انطلقت الطاولة المستديرة الاقتصادية الحكومية للإصلاح الاقتصادي في العاصمة كانبيرا والتي تشكّل فرصة جيم تشالمرز لإجراء إصلاحات جريئة والتي ستستمر لمدة ثلاثة أيام في مبنى البرلمان.
تُعدّ هذه القمة، التي أُعلن عنها لأول مرة في حزيران/يونيو، جزءًا أساسيًا من استراتيجية الحكومة لبناء توافق وطني حول الإصلاح الاقتصادي.
سيجتمع رئيس الوزراء أنتوني البانيزي ووزير الخزانة جيم تشالمرز مع حوالي 30 من قادة الأعمال والنقابات والمجتمع المدني في كانبرا لثلاثة أيام من النقاش والحوار حول مستقبل البلاد الاقتصادي بدءًا من 19 آب/أغسطس.
يقول رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي إن الذكاء الاصطناعي سيكون محورًا رئيسيًا في اجتماع الطاولة المستديرة الحكومية حول الإنتاجية، التي تنطلق في العاصمة كانبيرا اليوم الثلاثاء 19 آب/أغسطس. تهدف القمة، التي تستمر ثلاثة أيام، إلى تعزيز الإنتاجية التي تراجعت خلال العقد الماضي، مما أثقل كاهل الاقتصاد.
ويقول ألبانيزي إنه يتطلع إلى التواصل مع قادة الأعمال والنقابات والمجتمع المدني المدعوين:
"لطرح أفكارهم حول كيفية تعاملنا مع التحديات الاقتصادية المتمثلة في تعزيز الإنتاجية، وكيفية تعاملنا مع التحول في قضايا معقدة مثل الذكاء الاصطناعي، الذي لديه الفرصة، كما رأينا هنا اليوم، من خلال بعض النماذج، لتعزيز الإنتاجية بشكل كبير، ولكن علينا التأكد من أنه يعمل لصالح الناس أيضًا. فكيف نُدرب الأستراليين على وظائف المستقبل؟ وهذه أولوية بالنسبة لنا."
بدوره وزير الخزانة الفيدرالي جيم تشالمرز يقول إن السبب في ذلك هو أنه لا يوجد وقت أفضل من الآن للحديث عن هذا الأمر:
"أخيرًا، أصبح اقتصادنا متوازنًا بين التقدم الذي أحرزناه في الأجور والتضخم ومستويات المعيشة، وبين الإنتاجية التي نحتاجها بشدة للحفاظ على هذا التقدم في السنوات والعقود القادمة. إن مستويات المعيشة، بل وارتفاع مستويات المعيشة، هي الهدف الأسمى، وهذا ما يجعل الإنتاجية محور الاهتمام الرئيسي".
تشالمرز الذي طرح توقعات واقعية، وإن كانت متفائلة، بشأن نتائج القمة، يقول إنه على الرغم من أن الطاولة المستديرة لن تحل جميع المشاكل الاقتصادية في ثلاثة أيام، إلا أنها ستسلط الضوء على ميزانيات الحكومة في السنوات الثلاث المقبلة:
"أنا متفائل بوجود رغبة في الإصلاح، وطموح في التعامل مع التحديات الرئيسية الثلاثة في اقتصادنا، وهي الإنتاجية في المقام الأول، وكذلك المرونة الاقتصادية واستدامة الميزانية. لذا، أنا واقعي، لكنني متفائل بإمكانية إحراز بعض التقدم معًا."
القمة الوطنية التي تستمر ثلاثة أيام لا تُعدّ سوى منصة لتبادل الأفكار بين الحكومة العماليّة.
أعاد مدير عام غرفة التجارة في كانتربيري بانكستاون تعريف الإنتاجية لمواكبة عالم اليوم الذي ينطلق نحو اقتصاد جديد قائلًا:
"نحن في وقت حساس وصراع مع الزمن والعمل بذكاء هو الاهم لتعزيز الإنتاجية بقل جهد".
سلّط مهنا الضوء على التحديات الاقتصادية التي تعيق الإنتاجية في الداخل الأسترالي قائلًا:
" تكمن المشكلة في ارتفاع كلفة الإنتاج من الطاقة الكهربائية الة الأجور والإجراءات القانونية التي تضعها الحكومة معقّدة وتعيق عمل اصحاب المصالح للمضي قدمًا نحو تعزيز الانتاجيّة".
يتابع موضحًا:
" بات همّ أصحاب المصالح اليوم تسديد الفواتير واستراليا متأخرة في مواكبة الثورة التكنولوجيّة بالنسبة لباقي الدول"،
"لذا على الحكومة أن تتجه نحو تخفيف كلفة الاستهلاك والضرائب وخلق نظام أكثر عدالة".
بالنسبة لأولويات البحث على طاولة هذه القمة الاقتصادية لخلق خطة رؤيويه يقول مهنا:
" على الحكومة ان تعطي صلاحيات لعمل مرن وتتخذ خطوات لدعم لأصحاب المصالح للتوجه نحو التكنولوجيا".
اما حيال واقعية النظر في العمل بدوام اسبوعي يتقلّص من 5 أيام الى أربعة دون المساومة على الإنتاجية سيما في قطاعات التعليم، الرعاية الصحية والضيافة، يشرح قائلًا:
" إنها فكرة رائدة ولكن الأهم هو خلق توازن بين الإنتاجية وساعات العمل وهناك مصالح لا يمكن ان تغلق أبوابها سيما وأن استراليا تسير نحو اقتصاد منتج على مدار الساعة".
رئيسة لجنة الإنتاجية دانييل وود التي تدعو إلى تبني "عقلية نمو" على أعلى مستويات الحكومة، والتي تقول إنها غائبة عن السياسة الأسترالية منذ زمن طويل، ترى أن أستراليا تُخذل أجيالها الشابة، التي قد تعيش حياةً أسوأ من آبائها، كما تقول دانييل وود، رئيسة لجنة الإنتاجية.
لكن وود تقول إن الحكومة بحاجة إلى إعادة تبني ما تُسميه عقلية النمو في عملية صنع سياساتها، إذ يدفع الشباب الأستراليون بالفعل ثمن انخفاض نمو الإنتاجية:
"إن الأستراليون المولودون في تسعينيات القرن الماضي - والذين دخلوا سوق العمل في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين عندما كان النمو الاقتصادي بطيئًا - أول جيل لم يتجاوز دخله دخل من ولدوا قبل عقد من الزمان. سيتحمل هذا الجيل الجزء الأكبر من تكلفة معالجة تغير المناخ - سواءً آثار الطقس القاسي أو الاستجابة السياسية - لأن صانعي السياسات الأستراليين تجنبوا لفترة طويلة الخيارات السياسية الأقل تكلفة."
وتقول إن الشباب يواجهون أجورًا أقل، وأسعارًا باهظة للمساكن، وآثارًا لتغير المناخ، في غياب السياسات المناسبة لمعالجة التحديات الاقتصادية والبيئية الكبرى.
هذا ولم تشهد الإنتاجية أي نمو يُذكر منذ عام ٢٠١٦. يُشكل الركود في الاقتصاد الأسترالي تهديدًا لمستويات المعيشة، لأن العمل بذكاء هو العامل الحاسم على المدى الطويل في تأمين دخل أعلى للأسر.
هل العمل لأربعة أيام قادر على تعزيز الانتاجيّة إذا استطاع العمال مراقبة كيفية استخدامه وتشكيلها؟
الإجابة في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.
