"اخفى الرسائل طوال 33 عامًا": من هي أميرة لبنان المنفية في كوينزلاند، بلا تاج وجواز سفر مع زوج من عمر والدها؟

270525 ARB LABANESE PRINCESS  YT THUMBNAIL 4x5.jpg

What brought a princess from Lebanon to Queensland? How did the story start on the 29th of July 1934 as princess Nadia Abillama set foot on Australian soil? “Once upon a time in a faraway land, a Lebanese princess was born by the sea”. The great granddaughter Nadia Milford unveils this hidden story to SBS journalist Petra Taok in this episode of "A speaking centenary of immigration" podcast.

لم تبلغ سنّ الثامنة عشرة عند حطت رحالها في ارض استراليا البعيدة بعد أن تزوجت رجلًا يضاعف عمرًا، اختاره الأهل وكاهن الرعية ليكون لائقًا بالأميرة الشابة. ما الذي جلب أميرة من لبنان إلى كوينزلاند؟ كيف بدأت القصة في 29 يوليو/تموز 1934 عندما وطأت قدماها أرض أستراليا؟ "في قديم الزمان، في أرض بعيدة، وُلدت أميرة لبنانية على شاطئ البحر".


 نادتني الأميرة ناديا ابي اللمع النائمة في ذاكرة تأبى أن نفقد الذاكرة وعلى مسافة مئوية هجرة تحكي، فاستقلّيت الطائرة من سيدني الى ولاية الشمس لأبحث عن ملامح أميرة نائمة، ستستيقظ على خشبة المسرح لتنادي الحاضر في نبض يسري في شرايين الحفيدة من الجيل الرابع، ناديا ميلفورد.


كانت ناديا بالكاد تبلغ عامها الخامس عشر عندما اتخذ والداها قرار قرانها بالمغترب اللبناني خليل وردة رغم ان قلبها كان مغرمًا بشاب لبناني من أقاربها، لكن قرار والديها حملها إلى الجانب الآخر من العالم.

بدأت القصة في 29 يوليو/تموز 1934 عندما وطأت قدما الأميرة ناديا أبي اللمع الأراضي الأسترالية لتستقر في بلدة دالبي الصغيرة، في ريف كوينزلاند تاركة حياة الأميرة داخل رحاب القصر الوالدي في منطقة المتن في لبنان.

تبحث الحفيدة من الجيل الرابع الرابع ناديا ميلفرد في خلاياها ونبضها عن ملامح جدة حملت اسمها دون أن تدري انها ستحمل ذاكرتها وهي التي ولدت في سنة رحيل الأميرة ناديا. هناك في مستشفى دولبي في ريف كوينزلاند، أغمضت عينيها ناديا عندما عانقت أميرتها الصغيرة التي احتضنتها مطمئنة ان القصة لن تنتهي.

 تقول ناديا:

جدتي كانت بالنسبة لي أشبه بشخصية من قصص الخيال، أكبر من عالم الحقيقة. توفيت في العام الذي ولدتُ فيه، لذا التقت هي بي، لكنني لم أقابلها قط

 
تعود في حنايا الذاكرة والحنين الى طفولتها المطلوعة بأميرة لا تشبه باقي الأميرات فتقول:

 " لم أصدق أنها حقيقية في طفولتي، لم نتحدث عنها. لم تكن تربطنا صلة وثيقة بلبنان، وأتذكر أنني سألت والدي: هل هذا صحيح؟ هل جدتي أميرة فأكد ذلك".

 
Media.jfif
Actress, playright & filmmaker Nadia Milford unveils to journalist Petra Taok the secrets of an epic story of her great grandmother Nadia Abillama, a princess from Beiteddine, Lebanon, who migrated to Australia, settling foot on Australian soil in the small town of Dalby setting on the 29th of July 1934
في 29 يوليو/تموز 1934، وصلت الأميرة ناديا أميرة إلى الشواطئ الأسترالية، للقاء زوجها اللبناني المهاجر خليل وردة او كارل وورد. هذا الرجل اللبناني المغترب، رغم أنه يكبرها بضعف عمرها، سيحميها من الاضطرابات السياسية في بلدها لبنان خلال فترة الانتداب الفرنسي وأبّان الحرب العالمية الثانية.

 ولأن لكل تاج بريقًا بطعم الألم، تقول ناديا:

" هناك الكثير من الألم الخفي. وما اكتشفته مؤخرًا ان جدتي وصلت في وقت كانت استراليا تتباهى بسياستها البيضاء، وكان هناك الكثير من العنصرية والتمييز".

