بعد مرور أكثر من عامين على اندلاع الحرب في السودان في أبريل/نيسان 2023، ما زالت أصوات الجالية السودانية في أستراليا ترتفع مطالبةً بتسليط الضوء على ما تصفه بأنه "أكبر أزمة إنسانية في العالم". الحرب التي اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أدت إلى موجة عنف دموي ومجاعة متفاقمة، وأسفرت عن تهجير قسري لأكثر من ١٤ مليون شخص، فيما يعاني أكثر من نصف سكان السودان البالغ عددهم نحو ٥٠ مليون نسمة من انعدام حاد في الأمن الغذائي.
تقول إحدى سيدات الجالية إن "الأوضاع في مسقط الرأس مأساوية، لكن الأمل بغد أفضل في السودان لا يزال قائماً"، فيما يؤكد متحدث آخر يُدعى سيف أن الخسائر الفادحة طالت الغذاء وأبسط مقومات الحياة، وأن التواصل مع الأهالي أصبح شبه معدوم.
وتحدثت هبة عن تعاون الجالية مع منظمات إنسانية أسترالية لتقديم الدعم، بينما شددت سيدة أخرى على أن حركة النزوح غير المسبوقة تتطلب المزيد من التحرك والمساندة من أبناء الجالية السودانية في أستراليا.
معاناة إنسانية واحتياجات عاجلة
في حديث خاص لـ SBS عربي، أوضح الناشط الاجتماعي والمهندس السوداني غانم سر الختم أن الوضع الإنساني في السودان بالغ التعقيد، مشيراً إلى الدمار الذي طال المستشفيات والمدارس ومحطات الكهرباء والمياه. وأشار إلى مشروع سابق نفذه في منطقة الكلاكلة جنوب الخرطوم لتوفير الكهرباء بالطاقة الشمسية، لكنه تعرّض للتخريب خلال الحرب، ما أدى إلى توقفه تماماً.
وأضاف: "نحن نحاول منذ أسابيع إعادة تشغيل بئر المياه بعد أن تم تدميرها بالكامل، لكن التحديات كبيرة جداً، من نقص الموارد إلى خطر استهداف الشاحنات والمساعدات الإنسانية بالطائرات المسيرة."
GHANEM SER KHETM SAID ATTIEH
دور الجالية السودانية في أستراليا
يرى سر الختم أن الجالية السودانية في أستراليا تبذل جهوداً حثيثة لكنها ما زالت بحاجة إلى دعم مادي أكبر. ويشير إلى مبادرات خيرية قائمة مثل منظمة أطباء العمل الإنساني الخيرية في أستراليا التي أسست مطابخ يومية في عدة مدن سودانية، وأرسلت قوافل طبية ومعدات إغاثية رغم المخاطر.
وأضاف: "قمنا بإرسال ثلاث حاويات محمّلة بالمعدات الطبية عبر ميناء بورتسودان، ونعمل حالياً على تنظيم حفل خيري في سيدني يوم ٢٠ سبتمبر لجمع مزيد من الدعم وإرسال المزيد من الإمدادات."
النداء للحكومة الأسترالية والمجتمع الدولي
طالب سر الختم الحكومة الأسترالية بتقديم دعم مباشر لنقل المساعدات والإمدادات الطبية، مشيراً إلى أن معظم الجهود الحالية تعتمد على التمويل الذاتي وتبرعات المجتمع السوداني. كما دعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات أكثر جدية للضغط على الأطراف المتحاربة وإيقاف الحرب، مؤكداً أن "الضغط الحالي غير كافٍ لإنهاء الأزمة".
الأمل رغم المعاناة
وعن معنويات السودانيين داخل البلاد، قال سر الختم: "رغم الجراح العميقة وفقدان الكثيرين لمصادر رزقهم وأحبائهم، لا يزال هناك أمل بمستقبل أفضل إذا توفرت الإرادة السياسية والدعم الإنساني اللازم."