أفاد مراسل أس بي أس عربي في بغداد أشرف عزاوي بأن العاصمة القطرية الدوحة تشهد في هذه الفترة تصعيدًا سياسيًا وإعلاميًا واسعًا في أعقاب التطورات الأخيرة في المنطقة، وقد برز الموقف العراقي كأحد أبرز المواقف العربية التي عبّرت عن إدانة واضحة وصريحة لما وصفته بالاعتداءات على السيادة القطرية.
أشار أشرف عزاوي إلى أن وزارة الخارجية العراقية أصدرت بيانًا رسميًا أكدت فيه موقف العراق الثابت والداعم لحكومة وشعب قطر، وأدانت فيه بشدة الاستهدافات التي تمس السيادة القطرية، مشددة على ضرورة احترام القانون الدولي وتحميل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه هذه "الممارسات العدوانية"، بحسب تعبير البيان.
أضاف أشرف عزاوي أن الموقف العراقي لم يقتصر على التصريحات الرسمية، بل صدر عن عدد من الزعامات الدينية والسياسية العراقية مواقف تضامنية مع قطر، معتبرة أن ما يجري يمثل تصعيدًا غير مبرر من شأنه أن يؤدي إلى توتير الأوضاع الإقليمية والدولية، وربما يجرّ المنطقة إلى مزيد من الفوضى.
أوضح أشرف عزاوي أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أجرى اتصالًا هاتفيًا مع أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أكد خلاله دعم العراق لقطر حكومةً وشعبًا، ورفضه لأي اعتداء على سيادتها. واعتبر السوداني أن هذا التصعيد يأتي ضمن محاولات إسرائيل توسيع رقعة الصراع في المنطقة، بما يهدد الأمن الإقليمي ويؤثر سلبًا على استقرار دول الجوار.
أفاد مراسل أس بي أس عربي في بغداد أشرف عزاوي بأن الاتصال بين السوداني وأمير قطر تضمن اتفاقًا على أهمية عقد اجتماع عربي وإسلامي عاجل، بهدف التشاور وبلورة موقف موحد تجاه التطورات المتسارعة، ومحاولة كبح التصعيد قبل خروجه عن السيطرة.
أشار أشرف عزاوي إلى أن هذا الأسبوع شهد أيضًا تطورًا مهمًا تمثّل بإعلان رئيس الوزراء العراقي عن إطلاق سراح الباحثة الإسرائيلية الروسية إليزابيتا سبيتكوف، بعد جهود أمنية واستخبارية مكثفة استمرت لأشهر، دون أن يحدد الجهات التي كانت تقف خلف احتجازها.
أضاف أشرف عزاوي أن السوداني شدد على أن العملية تمت في إطار القانون وضمن جهود الدولة لفرض سلطتها، مؤكدًا أن الحكومة لن تتهاون في حماية السيادة الوطنية، كما لم يُشر في حديثه إلى وجود صفقة تبادل مباشرة، لكن مصادر مطلعة تحدثت عن مفاوضات غير معلنة جرت بين الحكومة العراقية والجهة الخاطفة، ونتج عنها هذا الإفراج.
أوضح أشرف عزاوي أن بعض التسريبات الإعلامية غير الرسمية أشارت إلى وجود صفقة تبادل شملت إطلاق سراح الباحثة مقابل الإفراج عن محمد رضا نوري، المتهم بقضية مقتل أحد العمال الأجانب في العراق، كما تم التلميح إلى أن الصفقة تضمنت أيضًا تقديم فدية مالية، وربما اتفاقات أوسع تشمل شخصيات مرتبطة باستهداف مصالح إقليمية، من ضمنهم شخص يحمل الجنسية الإيرانية، إلا أن هذه المعلومات لم تؤكد رسميًا من أي جهة حكومية عراقية.
أفاد مراسل أس بي أس عربي في بغداد أشرف عزاوي بأن السلطات العراقية لم تعلن عن تفاصيل دقيقة بخصوص الأطراف المشاركة في التفاوض، ولم تُصدر حتى الآن توضيحًا رسميًا حول ما إذا كانت الصفقة جزءًا من اتفاق أمني أو سياسي أوسع مرتبط بالتطورات في المنطقة، وخاصة في ظل تزامن الإفراج مع التصعيد الحاصل على أكثر من جبهة.
أشار أشرف عزاوي إلى أن محافظة كربلاء العراقية شهدت في الوقت نفسه حادثًا مؤلمًا تمثّل في انهيار جسر قيد الإنشاء، ما تسبب في سقوطه على عدد من السيارات، وأدى إلى وقوع ضحايا، في حادثة فجرت موجة من الغضب الشعبي والانتقادات الحادة تجاه الحكومة المحلية والجهات المنفذة للمشروع.
أضاف أشرف عزاوي أن فرق الإنقاذ تمكنت من انتشال سبعة أشخاص أحياء من تحت أنقاض الجسر، في عمليات استمرت لساعات طويلة، وسط حالة من الفوضى والتوتر في موقع الحادث، بينما تستمر التحقيقات في أسباب الانهيار، وسط حديث عن مخالفات فنية وشبهات فساد تحوم حول المشروع.
أوضح أشرف عزاوي أن مصادر محلية أكدت أن الشركة المنفذة لا تمتلك الخبرة الكافية، وتم التعاقد معها رغم ذلك لتنفيذ مشروع حساس كهذا، ما أثار تساؤلات كثيرة حول آلية منح العقود في العراق، وخصوصًا مع صرف مبالغ طائلة من الموازنات المحلية على مشاريع بنى تحتية تتعرض للفشل والانهيار بعد فترات قصيرة.
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل و أندرويد وعلى SBS On Demand.
