بحسب مراسلنا في القاهرة محمد الشاذلي، فإن "القاهرة تعمل ليلاً نهاراً لتجميع مواقف عربية ودولية تؤمن لدعم إعادة البناء في غزّة". وفي هذا الإطار، أعلنت الحكومة المصرية عن تنظيم مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة، يهدف إلى جمع الالتزامات المادية اللازمة للمشروع ووضع خطط لبناء مساكن عاجلة وبنية تحتية مستدامة خلال السنوات القادمة.
وأكدت القاهرة أن إعادة الإعمار يجب أن تحافظ على حقوق الشعب الفلسطيني وتدعم حق الدولة المستقلة، مشيراً الشاذلي إلى أن "اللقاءات الهاتفية والمشاورات الدبلوماسية التي تنفّذها مصر الآن مع عواصم عديدة هي تمهيد لحشد مواقف قبل المؤتمر. مصر لا تريد أن يكون الحدث مجرد صورة بل رافعة فعلية للبناء والتنمية".
في المحور الاقتصادي، تعمل مصر على تعزيز الشراكات مع قطر وتركيا. ففيما يتعلق بالدوحة، تم الاتفاق على تحريك حزمة استثمارية مباشرة بقيمة تصل إلى 7.5 مليار دولار، تشمل تسهيلات للمستثمرين القطريين مثل الأراضي الصناعية والتراخيص السريعة، وذلك ضمن خطة لتعزيز التبادل التجاري بين البلدين الذي شهد نموًا بنسبة أكثر من 54٪ في العام الماضي.
وقال الشاذلي إن "المصريين يرون في الشراكة مع قطر نافذة استثمار ضخمة، لا مجرد رأس مال، بل شراكة صناعية وتصديرية، والتحدي الأكبر هو تحويل الاتفاقيات إلى مشاريع على الأرض".
من ناحية أخرى، تسعى مصر إلى رفع حجم التجارة مع تركيا إلى نحو 8 مليارات دولار، مع توقيع مذكرات تفاهم تهدف إلى زيادة حجم التبادل التجاري على المدى المتوسط إلى نحو 15 مليار دولار سنويًا، وتشمل المجالات الصناعية والزراعية والتجارية.
مع افتتاح المتحف المصري الكبير في الجيزة، الذي يمثل مساحة هائلة تصل إلى نصف مليون متر مربع ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية. وصف الرئيس المصري الافتتاح بأنه "يوم للتاريخ" واعتبره خطوة نحو تعزيز مكانة مصر الثقافية والسياحية على الساحة العالمية. وأضاف الشاذلي أن "حين تجلس أمام تمثال رمسيس الثاني في بهو المتحف، تشعر بأن مصر تستعرض حضارتها ولكنها في الوقت ذاته ترسل رسالة: نحن نعيد بناء أنفسنا، نريد جمهوراً جديداً، استثمارات جديدة، وربما صفحة جديدة في الاقتصاد".
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل و أندرويد وعلى SBS On Demand.
