تُعرف مارينا بشخصيتها النابضة بالحياة، وألعابها المرحة، وفن رسم الوجوه، والتواصل مع عالم الأطفال.
انها ابنة حدشيت التي فقدت حاسة السمع بشكل شبه كامل منذ طفولتها، وهي تعرف عن نفسها بانها الا ان قدرتها على التواصل مع عالم الاطفال لم يتوقف عند حاجز السمع ومنذ 14 سنة اكتشفت ان في داخلها مساحة فرح عميق وان اكتمالها يتجلى في إسعاد الاطفال.
تشعر مارينا بفرح لا يوصف عندما تفرح الأطفال، وها هي اليوم في سن السادسة والأربعين، تكمل نشر البهجة والضحك والألوان منذ أكثر من 14 عاماً، مانحة العائلات والمناسبات لحظات لا تُنسى.
بدأت مارينا سمعان اللبنانية الأصل رحلتها مع الأنف الأحم في شخصيّة المهرجة JellyBeeNa the clown عام 2011، بعد أن واجهتها الحياة بخسارة ثانية في عمر الثلاثين الا وهي القدرة على الانجاب. ومن قلب الصدمة والحرمان، اختارت ان تكون التغيير بعد أن اكتشفت ان في داخلها مهرجة. تقول مارينا:
" في عمر الثلاثين عرفت انني لن أصبح أمَّا، بكيت وصليت ووعدتُ نفسي أن احوّل هذا الواقع الى فرح لأطفال سأحرم منهم".
كونها امرأة صمّاء وعزباء، وجدت مارينا دعوتها الخاصة في العمل مع الأطفال، حيث تنقل دفئها وإبداعها وطاقة روحها من خلال اللعب والتواصل. ورغم أنها لا تستطيع إنجاب الأطفال، إلا أنها تفيض حباً في كل عرض تقدمه، لتصنع تجارب تبقى في ذاكرة الصغار والكبار.
مسيرة لم تكن سهلة اذ اضطرت مارينا لإيقاف مسارها المهني ايضًا لتقديم الرعاية الصحية لوالدين مثقلين بالمرض، وعندما يحاصرها الألم مع كلمات التنمّر والازدراء، تعود الى ذاتها فتقول:
يقال لي الا تخجلين أنك مهرّجة ولكن لا اسمح لهذه الكلمات ان تزعزعني
"لا يمكن تغيير ذهنية العالم، ولكن لا يجب ان نسمح لها ان تغيرنا لذل اتشبّث بموقفي وازداد اصرارًا على افراح الأطفال".
قبل أن تولد شخصية "جيلي بينا"، كان لمارينا سمعان مسارها المهني الطويل اذ عملت في عدة مجالات مهنية كمقدمة خدمات حكومية، ومن ثم كمحققة خاصة، ومحصلة ديون، كما شغلت وظيفة سكرتيرة طبية.
تقول مارينا:
" كل هذه الأدوار كانت مليئة بالتحديات وذات قيمة، إلا أن بداخلي كان يكبر شغفٌ بإضفاء المزيد من الفرح، والمرح، والألوان إلى هذا العالم".
وتتابع قائلة:
" أدير اليوم مشروعي الخاص كفنانة ترفيهية للأطفال وأختار أوقاتي وأحدد جدولي بنفسي، والأهم من ذلك نشر الفرح والضحك بين الأطفال. لا شيء يُضاهي متعة رؤية ابتسامتهم، ومعرفة أنني كنت جزءاً من ذكرى ساحرة في حياتهم".
هي التي تفتخر بجذورها اللبنانية وتحاول ان تتحدث بالعربي، تتمنى ان تنتقل للعيش في لبنان. عن ارتباطها بهويتها اللبنانية، تقول:
يُصدم أبناء بلدتي عندما أعرّف عن نفسي بأنني مهرّجة ولكن ما أقدّمه ليس مجرد عمل، بل وجدت فيه رسالتي أن أنشر السعادة، ضحكة تلو الأخرى!
تشارك مارينا في العديد من الفعاليات مثل حفلات الاطفال في مراكز رعاية الأطفال، والمستشفيات، والمناسبات العائلية، مقدّمة عروضاً ترفيهية شاملة ومبهجة، تناسب جميع الأطفال، بمن فيهم أطفال مجتمع الصم.
كيف أعربت عن مشاعرها لحظة فوزها بجائزة Aim Business Award 2025؟ وماذا قالت للمرأة التي فيها؟
الإجابة مع مارينا سمعان في الملف الصوتيّ أعلاه.