"فستق عبيد، حلوى راس العبد": هل ثقافتنا العربية الشعبية مرآة عنصريتنا المستترة؟

Racism within podcast

Source: Getty Images

الحلقة الثانية من بودكاست "العنصرية بيننا" تستكشف النواحي العنصرية للثقافة العربية في السينما والأمثال الشعبية والكوميديا.


يلحظ متابع الأفلام المصرية اشكالية استمرار حصر داكن البشرة في أدوار الشخص الذي لا يتحدث العربية بشكل جيد، والذي يعمل في أدوار هامشية كالخادم، حارس البناية أو البواب وما شابه لتنتقل هذه النمطية من الشاشة الى الشارع.

ويعتقد الدكتور باهر زغلول من جمعية الفرعون المتمدن للثقافة والفنون في استراليا ان صناع السينما المصرية عانوا كغيرهم في الشارع العربي من "عقدة الخواجة" والتي خلقت اعتقادا راسخا لدى البعض أن أصحاب البشرة الفاتحة لهم الافضلية على من سواهم، مما أدى إلى تعميق التمييز العنصري على الشاشة الفضية.

وتكمن خطورة ترسيخ هذه الصور النمطية في اعتماد الكثيرين على السينما والتلفزيون كمصدر أساسي للثقافة والمعلومات: "تبقى الصورة المقدمة على الشاشة ملتصقة بالأذهان. لا أستطيع القول أن السينما المصرية لم تسهم في ذلك لأنها امتداد للموروث المصري والعنصرية الموجودة للأسف في كل شعب." 

ومن الصورة المرئية التي تقدمها الافلام الى الصورة الذهنية التي تصنعها الأمثال، فالمثل الشعبي هو وعاء ثقافتنا الجمعية الذي يضم خلاصة الخبرة المتراكمة للاجيال. محاضرة اللغة العربية والفرنسية في مركز لغات البالغين التابع لجامعة سيدني شادية الحاج حجار تعتقد أن العنصرية متجذرة وواضحة في أمثالنا الشعبية: "أمثالنا الشعبية ما هي الا دليل واضح ومباشر على ما نفكر به وما هو متجذر في عاداتنا وأصولنا."
نقول: خبي قرشك الابيض ليومك الأسود، ونسمي الحلويات راس العبد والفول السوداني فستق عبيد.
Comedy
Source: Pixabay
ويرى الرئيس السابق لقسم الدراسات العربية والاسلامية في جامعة سيدني البروفسورأحمد شبول ان العنصرية كانت الوسيلة التي اختارتها بعض المجتمعات لوصف من تراهم غرباء او دخلاء وبعد ذلك تم تناقل هذا التمييز عبر الأجيال دون حسيب أو رقيب.
عوامل العنصرية مرتبطة باللون والعرق والاثنية والدين والمذهب واللغة والأصل والطبقة الاجتماعية.
خليط القوميات والأعراق والثقافات في بلاد الشام خلق تنوعا اثرى المنطقة بأسرها، لكنه أفرز عنصرية تجسدت في مصطلحات وأمثال بقيت رغم مرور الزمن، فيقول العرب استكردني تهكماً من الأكراد ويسخر أهل لبنان من لهجة الأرمن.
لا ينكر احدا أن النكات وسيلة تعبير قادرة على ارسال رسائل قوية تتناول المسكوت عنه في مجتمعاتنا، ولكنها تستطيع تحويل بعض الفئات الى مجرد كاريكاتور أو "إفيه" وصورة مشوهة تُستخدم لاضحاك الناس. وقد انتشر مؤخرا على وسائل التواصل الاجتماعي فيديو للمثلة مريم ابو خالد تخاطب فيه مطلقي النكات الساخرة من ذوي البشرة الداكنة تشير فيه الى عمق الجرح النفسي التي تتركه هذه النكات في نفسها كفلسطينية من ذوات البشرة الداكنة.
الاستهزاء من الأقليات أمر غير مقبول في عالم الكوميديا
ويؤمن الكوميديان اللبناني الاسترالي فادي كساب بفكرة ان السخرية من الاخرين هي مصدر دائم للإضحاك، ولكنه يرفض النكات التي تقوم على الإستهزاء بفئات مهمشة بهدف التحقير او الحطّ من شأنها: "بإمكانك التحدث عن شعبك او عن البريطانيين لانهم كانوا مستعمرين وبالتالي من حق الكوميدي انتقادهم."

استمعوا إلى الحلقة الثانية من بودكاست "العنصرية بيننا" في الملف الصوتي المرفق بالصورة.


شارك

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand