احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة الحبر الجليل الأنبا دانيال أسقف سيدني وتوابعها، باليوبيل الذهبي لمرور خمسين عاما على إنشاء أول كنيسة لها في أستراليا (1969-2019).
حضر الحفل عدد كبير من الشخصيات السياسية والاجتماعية والروحية البارزة، على رأسها رئيسة ولاية نيو ساوث ويلز غلاديس بريجيكليان، والتي ألقت كلمة في هذه المناسبة هنأت فيها الجالية القبطية باليوبيل الذهبي. وأثنت بريجيكليان على انجازات الجالية التي ساهمت في نمو وتطور ولاية نيو ساوث ويلز وأستراليا بشكل عام. وقالت رئيسة الولاية إن ازدهار الوطن يأتي من ازدهار ونجاح المواطنين والجاليات.
وقال الأنبا دانيال أسقف سيدني وتوابعها لميكروفون أس بي أس عربي 24 إنه فخور بما باتت عليه الجالية القبطية في أستراليا، مبديا امتنانه للأجيال السابقة، ومعربا عن أمله أن تكمل الأجيال الصاعدة عمران الكنيسة وتحافظ على الوديعة وهي الكنيسة المؤتمنين عليها.

Coptic Orthodox church celebrates its 50th anniversary Source: Supplied
نبذة تاريخية
نشأت الكنيسة القبطية الأرثوذكشية في أستراليا عام 1969، خلال حبرية البابا كيرلس السادس، حيث أرسل الأب القمص مينا نعمة الله ليخدم الجالية القبطية التي هاجرت قبل بضعة أعوام وبدأت تطالب براع روحي لها.
أقام الأب نعمة الله أول قداس في ملبورن ثم أتى إلى منطقة ريدفرن في سيدني وخدم فيها في مكان مستأجر حتى اقتنت الكنيسة أول مكان للعبادة في استانمور. بدأ بعد ذلك مشوار خدمة الكنيسة القبطية في أستراليا، وتفقدالبابا شنودة الثالث رحمه الله الجالية في أستراليا ست زيارات كان آخرها عام 2002.
الآن، زاد عدد الآباء الكهنة من كاهن واحد الى سبعة وسبعين كاهنا، ومن كنيسة واحدة الى إحدى وثلاثين كنيسة في ولاية نيو ساوث ويلز وتسع في كوينزلاند و كنائس أخرى في جميع أنحاء البلاد. بالإضافة إلى عدد من المدارس الأكاديمية والكليات اللاهوتية مثل كلية القديس أثناسيوس اللاهوتية في ملبورن (SAC) وهي أول كلية إكليريكية قبطية معتمدة من الجامعة الأسترالية تملك حق منح شهادات الماجستير والدكتوراة.

Gladys Berejiklian at the 50th anniversary of the Coptic church in Australia Source: Supplied
عائلة الأب المؤسس أتت خصيصا الى أستراليا لحضور الحفل
وأتت خصيصا الى أستراليا عائلة المؤسس الأول للكنيسة القبطية في سيدني وأستراليا الأب مينا نعمة الله. وروت زوجته المحترمة قصة زوجها الذي كان ضابطا مرموقا في الجيش برتبة عالية، وذهب إلى خاله البابا كيرلس السادس ليطلب منه الدعاء ورعاية ابنائه لأنه ذاهب إلى مهمة خطيرة لن يعود منها على الأرجح. وقتها طمأنه البابا وقال له ستعود، ولم يمر وقت قليل حتى عاد بالفعل بشكل مفاجئ وتوجه مباشرة إلى البابا كيرلس ليشكره. بمجرد دخوله دعاه البابا كيرلس لشرب كوب من الشاي، وقال له إنه تم اختياره ليصبح كاهنا، وأنه مُقدر له الذعاب لرعاية الجالية افي أستراليا.
معنى اليوبيل
اليوبيل يعني السنة الخمسين شرحته معناه المسؤولة عن جوقة الأبرشية للكنيسة القبطية ايفيت سمير، والتي قالت إنه في العهد القديم جرت العادة أن تكون السنة السابعة سنة راحة للأرض وتحرير للعبيد، واذا ما أضفنا تكرارا سبع مرات سبع سنين تكون السنة الخمسون سنة احتفالية وهي سنة اليوبيل. وكلمة يوبيل تعني القرن، أي قرن الكبش الذي كان يعبأ بالزيت وكانت تُعلن افتتاحية سنة اليوبيل من خلال النفخ في الأبواق.
وحضر الاحتفال أيضا الأب مينا كامل والأب موسى سليمان وهما من الآباء الأوائل في أبرشية أستراليا، ولا يزالان مستمران في خدمتهما الطويلة الممتدة على مدار نحو خمسين عاما. وكان بعض الحاضرين من المهاجرين القدامي يقولون إنهم يعرفون جميع أبناء الكنيسة لأنهم يواظبون على الحضور في الكنيسة منذ تأسيسها.