 

لبنان ناديا


ولدت الأميرة ناديا في لبنان عام 1917 والعالم يعيد ترتيب ذاته بعد الحرب العالمية الأولى والمجاعة التي فتكت في لبنان. هي ابنة المتن التي كبرت داخل قصر والدها الأمير أسعد ابي اللمع الذي اشتهر بكرمه ومساندته للفقراء رغم أنه كان قويًا ومستبدًا، ووالدتها الأميرة غابرييل التي تتميز بالانضباط والدقة والخبرة والتي حرصت على تربيتها بطريقة صارمة.

 
عاشت الأميرة ناديا سنواتها الأولى وحتى الثامنة من عمرها، في عزلة عن العالم الخارجي اذ تلقت تعليمها الخاص على يد مُعلّمها الخاص. وعندما بلغت الثامنة، أُرسلت إلى مدرسة داخلية كاثوليكية للبنات في بيروت، في مدرسة داخل دير عريق بإشراف الراهبات ولم تكن نادية تعود إلى القصر إلا في العطلات.

 
Nadia.jpg
Princess Nadia & The Abillamah palace in Metn, Lebanon
ورغم قيود التقاليد والبروتوكول، عاشت الأميرة الشابة حياةً مترفة، فقد حصلت على أفضل تعليم، وأجود حياة وهي التي كانت معتادة على استقبال زوار مهمين، ففي كل شهر،

 

وُلدت نادية خلال الحرب العالمية الأولى، ابنة الأمير وزوجته الأميرة غابرييل، امرأةً فذةً حكمت العائلة المالكة بانضباطٍ صارمٍ وخبرةٍ واسعة. توفي والد نادية بسكتةٍ دماغيةٍ قبيل الحرب العالمية الثانية.

 
تقول ناديا الحفيدة:

 
"كانت حياة ناديا في لبنان آنذاك مترفة للغاية. كان والدها يقيم حفلات ضخمة فاخرة وكانوايعملون بالحرير. وكان والدها، الأمير أسعد يدعوا الكثير من الشخصيات المرموقة في لبنان الى حفلات القصر ".

في سن الخامسة عشرة، لم يمضِ على خروجها من المدرسة الداخلية سوى ثلاثة أشهر عندما أحضر كاهن العائلة شابًا أنيقًا إلى القصر وأوصى والدي ناديا بأنه سيكون زوجًا مثاليًا للفتاة الجميل الشابة.

Media (5).jfif
Amir Assaad Abillamah, the father of princess Nadia.

كان هذا الرجل مهاجر لبناني استرالي يدعى خليل وردة او كارل وورد بحسب الوثائق الأسترالية. كارل الذي كان يقضي عطلته في وطنه الأم، كان قد أحضر معه بعض المراجع المُؤثرة، وبفضل توصيات الكاهن، تمت خطوبة الزوجين رسميًا.

عن اللحظة المفصلية تقول ناديا:

عندما كانت ناديا في الخامسة عشرة من عمرها، وصل الكاهن إلى عتبة منزلهم، ومعه رجل يُدعى كارل، ليكون الزوج الأمثل

"على الرغم من أنهم ظنوا في البداية أنه سيكون لأختها الكبرى روز، إلا أنها هربت سرًّا مع سائق حافلة المدرسة"،

 
اتخذ قرار زواج ناديا الشابة من كارل وارد، وهو رجل لبناني كان يعمل في أستراليا، إلا أنه كان يبلغ من العمر 41 عامًا. لذا كان يكبرها بأكثر من ضعف عمرها

امتدت فترة الخطوبة الرسمية لثلاثة أسابيع فقط، وخلالها كان بإمكان الزوجين رؤية بعضهما البعض وكان كل لقاء مصحوبًا بمرافقة في القصر، لتزفّ ناديا الى عريسها في حفل زفاف ملكي في القصر الوالدي والذي حضره مئات الضيوف.


تؤكد نجاة ابي اللمع قريبة الأميرة ناديا التي التقتها للمرة الأولى بعد انتقالها للعيش في استراليا عام 1972 العلاقة العاطفية التي جمعت ناديا بأحد أقاربها قائلة:

 " سمعت أمي تقول إن ناديا كانت تحبّ ابن عمتها، ولكن سرعان ما علم أهلها بقدوم مغترب لبناني هاجر الى استراليا كان اسمه خليل وردة وكان من زحلة فاختاروه زوجًا لها".

