رغم إعلان دخول الاتفاق بين حماس وقطاع غزة حيّز التنفيذ وانسحاب بعض الوحدات العسكرية الإسرائيلية، لا تزال الحياة اليومية لسكان غزة صعبة للغاية. فقد أشارت تقارير إلى أن “عشرات الآلاف” ما زالوا يعيشون في أبنية مدمّرة، وأن جثثاً ما زالت تحت الأنقاض بانتظار انتشالها.
و قال مراسلنا في رام الله، عرافات داوود: "الهدنة ما زالت هشة، وأي تأخير في المرحلة الثانية يعني وضعاً إنسانياً يتدهور."
المرحلة الثانية من الاتفاق لا تزال تواجه تحديات كبيرة: منها تأمين دخول مساعدات كافية، والتفاوض على تبادل الجثث والمخطوفين، وضمان الالتزام الكامل من الطرفين. المدخل الأميركي واضح، لكن إسرائيل تلوّح بأنها قد تشترط إطاراً جديداً قبل الانتقال للمرحلة الثانية.
وفي إسرائيل، يظهر عدم ارتياح متزايد تجاه ما يُعتبر تدخّلاً أميركياً في عملية اتخاذ القرار، وهذه ليست مجرد خلافات ظرفية. فقد أكّدت تحليلات أن بعض كبار المسؤولين الأميركيين سعوا إلى عرض بدائل للحكومة الإسرائيلية أو التشاور مع معارضي نتنياهو.
و في الوقت ذاته، هناك مطالبات داخل إسرائيل بـ "عفو رئاسي”"أو تخفيف الضغوط على نتنياهو المتورّط في قضايا فساد.
وبحسب مراسلنا عرافات داوود: "المشهد الداخلي في إسرائيل اليوم مختلط: دبّ الخوف من فقدان الحلف الأميركي، لكن الحركات اليمينية في الحكومة ترى أن السيادة الوطنية مهدّدة."
مع انطلاق موسم قطف الزيتون في الضفّة الغربية المحتلة، تتصاعد حدة الاعتداءات التي يشنّها المستوطنون ضد المزارعين الفلسطينيين. ففي جنوب نابلس، أُصيب مزارعون بعد هجوم كلاب كما أحرِقت سيارات وممتلكات خلال الحصاد، مما يُنذر بخسائر كبيرة للفلسطينيين ستتجاوز وفق تقديرات السلطات الفلسطينية 4 ملايين دولار أمريكي.
