أُقيمت حول استراليا مراسم إحياء ذكرى عيد الأنوار اليهودي حيث وضع المشيعون اكاليل الزهور وكتبوا رسائل التعزية تخليداً لذكرى الضحايا الخمس عشرة الذين سقطوا في الهجوم الذي صنفته السلطات الاسترالية بالارهابي على شاطئ بوندي يوم الاحد عندما فتح مسلحان النار على تجمع للاحتفاء بعيد الانوار اليهودي.
وفي حفل مؤثر على شاطئ بوندي، أضاء الحاخام يوسي فريدمان شمعداناً يهودياً (مينورا) يبلغ ارتفاعه خمسة أقدام، مؤكداً للحضور أن النور سينتصر دائماً على الظلام. وناشد قادة روحيون للجالية اليهودية الحضور واستراليا للعمل سويا لرفض معاداة السامية والعمل سويا لمكافحتها في المجتمع الاسترالي.
وكان هجوم بونداي قد جدد النقاش وطرح اسئلة صعبة حول مدى استفحال مشاعر العداء لليهود في استراليا ومدى فعالية السياسات الحكومية لمكافحتها في المجتمع.
واتهمت المعارضة الفدرالية الحكومة بأنها خذلت اليهود الأستراليين. وقالت زعيمة المعارضة سوزان لي إن الحكومة فشلت في مكافحة معاداة السامية وأوضحت لي أن قضية معاداة السامية تُركت لتتفاقم، وأن هناك حاجة إلى ردود فعل أقوى.
أكد رئيس الوزراء لليهود الأستراليين أنه سيبذل قصارى جهده لمواجهة معاداة السامية. والآن، عليه أن يبدأ اليوم بالالتزام بتنفيذ جميع التوصيات الواردة في تقرير مبعوثته لمكافحة معاداة السامية
بدورها صرحت مبعوثة مكافحة معاداة السامية جيليان سيغال لقناة SBS أنها تعتزم الضغط من أجل إصلاحات قانونية لتشديد العقوبات على معاداة السامية في أعقاب الهجوم الذي صنفته السلطات كعملية ارهابية الذي وقع على شاطئ بوندي.
وقالت سيجال إن الرسالة التي تنقلها العقوبات المفروضة على الأفعال المعادية للسامية - من الكتابة على الجدران إلى إلقاء القنابل الحارقة على كنيس يهودي - لم تكن كافية.وأضافت أنها تحدثت مع رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز وطلبت عقد اجتماع قريبًا.
أن خطتي التي قدمتها قبل أكثر من ستة أشهر تتضمن عددًا من التدابير التي يجب اتخاذها للقضاء على معاداة السامية، وتوعية الناس بها، واستئصالها من نسيج مجتمعنا. بعض هذه التدابير يمكن، بل يجب، تسريعها، وسأناقش هذا الأمر معه.
وكان رئيس الوزراء انتوني البانيزي قد اكد التزام حكومته بالعمل لمكافحة معاداة السامية في البلاد وأشار إلى تشديد حكومته لقوانين خطاب الكراهية وحظر الرموز النازية وغيرها من رموز الكراهية، وإنشاء مكتب وطني لمعالجة معاداة السامية في الجامعات، ودعمها لعمل السيدة سيغال في إعداد "تقرير تقييمي للجامعات" يقيس استجاباتها لمعاداة السامية.
وقال رئيس الوزراء إن الحكومة عززت أيضًا برامج التماسك الاجتماعي، ووفرت تمويلًا لتعزيز الأمن في المؤسسات اليهودية، وتُجري مراجعة لبرامج تدريب مسؤولي الهجرة الذين يفحصون المتقدمين بحثًا عن آراء وسلوكيات تحريضية.
وفي حديثه مع SBS Arabic قال الأكاديمي والباحث في مجال الدراسات الإجتماعية في جامعة غرب سيدني الدكتور بول طبر
بالطبع يجب مكافحة معاداة السامية، ولكن ليس لوحدها، وإنما تحت عنوان عريض اسمه مكافحة جميع الحركات العنصرية التي تقوم على التمييز الديني أو الإثني أو العرقي.
واضاف الدكتور بول طبر ان التطرف كظاهرة اجتماعية موجودة بالفعل في استراليا وعلى الحكومة والمجتمع العمل سويا لمكافحتها
ليس فقط في المدارس والجامعات بل لابد ان يتم هذا في الوسائل الإعلامية المرئية والمكتوبة والمحكية وفي جميع المنابر الثقافية، وأيضا يجب أن يتم ذلك كما هو يعني موجود بأستراليا عبر السياسات التي تكافح وتمنع وتجرم التمييز الديني والعنصري والإثني في أستراليا
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "أستراليا اليوم" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة الثالثة بعد الظهر إلى السادسة مساءً بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق Radio SBS المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.
للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.
