ذوو الاحتياجات الخاصة في أستراليا : أصوات غير مسموعة .. والتمييز ضدهم مضاعف

Disability Header.png

About one in five Australians live with disability, but ableism affects each person differently. Credit: SBS

يعاني أكثر من 20 في المائة من الأستراليين من إعاقة، لكن تجاربهم غالبا تبقى غير مسموعة وغير مرئية. وتقول الرئيسة التنفيذية لمنظمة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في أستراليا ميغان سبيندلر سميث، ، إن هذه الفئة تتعرض لمعدلات عنف وعداء تقارب الضعف مقارنة بغيرها. ويؤكد مهاجرون من ذوي الاحتياجات الخاصة أن معاناتهم تتضاعف مع الوصمة الثقافية والصور النمطية، فيما تدعو أصواتهم إلى مزيد من التضامن لمواجهة التمييز.


للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.

يعاني واحد من كل خمسة أستراليين من إعاقة، غير أن هذه الفئة الواسعة والمتنوعة تواجه مستويات غير متناسبة من التمييز ،

بودكاست SBS Examines وضمن حلقاته من سلسلة Understanding Hate. سلط الضوء على أصوات وتجارب وهي تتحدث عن التمييز ضد ذوي الاحتياجات الخاصة المعروف بـ Ableism وكيف يتقاطع مع الوصمة الثقافية وكيف يبدو العيش في مجتمع ما زال ينظر إلى الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بنظرة دونية أو سلبية؟

وفي بداية حديثها، أكدت الرئيسة التنفيذية لمنظمة People with Disability Australia ميغان سبيندلر سميث، أن كل شخص قد يجد نفسه في لحظة ما شخصا ذا إعاقة، مشيرة إلى أن الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة يشكّلون مجموعة أكثر تنوعًا وانتشارا مما يتخيله الكثيرون.
وأضافت سبيندلر سميث أن التمييز ضد ذوي الاحتياجات الخاصة يظهر حين يُنظر إليهم نظرة سلبية بسبب إعاقتهم أو لطبيعة تفاعلهم مع المجتمع. وأوضحت أن الأشخاص ذوي الإعاقة يتعرضون لمعدلات عداء وعنف تقارب الضعف مقارنة بغيرهم.
التمييز ضد ذوي الاحتياجات الخاصة يظهر حين يُنظر إليهم نظرة سلبية
وبيّنت أن المشكلة لا تقتصر على ارتفاع معدلات الاستهداف، بل تمتد إلى ضعف الإبلاغ، إذ قالت إن الكثير من الحالات لا تُسجل أو يتم توثيقها بشكل غير كافٍ، بسبب أنظمة غير ميسرة للإبلاغ أمام ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأشارت إلى أن مظاهر العداء قد تكون علنية مثل الإساءة اللفظية أو المضايقة الجسدية، أو عبر الإنترنت من خلال خطاب الكراهية والتهديدات، مضيفة أن الأمر قد يظهر بطرق أكثر خفية مثل السخرية أو الاستبعاد أو معاملتهم كأقل شأنًا. وروت أنها شخصيا تعرضت للصراخ والدفع في القطار عندما طلبت مقعدا بسبب إعاقتها الجسدية.
الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة من خلفيات مهاجرة يواجهون معاناة مضاعفة
ومن جانب آخر، أوضحت حسنى أماني، وهي شابة تعاني من ضعف البصر، أن الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة من خلفيات مهاجرة يواجهون معاناة مضاعفة، حيث يصبحون أكثر عرضة للاستهداف في الأماكن العامة وعلى الإنترنت. وأكدت أن لون البشرة قد يزيد من احتمالات التعرض للكراهية والتمييز والعنصرية.

وبيّنت حسنى أن بعض أشكال التمييز ليست عدائية بشكل مباشر، لكنها تترك أثرا بالغا. ولفتت إلى أن التفاصيل الصغيرة ، مثل عدم القدرة على عبور شارع أو دخول مكان العمل ، تشكل عائقا مؤلما يعكس الكراهية والتمييز بطريقة خفية، مؤكدة أن هذه التجارب تتركها في صراع داخلي وشك بالنفس.
أما فانيسا باباستافروس، وهي المديرة الوطنية لبرنامج Speak My Language المخصص لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة ، فقد سلطت الضوء على الوصمة الثقافية التي ما زال بعض المهاجرين يعيشونها.

وقالت إن العديد من الأشخاص ذوي الإعاقة من خلفيات مهاجرة يتجنبون طلب الدعم حتى لو كانوا يعلمون بوجوده، خشية جلب العار لأنفسهم أو بسبب محظورات ثقافية .

ب
بعض أشكال التمييز ليست عدائية بشكل مباشر لكن التفاصيل الصغيرة قد تترك أثراً كبيرا ومؤلماً
وعادت حسنى لتوضح أن النظرة السلبية ليست حكرا على الدين أو الثقافة، بل تتداخل مع صعوبات الاندماج في بلد جديد.

وأشارت إلى أن والديها حين انتقلا إلى أستراليا لم تتوفر موارد لغوية أو ترجمات، مضيفة أن بعض الأشخاص لا يجدون الأمان للإفصاح عن إعاقتهم بسبب وضعهم التأشيري.

وأكدت فانيسا أن مواجهة الوصمة تتطلب تغيير السردية السائدة، بحيث يُنظر إلى الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة كأعضاء فاعلين في المجتمع. وبيّنت أن بعض النماذج الإيجابية موجودة بالفعل في المراكز المجتمعية ودور العبادة التي يديرها مهاجرون، حيث تسود بيئة مرحبة وآمنة ثقافيا.

ورأت أن التركيز على هذه النماذج يمكن أن يساعد في تكرارها على نطاق أوسع ليشمل كل المجموعات متعددة الثقافات في أستراليا.

وخلصت حسنى أماني الى الدعوة إلى أن يتقدم مزيد من الأشخاص ليكونوا حلفاء في مواجهة التمييز، سواء عبر التصدي المباشر للإساءة أو عبر العمل على جعل الأماكن أكثر شمولًا وميسّرة للجميع .

وخلصت إلى أن التفاصيل الصغيرة قادرة على إحداث فارق كبير في حياة ذوي الإعاقة، مؤكدة أن الحلفاء يمكنهم المساهمة في تخفيف الإرهاق الذي يشعر به من يواجهون العنصرية والتمييز يوميا.

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.
أكملوا الحوارات عبر حساباتنا على فيسبوك وانستغرام.
اشتركوا في قناة SBS Arabic على YouTube لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.




شارك

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand
ذوو الاحتياجات الخاصة في أستراليا : أصوات غير مسموعة .. والتمييز ضدهم مضاعف | SBS Arabic