"هاي، أنا زين، دكتور ومحاضر جامعي، وعمري بس 26 سنة!"
بهذه الطريقة يعرّف عن نفسه على تيك توك: أسلوب مختلف، جريء، وقريب من الجيل الجديد.
هذا هو الدكتور زين عمرو، باحث في علوم الأعصاب ومحاضر جامعي لا يشبه المحاضرين التقليديين الذين اعتدنا رؤيتهم في قاعات الجامعات.
رغم أن عمره لا يتجاوز 27 عامًا، إلا أن حضوره في قاعة المحاضرات وعلى منصات التواصل الاجتماعي لافت ومميز. بأسلوب تعليمي "فرفوش"، كما يصفه طلابه، وبشخصية تجمع بين المعرفة والطاقة الإيجابية، فرض د. زين نفسه كمحاضر قريب من طلابه، يفهم لغتهم، ويتواصل معهم على طريقتهم.
في مقابلة له مع أس بي أس تحدث د. زين عن خلفيته، ورؤيته، وأسلوبه المختلف في التعليم والحياة.
فهو محاضر في جامعة غرب سيدني، يدرّس علم التشريح، لكن بأسلوب يدمج بين العلم والحياة اليومية.
وُلد د. زين في أستراليا لعائلة لبنانية من بلدة كسروان، وعاش معظم حياته في مدينة أديلايد، مع أربع سنوات قضاها في لبنان. ورغم صورته المرحة اليوم، يستذكر زين طفولته قائلاً:
"كنت طفلًا خجولًا لكنني تخلصت من خجلي".
لم يكن اختياره لمجال الطب الحيوي وعلم الأعصاب صدفة. فوالدته عانت طويلًا من مشاكل صحية مرتبطة بالجهاز العصبي، وكان ذلك دافعًا له لفهم أسرار هذا العالم العلمي المعقّد.
وللاقتراب أكثر من طلابه، قرر د. زين استثمار حضوره على تيك توك، حيث يقدّم محتوى حياتيا وعلميا مبسطًا، ويكسر الحواجز التقليدية بين الطالب والأستاذ. ويرى أن هذا الأسلوب يفتح الباب للطلاب لطرح الأسئلة بثقة، دون خوف أو تردد، نتيجة شعورهم بأن المحاضر يشبههم.
لا أريد أن يشعر الطالب بأنه غير قادر على الفهم ويخجل من طرح الأسئلة لدى هم في حاجة لمحاضر قريب منهم.
لكن هذا الحضور الرقمي لم يخلُ من التحديات، إذ يعترف د. زين أن بعض الطلاب يخلطون بين الشخصية على وسائل التواصل والمكانة الأكاديمية، ما يضطره أحيانًا لتذكيرهم بحدود العلاقة داخل قاعة المحاضرات.
أما عن زملائه في الجامعة، فيؤكد أنهم يحترمون طريقته، ويرون أن أسلوبه لا يتعارض مع المعايير الأكاديمية، طالما أن المحتوى الذي يقدّمه ملتزم ومحترِف.
ورغم تخصصه العلمي الدقيق، لطالما راود د. زين حلمٌ مختلف في طفولته... فقد أراد أن يصبح طيّارًا! لكنه اليوم يجد سعادته في ثلاث مساحات: أبحاثه الطبية، محتواه على تيك توك، وكتاباته الشعرية.
نعم، د. زين شاعر أيضًا. وقد أصدر بالفعل كتابين من الشعر، وأهدى خلال المقابلة قصيدة مؤثّرة لوالدته، التي وصفها بـ"القمر".