Australia's Coptic church bishop Danyal Source: Supplied
دور الكنيسة في استقرار المهاجرين
وشارك عدد كبير من المؤمنين خبراتهم الشخصية مع أس بي اس عربي 24 حول دور الكنيسة في حياتهم وكيف ساهمت في مساعدتهم في تدبير أمورهم الحياتية والاستقرار في المجتمع الأسترالي وقال بعض الحضور: "الناس اللي أصلا كانوا موجودين قبل ما أحنا نجي فتحوا دراعاتهم وساعدوا الناس، تحس أن هما مستقرين وتحس أن دا بيتهم وعندهم احساس بالانتماء".
المحامي هاني عادل أحد الناشطين في الجالية القبطية، تحدث أيضا عن خبرته مع الكنيسة. وقال عادل إن إنجازات الجالية القبطية تدعو للفخر، بعد أن برهنت على نجاحاتها في شتى الميادين السياسية والإجتماعية وغيرها. وأضاف إن أبناء الجالية برعوا في مختلف الاختصاصات العلمية والأدبية.
وقال عادل إن الكنيسة لعبت دورا هاما في استقراره داخل أستراليا وقدمت له الدعم المعنوي الذي يفوق الدعم المادي أهمية، كما أرشدته إلى سبل تحصيل العلم والتفتيش عن وظيفة وعملت على مساعدته في الاندماج داخل المجتمع الأسترالي. هذا الكلام اتفقت معه سيدة أخرى من الحضور حيث قالت: "الكنيسة لعبت دورا كبيرا لتجعلنا نشعر أننا في بيتنا وبلدنا كما لو كنا لم نتركها".
وتحدث آخرون عن امتنانهم تجاه من سبقوهم وأثنوا شاكرين جهود الأجداد الذين زرعوا للأبناء وبذلوا كل جهد لبنيان الجماعة والكنيسة التي تجمعهم في جو من الراحة والمحبة. وقالت أحدى الحاضرات: "ما شعرنا بالغربة أبدا" وأبدت أخرى امتنانها لأنها وجدت في الكنيسة عائلة حنونة بعيدا عن الوطن الأم حيث قالت: "أعطتنا الأمان والراحة وعيالنا تربوا في الكنيسة وهذا السبب جعلنا نستمر في البلد، الكنيسة هي الأساس".

Part of Coptic Orthodox church 50th anniversary celebration Source: Supplied
واعتبر أحد الحضور الكنيسة بمثابة البيت الثاني لهم "نشعر أننا في بيتنا". وقالت إحدى الحاضرات إن الكنيسة كانت من الأساسيات التي ساعدت على انطلاقها في المجتمع الأسترالي وتقبل البعد عن الوطن الأم "ننتمي للمجتمع الكبير ولكن دائما يحسسوك أنك جزء من العيلة الكبيرة، اللي هي الكنيسة" وأضاءت أخرى على أهمية انتماء المهاجر إلى جماعة ليحافظ على تراثه وتقاليده وليجد النصح والإرشاد الروحي الذي يحتاجه المغترب في وطنه الجديد: "لما الأب يكون عارف اسمك واسم العيلة ويزورك بيعطي بركة للبيت وللعيلة"
وأخيرا، نتقدم من الجالية القبطية الأرثوذكسية بأحر التهاني على انجازاتهم الناجحة في أستراليا وعلى اليوبيل الخمسين على انشاء أول كنيسة لها في أستراليا.
استمعوا لتقرير خاص من داخل احتفالية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية باليوبيل الذهبي في الرابط أعلاه





