يبدو أننا مقبلون على تغيير جذري لأوضاع ظلت راكدة لسنوات طويلة في العالم، فبعدما هبت رياح اليمين المتطرف على فرنسا في الجولة الأولى من الانتخابات، أعاد الناخب الفرنسي حساباته وقلب الطاولة على مارين لوبان وتصدر أقصى اليسار نتائج الانتخابات متبقدماً على تحالف الرئيس ماكرون.
البداية كانت في انتخابات البرلمان الأوروبي التي شهدت صعوداً كبيراً لليمين المتطرف، فما كان من ماكرون وسوناك إلا أن دعيا لانتخابات مبكرة بحثاً عن شرعية مكتسبة، ليتلقى كل منهما صفعة كشفت عن حالة عدم الرضا وانعدام الثقة في أداء حكومتيهما.
ويرى رئيس تحرير صحيفة التلغراف العربية الصادرة في أستراليا، أنطوان القزي، في حديث لأس بي أس عربي24 أن الناخب في الدورة الأولى انتخب بعاطفته وبعد ذلك بعقله: "الفرنسيون أجروا مراجعة. إذا توجهنا لليمين ستعود ثورات الضواحي. اليمين لن يرحم والمهاجرين لن يرحموا اليمين".
الفرنسيون أعادوا حساباتهم في الجولة الثانية من الانتخابات وفي فرنسا اليوم أزمة تشكيل حكومةرئيس تحرير صحيفة التلغراف أنطوان القزي
ويقول القزي إن الفرنسيين توجهوا إلى اليمين في الجولة الأولى من الانتخابات "تأثراً باتجاهات العودة إلى القوميات الأوروبية ونبذ المهاجرين وإجراءات غلق الحدود كتلك التي شهدناها في المجر والتشيك."
وفي بريطانيا، عاد حزب العمال إلى سدة الحكم بشعبية كاسحة أطاحت بالمحافظين ودخل زعيم الحزب كير ستارمر إلى Downing Street.
علّق القزي على هذا الفوز العمالي الذي وُصف بالمظفر قائلاً: "العمال في العامين الماضيين لم يكن لديهم شيء ليقدموه لكن إخفاقات الأحزاب الحاكمة تهدي النصر للأحزاب المعارضة والضعيفة. المحافظون عانوا من أزمات اقتصادية وخلافات داخلية".
وفي إيران بدا كأن الشارع لديه رغبة قوية في تشكيل حكومة إصلاحية للمرة الأولى منذ 14 عاماً هيمن عليها التيار المتشدد وتناوب عليها أحمدي نجاد والراحل إبراهيم رئيسي الذي قضى بحادث تحطم طائرة مأساوي.
وبينما يحبس الأمريكيون أنفاسهم قبل الانتخابات الرئاسية المرتقبة في تشرين الثاني/نوفمبر، ترتفع أسهم الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب بشكل صاروخي، لا سيما بعد الأداء الكارثي للرئيس الحالي جو بايدن والذي أدى إلى تململ ودعوات لإيجاد بديل يقود الحزب في الانتخابات حتى في أوساط الديموقراطيين.