تقول نجاة:
بالنسبة للجميع تدعى الأميرة ناديا ولكنها بالنسبة لي السيدة الطيبة، ابنة قريب والدي. انها اطيب انسانة في العالم

"لم يكن لناديا رأيٌ يُذكر في الأمر، إذ كانت تُطيع توجيهات والدتها فحسب رغم أنها كانت مغرمة بالفعل من أحد أقاربها في الواقع. نعم، كانت بينهما علاقة، لكنها لم يكن لها رأي، واتبعت أوامر والديها".


نجاة التي كانت قريبة من شقيقة الأميرة ناديا التي كانت تدعى فيرا تقول:

" أوصتني فيرا بزيارة ناديا عندما علمت بقرار قرار هجرتي الى استراليا وما ان وصلت نجاة الى سيدني، حتى زارتها الأميرة ناديا رغم اختلاف الولاية".

الرحيل والوصول

في عام 1935، حطت الأميرة ناديا رحالها في أستراليا مع مولودتها الجديدة التي أطلقت عليها اسم غابرييل، تخليدًا لذكرى والدتها التي توفيت بعد ثلاثة أسابيع فقط من الزفاف. وعلى حد تعبير نادية، كان ترك العائلة المالكة بكل ثرواتها للقدوم إلى أستراليا أمرًا مفجعًا وكان زوجها كارل بانتظارها.

تقول الحفيدة ناديا:

" بعد زواجها، بقيت في لبنان لمدة عام، وزقت بمولودتها التي أطلقت عليها اسم غابرييل تيمنًا بوالدتها من ثم تركت لبنان لتلحق بزوجها".

 وعن لحظة اللقاء الأول مع ارض استراليا البعيدة، تقول ناديا:
وصلت جدتي على متن السفينة في ميناء سيدني وهناك صورة وجدتها على موقع الأرشيف الوطني لأستراليا لناديا وهي تحمل طفلة صغيرة لطيفة، اذ علمت الصحف آنذاك بقدوم أميرة. ولهذا السبب التقطت الصحيفة صورةً لها
تتوقف ناديا عند الكلمات التي تصف الصورة بان السيدة الجميلة كما بدت في الصحيفة "بريطانية لا تتحدث الإنجليزية"، وهو أمرٌ وجدته طريفًا".

 
ومن سيدني انتقلت ناديا الى بريسبان مع ابنتها الرضيعة لتبدأ بادراك الواقع اذ اكتشفت أن عليها انقاذ عمل زوجها الناجح في الخياطة، Ward's Drapery، جراء تدهور وضعه الصحي واصابته بالسلّ.
 
Media (1).jfif
Written and performed by Nadia Milford, "The Last Princess of Lebanon" is a theatrical work that explores the story of Nadia Abillama, a Lebanese princess who migrated to Australia & delves into family secrets, migration, and identity, tracing the journey from Lebanese palaces to a humble Queenslander.
كان على العائلة الصغيرة الانتقال الى مدينة تتلائم مع الواقع الصحي الجديد لكارل، فسرعان ما وجدت نفسها في بلدة دالبي الصغيرة المُغبرة في ريف كوينزلاند، نظرًا لمرض زوجها المُزمن الذي استلزم هواءً أكثر جفافًا ورغم الترحيب الملكي الذي لاقته في البداية، إلا أنها في نظر عامة الأستراليين، وُصفت هنا بأنها "امرأة غريبة مهاجرة" لا تتقن الإنجليزية الا قليلاً في وقت انت الإنكليزية هي اللغة المخل الى الاستقرار في استراليا البيضاء.

من قصر والدي الى سجن خشبي

وصلت ناديا، الأم الشابة والزوجة لا الأميرة الى بلدة دالبي الصغيرة المُغبرة في ريف كوينزلاند بعد أن لجأ الزوجان إلى مناخ دالبي الجاف لأسبابٍ صحية مع إصابة كارل بالسلّ، وسكنا في منزلٍ خشبيٍّ صغير متواضع لم يكن يشبه القصر الوالدي الفاخر.
Media (4).jfif
Nadia & Karl Ward's house in Dalby, regional Queensland.
دالبي النائية في ريف كوينزلاند، كانت تفتقر آنذاك حتى لنظام صرف صحي، وكانت الطرق والشوارع ترابية، ذات التربة السوداء مغبرة وجافة.


تستذكر ناديا مخاوف جدتها قائلةً: "لقد كانت خيبة أمل كبيرة. تركت ورائها فخامة القصور ورفاهيتها لتنتقل الى نمط الحياة الأسترالي المعتاد. في الواقع، كان الدرج الخشبي يخيفها وهي التي عاشت شبابها على ادراج رخامية".

