية.
"كنت في حيرة من أمري. وأقول لنفسي ربما تهدأ الحرب وتصبح الأمور على ما يرام، ولكن كان الوضع يزداد سوءا فقط. وأصبحت المدارس ومراكز الأشغال هناك أماكن يصعب المرور بها، لما كانت تشهده المنطقة من دمار وحصار وقتال."
بعد مرور شهور طويلة من الحرب في بلاده، وفي عام 2013 كان على السيد خالد أن يتخذ قرارا مصيريا لمستقبله.
"قررت بأن ليس لي هناك مستقبل، وستصبح حياتي في خطر ان عدت، وان أفضل حل لوضعي هو طلب اللجوء في استراليا."
السيد خالد وصل استراليا وكان يحمل في جيبه 100 دينار ليبي فقط، الى أن يحين موعد استلام علاوة المنحة الدراسية من الحكومة الليبية التي أرسلته لاستكمال دراسته في جامعة مكواري في سيدني.
وكان قد حصل على بكالوريوس في علوم الأرض بتفوق من جامعه سبها 2006 في ليبيا، وتمكن من الحصول على درجة الماجستير في علوم الأرض عام 2013 من جامعة مكواري في سيدني بالرغم من الظروف التي كان يمر بها.

Source: Sahra Tohow
السيد خالد كان يبحث عن العمل دون كلل أو ملل، ويعمل بعقود مؤقتة بسبب التقطع في حصوله على العلاوة الحكومية وانقطاعها عنه تماما في عام 2013، الى أن حصل على اقامته الدائمة في آذار/مارس عام 2017.
السيد خالد حصل على دعم المنظمة الغير ربحية Career Seekers، التي تساعد اللاجئين في استراليا، للحصول على عمل أو فرص للحصول على الخبرة المحلية.
ويعمل السيد خالد الان في دائرة البيئة والتخطيط في سيدني، ويحلم بدراسة علم النفس. " أود مساعدة الاشخاص من ناحية الظروف التي يمرون بها، خاصة تلك المشابهة لظروفي، لأن الأخصائيين النفسيين ساعدوني كثيرا في تخطي محنتي."
ويوجه السيد خالد رسالة للاجئين والذين لا يزالون ينتظرون قرارات توطينهم في استراليا بعدم التردد للتوجه الى الجمعيات الخيرية لطلب المساعدة والدعم النفسي والحصول على وظيفة، ويقول "اذا أحسستم بأنكم بحاجة للمساعدة، لا تتردوا في طلبها ولا تفعلوا مثل ما فعلت في البداية بعزلتي، لأن هذا أثر علي كثيرا."

Source: Sahra Tohow
ويضيف: "تحدوا كل العوائق، تغلبوا على التحديات، واسعوا للنجاح"
أما رسالة السيد خالد للذين حصلوا على اقامتهم الاسترالية هي "حاولوا دعم اللاجئين نفسيا من الذين لا يزالون يتنظرون معرفة قرارات اعادة توطينهم، لأنكم أكثر الناس القادرين على تفهم ما يمرون ويشعرون به."
تقدم مدينة سيدني تجربة مميزة لسكانها وزائيريها للتعرف على بعض تجارب اللاجئين ورحلتهم في البحث عن الامان. وذلك من خلال تجسيد التجربة واتاحة خوضها في مخيم اللاجئين المؤقت الذي يقام في مركز أوبرن الاجتماعي.
وسيقوم بعض اللاجئين السابقين أو من يطلبون اللجوء حالياً، بأخذ أبناء المجتمع والزائرين في جولة في المخيم من 30 تموز/يوليو الى 10 اب/أغسطس 2018.
وسيعرف الزوار بعض من قصص وتجارب العديد من السكان المحليين في اللجوء الى الأمان، هذا بالإضافة الى خوض لتجربة تشبه تلك التي خاضها اللاجئون الذين فروا من أوطانهم بحثا عن الأمان.

Source: Sahra Tohow
السيد خالد أبو بكر هو أحد المرشدين الذين سيأخذون الزائرين في جولة في المخيم.