صدم قرار حكومة فيكتوريا المفاجئ بإغلاق تسعة أبراج من أبنية المساكن الحكومية في الولاية الكثيرين، وفي طليعتهم سكان تلك الأبراج التي يصل عددهم إلى ثلاثة آلاف شخص.
وبينما رأت شخصيات قيادية في الجالية الأفريقية أن الخطوة تنطوي على سياسة عنصرية، دعت شخصيات أخرى إلى القبول بالأمر الواقع حاليا لحين السيطرة على الفيروس، والعمل على معالجة أي تصرف عنصري من خلال القنوات القانونية لاحقا.
النقاط الرئيسية
- قيادات في الجالية الأفريقية تدعو لوجود مختصين صحيين لمساعدة السكان
- بولين هانسون تهاجم سكان المساكن الحكومية
- توزيع المساعدات على السكان "كابوس لوجيستي"
عبرت قيادات في الجالية الأفريقية في ملبورن عن صدمتها لسرعة اتخاذ قرار إغلاق تسعة من مباني المساكن الحكومية في ملبورن والبدء بتنفيذه دون إعطاء أي فرصة للأشخاص للاستعداد للإغلاق.
ويقول الدكتور برهان أحمد رئيس منظمة أفريقية في حديث مع SBS Arabic24، إن ما قامت به الحكومة "هي خطوة غير صحيحة" منتقدا وجود الكثير من عناصر الشرطة حول المباني، وأضاف:
"الناس بحاجة لأطباء، لمختصين في الصحة النفسية، لممرضين وعمال نظافة، وليس لعناصر شرطة".
ومن جهة أخرى، قال الصحفي أحمد إبراهيم، وهو أيضا من الجالية الأفريقية "إن الحكومة مارست حقها بشكل قانوني" ولفت إلى أن القرار صدر عن وزارة الصحة، من أجل الحفاظ على صحة المواطنين.
وقد اتخذ القرار على الرغم من عدم وجود حالات إصابة مؤكدة في بعض المباني، لكنه جاء من مبدأ احترازي كما قال كبير الأطباء في فيكتوريا برات ساتون، لمنع نقل العدوى بين المباني، نظرا لأن هناك حركة كبيرة بين الأفراد في تلك العناوين.
ومما زاد من حالة عدم اليقين، المعلومات المتضاربة حول الفترة التي سيستغرقها هذا الاغلاق. ففي الوقت الذي أعلن فيه رئيس حكومة الولاية دانيال أندروز أنها ستكون لفترة خمسة أيام، قالت وزارة الصحة والخدمات الاجتماعية في إشعار للسكان، مساء أمس، إنه لن يكون بإمكانهم الخروج من منازلهم لمدة أربعة عشر يوما، لكن الوزارة تأمل إجراء فحوصات مستعجلة، وأن الأولوية هي الحفاظ على المجتمع آمنا ومحميا.
وفي خضم هذه الظروف، خرجت زعيمة حزب أمة واحدة بولين هانسون اليوم في برنامج تلفزيوني هاجمت من خلاله سكان تلك المباني متهمة إياهم بأنهم من المدمنين على الكحول والمخدرات، وبأنهم لا يتكلمون اللغة الإنجليزية، ولا بد أنهم لم يتبعوا إرشادات التباعد الاجتماعي. وأضافت قائلة: إنهم جاؤوا من بلدان مزقتها الحروب فلا بد أن يكونوا معتادين على العيش في ظروف مشابهة، وبالتالي لا ضرورة للشكوى من هذه الظروف. وتساءلت: لماذا يحصلون على مساعدات مالية؟
ويتفق الدكتور برهان أحمد والصحفي أحمد إبراهيم من الجالية الأفريقية في ملبورن على أن بولين هانسون بكلامها ذاك لا تمثل أستراليا المتعددة الثقافات، لكنه "إفلاس في التفكير وبحث عن الشهرة والدعاية الشخصية".
وكان رئيس حكومة فيكتوريا أعلن عن القرار يوم السبت الماضي في محاولة لاحتواء انتشار الفيروس بعدما تم التأكد من إصابة 27 شخصا يسكنون في بعض هذه المباني، في ضاحيتي فلمنغتون، ونورث ملبورن. وقال أندروز إن هذه الخطوة لا تنطوي على المعاقبة بل على الحماية، فليس بإمكاننا ترك الفيروس ينتشر، كما قال أمس.
وقد تداعت منظمات مجتمعية لتقديم مساعدات عينية من أطعمة وألعاب للأطفال وغير ذلك، لكن الدكتور برهان أحمد الذي كان في زيارة إلى أحد تلك الأبنية يقول إن تنظيم وتوزيع هذه المواد إلى ثلاثة آلاف شخص إنما هو "كابوس لوجيستي".
استمعوا إلى الحوار مع الضيفين في المدونة الصوتية في أعلى الصفحة.