 
وحول حياة دولبي تقول الحفيدة:

" لقد عملت بجد كأم. كانت تدير متجرًا، وتدير منزلًا. نادرًا ما كانت تستريح، كان العمل المنزلي في ذلك الوقت يتطلب جهدًا أكبر وكل شيء كان يتم يدويًا. حتى أنها كانت تُلمّع الأرض الخشبية في عطلة نهاية الأسبوع"،

"وفي خضم كل ذلك، من الواضح أنها كانت تتعرض للإساءة داخل جدران المنزل"،
لقد أدركتُ أن ألمها حيٌّ بداخلي. في الواقع، كان موجودًا دائمًا. لقد شكّل نظرتي للعالم. أعتقد أنني وُلدتُ وأنا انظر الى العالم بعينيها

 

وعن غربة ناديا العاطفية، تقول الحفيدة:

" قيل لي إن حياتها الزوجية لم تكن سعيدة اذ كان كارل مسيئًا. لم نتحدث عن ذلك كثيرًا في عائلتي. جدتي تُفضل عدم الحديث، لكنها ذكرت أنها كانت ترى أحيانًا أشياءً مؤلمة للغاية"،

"أخذ جواز سفرها، وعندما وصلت، اتهمها بالخيانة، واحتفظ أيضًا بجميع الرسائل التي أرسلتها عائلتها إليها، مما أدى إلى قطع الاتصال بها من لبنان".


تؤكد مرة ثانية نجاة ابي اللمع قريبة الأميرة ناديا معاناة الأميرة الصامتة مع زوج معنّف ومسكون بالشكوك، اذ تقول:

 
Media (6).jfif
Ward's drapery in regional Queensland.

"عندما زارتني في سيدني أخبرتني عن مدى قساوته حتى أن شكه دفعة بالتأكد من شرعية طفلتهما من خلال اختبار الحمض النووي"،

أخفى عنها جواز سفرها وقطعها عنها كل رسائل أهلها في لبنان طوال حياته ومنعها من الاتصال بأهلها بتاتًا

 

لم يكن امام ناديا التي انقطعت عن العالم وأهلها في لبنان بعد أن أخفى زوجها عنها كل الرسائل التي وصلتها من والديها طيلة فترة حياته، سوى خيار المواجهة وإدارة عمل زوجها رغم العائق اللغوي وهي التي كانت تجيد الفرنسية والعربية.

" بعد أن تقبّلت التحديات التي واجهتها، واصلت نادية إدارة دار الخياطة، وافتتحت متجرها الخاص للفساتين المصممة في دالبي، حيث أصبحت اسمًا محليًا محبوبًا".

لم تغادر الأميرة ناديا منزل دالبي المتواضع رغم ازدهار عملها اذ قالت ذات يوم:

"أستطيع بناء قصر خاص بي الآن، ولكن لماذا أفعل؟ لم أعد أصغر سنًا، وفي النهاية أنا سعيدة بهذه السنوات، ولا أشعر بأي ندم. أستراليا بلد جميل".

رسائل بعد زمن

 
أغمض كارل وارد عيناه عام 1967 ليترك الأم الشابة بمفردها في غربة تضاعفت مع اكتشاف رسائل من عائلتها أخفاها عنها طيلة تلك السنوات الثقيلة.

 
اختارت ناديا العودة إلى وطنها الأم بعد غربة نفسية وجسدية دامت أكثر من أربعين عامًا وذلك عام 1967. انتشر خبر عودتها في جميع أنحاء لبنان كالنار في الهشيم في وطنها الجديد. تذكرها الناس وأبدوا احترامهم لأميرتهم. توقف رعاياها السابقون في الشوارع عند مرورها. انحنى بعضهم، وأخذ آخرون يدها وقبلوها.

كانت العودة المظفرة للأميرة نادية، المرأة التي لا تزال تُجسّد ملكة بكل ما للكلمة من معنى حتى وهي تعيش في قصرٍ صغير.


هي التي تركت لبنان في الخامسة عشرة من العمر، عادت إليه في الخامسة والستين من عمرها، وبينما كان الناس يقبّلون يديها في الشوارع، مُزّقت صكوك ملكيتها لأرضها وقصرها، فقد أصبحت بلا معنى في هذا البلد الذي لم يعد يشبه لبنانها لتعيش غربة جدبدة، هذه المرة داخل الوطن الأم.

