قال الخبير العقاري والاقتصادي في اس بي اس عربي يوسف مرتضى إن "السوق الأسترالي عطشان لأي فرصة تخفيضات حقيقية، خاصة مع ضغط تكاليف المعيشة. المتاجر شافت الفرصة: أسبوع واحد قادر يحقق لها مبيعات تساوي شهر كامل. ومع انتشار التسوق الإلكتروني واشتداد المنافسة، صار Black Friday مش مجرد يوم… صار سباق ماراثوني بين منصات ومولات ومتاجر صغيرة. هالشي خلق حركة اقتصادية قوية قبل موسم الكريسماس، والناس اليوم تعتبر نوفمبر شهر تسوق رسمي، مو بس “يوم تخفيضات”.
أضاف الخبير يوسف مرتضى "دعيني أقولها بصراحة: نعم… وفي كثير حالات هي فخ! كشف ACCC إن جزء من الإعلانات خلال Black Friday يكون مضلّل:
- أسعار مرفوعة أسبوعين قبل التخفيضات عشان يظهر الخصم كبير
- “خصم على كل شيء” لكنها مستثنية أهم المنتجات
- أو تعليقات مثل “Last chance” وهي أصلاً متوفرة طول السنة
لكن بنفس الوقت… في تخفيضات حقيقية على الإلكترونيات، الأثاث، الأدوات المنزلية، والملابس. يعني اللعبة مو “فخ كامل”… بل “ميدان لازم تعرف كيف تمشي فيه.”
هل Black Friday يفيد الاقتصاد الأسترالي ولا تأثيره محدود؟
"الحقيقة إنه يفيد — ولو بشكل مؤقت. مثلاً بيانات ABS أظهرت أن إنفاق نوفمبر يرتفع دائماً بسبب Black Friday، وبعض السنوات ارتفع أكثر من 1٪ في أسبوع واحد. هذا ضخّ نقدي مهم للقطاع retail يلي يعاني من أشهر صعبة بسبب الفوائد العالية. مهم نذكر أيضا إنه Black Friday ينقذ كثير متاجر صغيرة تعتمد على مواسم الذروة لتعويض الركود باقي السنة."
لكن في ناس تقول: “صح صار إنفاق… بس هذا الإنفاق مسحوب من شهور قادمة”. هل صحيح؟
صحيح 100٪. جزء كبير من المستهلكين كان ناوي يشتري في ديسمبر أو يناير — لكن نقل الشراء لنوفمبر بسبب خصومات Black Friday. هذا الشي يخلق مشكلة: يعطي الاقتصاد دفعة قوية قصيرة… وبعدين يصير هدوء طويل.
بالتالي، Black Friday يقدّم الاستهلاك لكنه ما يخلق استهلاك جديد. وهذا يعكس هشاشة السوق حالياً.
ما هو وضع الأسعار؟ هل فعلاً Black Friday يخفّض الأسعار بشكل ملموس؟
في قطاعات معينة: نعم. خاصة الإلكترونيات، الأجهزة المنزلية، شاشات التلفزيون، الهواتف، والأثاث. السبب؟ في منافسة شرسة + المخزون عند بعض المتاجر لازم يتحرك قبل نهاية السنة المالية.
أما الملابس والعطور والمنتجات الفاخرة… بعضها مجرد عرض تسويقي، والخصم الحقيقي بسيط أو “على موديلات قديمة”.
هل هناك تأثيرات سلبية على المستهلك الأسترالي من موجة الشراء الكبيرة في Black Friday؟
التأثير السلبي الأكبر هو الديون. في السنوات الماضية، البنوك لاحظت زيادة في استخدام “Buy Now Pay Later” خلال Black Friday — وبالتالي تراكم دفعات على المستهلك. والخطر؟ إنفاق الأستراليين أكبر من نمو دخلهم… وهذا يرفع مستوى القلق حول قدرتهم على السداد في ظل الفوائد المرتفعة.
هل هناك فعلاً مخاوف من ركود اقتصادي في أستراليا رغم حركة Black Friday؟
تابع الخبير العقاري والاقتصادي يوسف مرتضى "نعم… وبقوة. Black Friday ما يكفي ليخفي أعراض الركود المحتمل:
- نمو اقتصادي ضعيف
- تراجع واضح في الإنفاق الاستهلاكي في معظم الأشهر
- أسعار فائدة خانقة
- انخفاض ثقة المستهلك
- بطء شديد في سوق العقار الجديد بسبب كلفة البناء
حتى رغم صخب Black Friday، بيانات أوسع تظهر أن المستهلك الأسترالي “حذر” بل أقرب إلى “متوتر اقتصادياً”.
كيف يتصرف المستهلك بذكاء خلال Black Friday؟ كيف يستفيد بدون ما يقع بالفخ؟
ثلاث قواعد ذهبية:
- اشتري حاجتك وليس رغبتك.
- قارن الأسعار قبل Black Friday بأسبوعين.
- انتبه من “Buy Now Pay Later”… الدين ما بيخصم 40٪ لما تستخدمه!
وإضافة مهمة:
اشترِ من متاجر موثوقة لأنها تلتزم بتسليم وتسعير واضح، وما عندها “خدع التسويق الرمادية”.
هل Black Friday فرصة اقتصادية؟ أم مجرّد فقاعة موسمية؟
هو فرصة إذا استخدمه المستهلك صح — و فقاعة إذا تعاطى معه بعشوائية.
للتجار، هو عملية إنقاذ قصيرة المدى.
وللاقتصاد، هو “دفعة مؤقتة” تخفف الألم لكنها لا تعالج جذر المشكلة الاقتصادية.
لكن بالنهاية… Black Friday أصبح جزء من الثقافة التجارية الأسترالية. والذكاء اليوم ليس في تجاهله… بل في الاستفادة منه دون الوقوع في مبالغات التسويق ودوّامة الاستدانة.
التفاصيل في اللقاء الصوتي اعلاه مع منال العاني والخبير الاقتصادي والعقاري يوسف مرتضى
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "أستراليا اليوم" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة الثالثة بعد الظهر إلى السادسة مساءً بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق Radio SBS المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.
للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.
