ألقت الأزمة السورية بظلالها على القمة الاقتصادية المقرر عقدها في بيروت، فتحول الأمر إلى انقسامات بين الدول العربية بشأن المشاركة إلى درجة إلغاء العديد من الزعماء مشاركتهم بعد أن كانوا يعتزمون القدوم إلى بيروت لحضور القمة.
وقال مصدر في اللجنة المنظمة إن ما لا يقل عن ثمانية رؤساء دول كانوا قد أكدوا مشاركتهم على مستوى القادة ورؤساء الدول، لكن سينضم للرئيس اللبناني ميشال عون رئيسا الصومال وموريتانيا فحسب. ومع ذلك فإن بعضا من الدول العشرين المشاركة ستوفد إما رؤساء وزراء أو وزراء خارجية أو وزراء مالية.
وعلى الرغم من التمثيل الهزيل للدول العربية في القمة إلا أن مراسلنا في بيروت أنطوان سلامة قال أن حضور أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني منحها زخماً لا سيما مع إعلانه نية بلاده شراء سندات حكومية لبنانية بقيمة نصف مليار دولار دعماً للاقتصاد. وأضاف "تأتي هذه الخطوة بعد جهور وزير الخارجية جبران باسيل."
وعلى صعيد منفصل، تكشفت أنباء عن فشل اجتماع جمع رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري بوزير الخارجية جبران باسيل وعلل سلامة ذلك بالقول "اقتراح باسيل قضى بتشكيل حكومة من 32 وزير لمرة واحدة وهو ما رفضه الحريري بشكل قاطع."
وانشغلت الساحة اللبنانية الى جانب نتائج القمة الاقتصادية برحيل الإعلامية والأديبة مي منسّى التي اشتهرت بكتاباتها في صحيفة النهار وكان الراحل غسان تويني وصفها بأنها "فراشة" النهار. وأضاف سلامة أن الخبر الأبرز على مواقع التواصل كان اعلان الرئيس العماد ميشال عون منحها وسام الاستحقاق تقديرا لعطاءاتها الثقافية.
استمعوا للمقابلة مع أنطوان سلامة في التسجيل الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.
with AFP
على الرغم من أن القمة العربية الاقتصادية ليست بنفس أهمية قمة جامعة الدول العربية التي ستعقد في تونس في مارس/آذار، لكنها شهدت حضور العديد من القادة عندما عقدت آخر مرة في المملكة العربية السعودية في عام 2013.
وكانت الدول العربية آنذاك، مثلما هي الآن، منقسمة بشأن انتفاضات 2011 التي أطاحت بأربعة زعماء وأدت إلى اندلاع ثلاث حروب وبشأن الخصومة بين السعودية وإيران فضلا عن دور "الإخوان المسلمون".
نقاط الاختلاف
وتتركز نقطة الخلاف الرئيسية في المنطقة على الملف السوري ومسألة عودة سوريا إلى الجامعة العربية خصوصا بعد سيطرة الرئيس بشار الأسد على معظم أراضي بلاده. لبنان، من جانبه، فقد سبق ودعا وزير خارجية حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل إلى عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية بعد تعليق عضويتها في العام 2011 لكن بعض الأعضاء يضغطون من أجل إعادتها بينما أعاد آخرون فتح سفاراتهم في دمشق.