 
تقول الحفيدة:

عادت الى لبنان الذي لم تلقاه. حاولت البحث عن حبيبها المفقود، لكنه رحل
" وأعتقد أنها أدركت في رحلة العودة تلك أن لبنان لم يعد ملكها، وأن موطنها الآن في أستراليا مع عائلتها".

 رحل حبها الأول، حب شبابها، وتفككت اوصال عائلتها بسبب البعد وثروة لم تعد موجودة وحجر فرغ من البشر، لتواجه غربة الوطن هذه المرة، فعادت الى الدرج الخشبي لا ذاك الفاخر، حيث أمضت عمرها بأكمله وبدأت من الصفر لتعيش ايامها الأخيرة وتغمض عينيها عام ١٩٩٦ في مستشفى دالبي.

 وعن حياة من الخسارة تقول الحفيدة ناديا:

" لقد عانت من خسائر كثيرة من فقدان شبابها في الخامسة عشرة، لتصبح فجأة امرأة، وفجأة حامل، وفجأة أم، وفجأة أجنبية في الغربة. في ذلك الوقت ثم فجأة غريبة تئهة حتى في بلدها الأم".

 
تقرأ حياة مليئة بالألم والإصرار فتقول:

"إن معرفة آلامها، أو تاريخنا، تاريخ النساء ومحنة الأميرة جعلني أدرك أولاً مدى الشوط الذي قطعناه كنساء مع كمّ الحرية الذي نتمتع به اليوم"،

" ورغم ذلك أدرك مدى المسافة التي ما زال علينا اجتيازها، وكم أن قصتها وتجاربها تعيش في قصتي وتجاربي".

ناديا التي لم تندم على الحياة التي تركتها وراءها، أحبت أستراليا كما حاولت أن تحب الغريب الذي تزوجته.

"آخر أميرة في لبنان"

بعد مئوية من الهجرة، تقف حفيدة الحفيدة على خشبة المسرح لتروي قصة "آخر أميرة في لبنان" في عمل مسرحي من كتابة وبطولة نادية ميلفورد (حفيدة حفيدتها) في عرض فردي يوقظ الماضي الذي ينادي الحاضر، يبحث عنه ويتداخل فيه.

ناديا التي ولدت في سنة رحيل جدتها عام 1996، حملت اسمها أمانة، اختارت ان تحتفل به على خشب لا يخيف الأميرة!

تقول الممثلة المنفردة والكاتبة والمنتجة للعمل المسرحي "أخر أميرة من لبنان" ناديا ميلفرد:

"اخترت أن أضع كل الألم والفرح على المسرح كوسيلة نحو الشفاء"، "أود أن أقول إن "آخر أميرة في لبنان" هي في النهاية رؤية لماضي وحاضر ورؤية مفعمة بالأمل للمستقبل".

هي التي تفخر باسم ناديا الذي تحمله نبضًا وتاجًا وحنينًا يسري في شرايينها وتحلم بعرض هذا العمل المسرحي في لبنان، تقف على مسافة مئوية من الزمن من وصول الأميرة ناديا ابي اللمع الى استراليا لتغوص من على خشبة المسرح، في أسرار العائلة والهجرة والهوية، لتمضي في ترحال طويل من القصور اللبنانية إلى طرقات كوينزلاند المتواضعة.

 تُسلّط المسرحية الضوء على الترابط بين الأجيال والتأثير الدائم للتاريخ على الحاضر. حفيدة الحفيدة نادية ميلفورد، التي أجرت بحثًا موسعًا في تاريخ عائلتها، بما في ذلك حياة جدتها في لبنان ورحلتها اللاحقة إلى أستراليا، تقف منفردةً في تصوير حميم للارتباط بامرأة وتراث وأرض بعيدة المنال وجذور خفية!


ماذا يقول المتخصص في التاريخ السياسي الدكتور عماد مراد عن تاريخ عائلة ابي اللمع؟ من عائلة تنتمي الى طائفة الموحدين الدروز الى اعتناق المارونية، كيف منحوا لقب الأمراء وباتوا حكام منطقة المتن في بداية القرن الثامن عشر؟ كيف طوعت الفنانة اللبنانية سميرة كوسا صوتها لترسم ملامح "آخر أميرة من لبنان" على خشبة المسرح مع الحفيدة ناديا؟

 
 الإجابة في هذه الحلقة من بودكات "مئوية هجرة تحكي" في الملف الصوتيّ أعلاه.

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.

 

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على فيسبوك وانستغرام.

اشتركوا في قناة SBS Arabic على YouTube لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

 

شارك

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand