في مرحلة مفصلية في النظام السياسي العراقي، قدمت الانتخابات البرلمانية الأخيرة صورة واضحة عن محاولات إعادة ترتيب الأوراق داخل الساحة السياسية بعد سلسلة أزمات تراكمت بين المطالب الشعبية بالإصلاح وواقع القوى التقليدية التي تصر على مواقعها.
وجاءت النتائج لتعكس إنتاج تحالفات مبتكرة وأخرى محافظة لكنها في الوقت ذاته كشفت عن استمرار نمط المحاصصة الطائفية والإقليمية كما عبّرت عن تحول نوعي في قوة بعض الشخصيات
من بين هذه الشخصيات يبرز رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وقال مراسلنا في بغداد أشرف العزاوي: "محمد شياع السوداني الذي خرج من عباءة المالكي، حصل على 5 آلاف صوت الدورة الماضية وهذه المرة اكتسح الكتل السباسية وحصل في بغداد على اكثر من 400 ألف صوت هناك فارق كبير بين الأصوات التي حاز عليها وأقرب منافسيه محمد الحلبوسي بحوالي 125 ألف صوت"
ولم تقتصر نتائج السوداني على بغداد فحسب:"حصل السوداني على المركز الثاني في محافظتي الثاني صلاح الدين والبصرة علماً بأن ليس لديه مراكز قوى هناك ولكن تحالفاته السياسية كانت وازنة وساهمت في هذه النتيجة"
وبلغت نسبة المشاركة حوالي ستة وخمسين في المئة ما يشير إلى عودة نسبية للحماس الانتخابي مقارنة بمراحل سابقة تصدّر ائتلاف السوداني باسم إعادة الإعمار والتغيير النتائج الأولية محلياً في بغداد حصلت نتائج أولية تشير إلى أن ائتلاف السوداني تصدّر يليه محمد الحلبوسي من حزب التقدم ثم نوري المالكي من دولة القانون في المحافظات الشمالية مثل أربيل تقدمت أحزاب كردية مثل بنتائج قوية مما يعكس الطبيعة الإقليمية للمشهد الانتخابي
مع الانتهاء من العد وبدء مرحلة تشكيل الحكومة سيشهد العراق عدّة معارك سياسية تشكيل الكتلة الأكبر التوافق على رئيس الجمهورية اختيار رئيس الوزراء والحصول على ثقة البرلمان في هذا السياق قد تشهد بعض المفاوضات توتراً خاصة بين التحالفات الشيعية وبين Sunni أو كردي كما أن المحافظات التي حقق فيها السوداني نتائج قوية قد تطلب حصصاً أو مواقع مؤثرة في الحكومة الجديدة مما قد يولّد خلافات داخل التحالفات نفسها.
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل و أندرويد وعلى SBS On Demand.






