يصعب على الأستراليين تجاهل أخبار الحرائق التي شبت في عدة مناطق من أستراليا وما انطوت عليه هذه الأخبار من صور العائلات المنكوبة والمنازل المشتعلة والحيوانات الميتة والسماء المملوءة بالدخان وغيرها من الصور.
وفي إطار كل هذه الحقائق تصاعدت وثيرة القلق بشأن الحالة النفسية للأستراليين الذين قد يتولد لديهم حالة مرضية من جراء الخوف من الحرائق التي شهدتها البلاد والتي تسببت في وفاة 28 شخصا ونفوق عدد كبير من الحيوانات وأتت كذلك على 8 مليون هكتار.
وأكد الطبيب النفسي محمود أبو عرب أن بعض الحوادث الطبيعية التي قد تشعر المرء بالخوف من الموت ومن بينها الحرائق قد تؤديالى اصابته بمتلازمة ما بعد الصدمة.
وأضاف الدكتور محمود " قد يصاب أيضا المرء البعيد عن مكان الحرائق والذي يشاهدها فقط على مواقع التواصل الاجتماعي أو على شاشات التلفزيون بمتلازمة ما بعد الصدمة"
وقال الدكتور محمود إن المرء المصاب بمتلازمة ما بعد الصدمة قد يعاني من " الخوف الشديد والغياب القدرة على التركيز وانعدام الرغبة في التخطيط والشعور بالارتباكا والعجز عن الاندماج في المجتمع فضلا عن الشعور بالأرق والتفكير في ذكريات مخيفة تلازمه والشعور باللوم."
وأشار الدكتور محمود بأن بعض الأشخاص قد لا يصابون بأية من هذه الأعراض " لأن مناعتهم قوية".
وتناول الدكتور محمود أيضا خلال حديثه عن الحرائق موضوع رهاب الحرائق وهو الخوف الشديد من الحرائق قائلا " يتعين تزويد الشخص الذي يعاني من رهاب الحرائق بمعلومات دقيقة عن الحرائق: عن أسباب حدوثها وغيرها من الحقائق."
أما عن كيفية التحدث مع الأطفال بشأن الحرائق، أوصى الدكتور محمود بإبعادهم عن " مشاهد الحرائق المخيفة التي تعرض على تلفزيون أو على مواقع التواصل الاجتماعي والتحدث اليهم عن مخاوفهم وأسباب قلقهم وطمأنتهم ومحاولة مشاركتهم في أنشطة تبعدهم عن التفكير في الخوف من الحرائق "
وفي الختام، أثنى عن الخطوات التي اتخذتها الحكومة الأسترالية لمساندة رجال الاطفاء في تلقي المساعدات من ذوي الاختصاص في المجال النفسي.
