بعد أيام من التوتر والاشتباكات في مدينة القدس، انتقلت المخاوف إلى قطاع غزة، حيث ارتفعت النيران في السماء، ودُمرت مبانٍ وسقط العشرات من الضحايا.
واستمر التصعيد بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على الرغم من توقع الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن القتال الدائر حاليا وهو الأكثر ضراوة منذ سنوات، سوف ينتهي قريبا.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن مقتل ما لا يقل عن 67 شخصا وجرح المئات في القطاع منذ تصاعد العنف يوم الاثنين.
من مدينة غزة تحدثنا هذا الصباح مع المهندس عاطف عيسى الذي كان يمتلك مكاتب في برج الجوهرة، وهو مقر عمل شركته الإعلامية، لكنه خسر تلك المكاتب التي تدمرت بسبب القصف الإسرائيلي لذلك البرج.

الدمار في غزة Source: Atef Issa
وقال السيد عاطف عيسى إنه اضطر لترك مكاتب الشركة على عجل بعد صدور إنذار من قبل الجيش الإسرائيلي بإخلاء البرج قبل قصفه.
"لم يمضِ وقت طويل حتى خرجنا وابتعدنا عن المبنى ولم نأخذ معنا أي شيء، خسرت كل شيء، لكن المال يعوض، المهم الإنسان الفلسطيني".
ويصف الأستاذ عاطف عيسى شعوره عندما وصل البيت وهو يتابع القصف عبر شاشة التلفاز، أنه بسبب علمه بأن البرج سيقصف وسيخسر مكاتبه، كانت تلك الفترة من أصعب الفترات.
"كنت أتمنى أن يُقصف بسرعة، لأنني كنت أشعر بالعذاب في فترة الترقب، كالشخص المُساق إلى الإعدام شنقا، وقد تباطأت عملية الشنق".
وقال الجيش الإسرائيلي إنه ومنذ بداية العملية في غزة تم استهداف أكثر من 650 هدفًا وتدمير 3 أبراج وقتل 10 مسؤولين في حماس والجهاد.

Source: Atef Issa
وذكرت الأنباء أن إطلاق الصواريخ من غزة باتجاه مدن وبلدات إسرائيلية تواصل صباح هذا اليوم في الوقت الذي تعهدت فيه إسرائيل بمواصلة هجومها على الفصائل الفلسطينية في القطاع.
ويقول السيد عاطف عيسى إن القصف الإسرائيلي استهدف مباني سكنية أو تجارية، كما وأنه استهدف مقرات حكومية وشرطية.
"هذه المباني هي سكنية وفيها مكاتب لمؤسسات إعلامية ومكاتب هندسة وعيادات أطباء".
وجاء هذا التصعيد قبل عيد الفطر مما نغص على الغزاويين فرحة العيد.
ويقول السيد عاطف عيسى إنه بالإضافة إلى "الأوضاع المعيشية المتردية أصلا في القطاع، والصعوبات التي أضافتها جائحة كورونا، أدى هذا القصف إلى إغلاق المعابر ووضع مزيد من الصعوبات عليهم".
وفي أستراليا هنأ النائب العمالي طوني بورك أمام البرلمان إنه كان يأمل بأن يعيد الناس ويقول لهم "عيد مبارك" بمناسبة انتهاء شهر رمضان، لكن تصاعد العنف في القدس قد القى بظلال ثقيلة في الأيام الماضية.

Tony Bourke Source: SBS
وقال إن هذا البرلمان كان دائما قويا بإدانة تعرض الناس الذين يذهبون للصلاة لإطلاق النار، وأن رؤية تعرض المصلين في القدس لذلك كان مخيفا.
وأكد النائب طوني بورك أنه يدين كل أعمال العنف، لكنه قال إن تصاعد العنف في القدس له علاقة مباشرة "بحركة الاستيطان"، وأضاف "ولا ينبغي لأستراليا أن تدعي خلاف ذلك، وإن على أستراليا ألا تبقى صامتة".
يذكر أن رئيس الورزاء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن الأربعاء، توسيع العملية العسكرية " حارس الأسوار" التي أطلقتها إسرائيل يوم الإثنين في قطاع غزة.
كما وافق الوزراء الإسرائيليون في المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" بالإجماع على استمرار وتوسيع عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة.
وفي نهاية الاجتماع، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "إسرائيل لن تتجه إلى وقف إطلاق النار في هذه المرحلة".
ويتواصل التصعيد العسكري بين حركة حماس وإسرائيل بضربات إسرائيلية جديدة استهدفت غزة بعد إطلاق أكثر من ألف صاروخ من القطاع.
استمعوا إلى اللقاء مع السيد عاطف عيسى في المدونة الصوتية في أعلى الصفحة.