التأثير الايجابي لوباء كورونا على جهود مكافحة الزهايمر والملاريا وتقنيات الكشف عن السرطان

التأثير الايجابي لوباء كورونا على جهود مكافحة الزهايمر والملاريا وتقنيات الكشف عن السرطان

التأثير الايجابي لوباء كورونا على جهود مكافحة الزهايمر والملاريا وتقنيات الكشف عن السرطان Source: Pixabay

COVID-19 ، تسبب في تعليق برامج التلقيح للأمراض الأخرى حول العالم ولكنه جلب طفرة كبيرة في الابحاث واستخدام التكنولوجيا لتقديم رعاية صحية افضل للجميع


لقد كان عامًا صعبًا عندما يتعلق الأمر بالصحة ، وكان فيروس كورونا بلا شك هو الأزمة الصحية الابرز لهذا العام ، لكن الوباء أعاق أكثر بكثير من حفلات الزفاف والأعياد.

فقد أوقفت ست وعشرون دولة بالفعل حملاتها ضد الحصبة بسبب جائحة COVID-19 ، مما يزيد من خطر تفشي المرض بشكل أكبر في المستقبل.

فعلى سبيل المثال، تقول لوتا سيلواندر ، ممثلة اليونيسف في أوكرانيا ، إن مسؤولي الصحة في ذلك البلد قلقون بشأن حصبة الأطفال إذ إن 28 في المائة فقط من الأطفال تم تطعيمهم هذا العام على الرغم من أن أوكرانيا كانت في عام 2019 الدولة الأوروبية الأكثر تضررًا من الحصبة. وأبلغت منظمة الصحة العالمية عن حوالي 57000 حالة.

تقول ناتاشا كروكروفت ، كبيرة المستشارين التقنيين في مجال الحصبة والحصبة الألمانية من منظمة الصحة العالمية ، إنه إذا كان للجيل الأصغر أن تتم حمايته ، فإن البلدان بحاجة إلى الحفاظ على معدل تحصين لا يقل عن 95 في المائة.

ومن برامج التطعيم الاخرى التي شهدت انتكاسة بسبب COVID-19 هي حملة باكستان للقضاء على شلل الأطفال.

وادت قيود السفر التي فرضها الوباء الى سباق محموم مع الزمن حاول فيه العاملون في مجال الرعاية الصحية الوصول إلى 200000 طفل في غضون أربعة أيام فقط.

كما أن برامج التلقيح ضد الكوليرا والحمى الصفراء والتهاب السحايا من بين تلك المتأخرة ، والأطفال في مناطق الحرب معرضون للخطر بشكل خاص.

 يقول بول رونالد ، الرئيس التنفيذي لمنظمة أنقذوا الأطفال Save The Children، إن انتشار الأمراض التي يمكن الوقاية منها بسبب عدم اخذ اللقاحات يمكن أن يكون له تأثير سلبي على الأمن الصحي العالمي.
التأثير الايجابي لوباء كورونا على جهود مكافحة الزهايمر والملاريا وتقنيات الكشف عن السرطان
التأثير الايجابي لوباء كورونا على جهود مكافحة الزهايمر والملاريا وتقنيات الكشف عن السرطان Source: AAP
ورغم هذه الاثار السلبية لوباء كورونا على جهود مكافحة الامراض الاخرى حول العالم ، فإن زيادة التمويل والتركيز على الأبحاث هذا العام قد ساعدت البشر في التعرف على جيناتهم بشكل أفضل.

ومنحت جائزة نوبل في الكيمياء إلى ايمانويل شابوتيه وجنيفر أ. دودنا لاكتشافهما تقنية تحرير الجينوم. التكنولوجيا ، المعروفة باسم Crispr، هي طريقة لتصحيح العيوب داخل الخلايا الحية ، بدلاً من زرعها في مكان آخر. وسمحت هذه التقنية بالتوسع في تعديل الجينوم لنباتات المحاصيل ، مثل الأرز والقمح.

ولقد بدأ العلماء استخدام التقنية في العلاج السريري للأمراض البشرية ، مع التجارب السريرية الأولى لإعادة برمجة خلايا الدم البشرية لمحاربة السرطانات غير القابلة للعلاج التي أجريت هذا العام. 

كما ساعدت الاختراقات الطبية في علم الوراثة أيضًا في مكافحة مرض الزهايمر ، وهو الشكل الأكثر شيوعًا للخرف. إذ تقول منظمة الصحة العالمية إن 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من الخرف ، وما يصل إلى 70 في المائة منهم مصابون بمرض الزهايمر.

ففي العام 2020 توصل العلماء في السويد إلى اختبار تجريبي للدم ، والذي ثبت حتى الآن أنه مفيد في التمييز بين الأشخاص المصابين بالمرض وغير المصابين به.

ويأمل الباحثون أن يمهد هذا التطور الطريق لطريقة موثوقة يمكن للاطباء العامين استخدامها لتشخيص هذا النوع من الخرف في المستقبل ، لكن الباحثين يدعون الى مزيد من العمل الذي يتعين القيام به لتصبح هذه الالية جاهزة للاستخدام.

وإذا كان وباء كورونا قد منع السفر واغلق الحدود بين الدول فإن الطائرات بدون طيار قد حلقت في السماء عاليا ولاغراض طبية بحتة في استخدام موسع للتكنولوجيا لتقديم رعاية صحية أفضل

فقد تم اطلاق مشروع "Detect" للطائرات بدون طيار التي تستخدم في الخطوط الأمامية لمكافحة الملاريا ، وهي مرض ينقله البعوض ويسبب حوالي 400000 حالة وفاة سنويًا.

الخطوة الاولى من المشروع تقوم على الكشف عن مناطق تكاثر البعوض المحتملة من خلال الأقمار الصناعية التي ترى من خلال الظلام والسحب ، وبعد ذلك يتم نشر الطائرات بدون طيار لرش المواد اللازمة لقتل اليرقات.

كما تمت الاستعانة بالطائرات بدون طيار في جهود مكافحة كورونا، إذ تحلق عبر أفق برلين ، لتقليل الوقت الذي يستغرقه إرسال اختبارات فيروس كورونا عبر المدينة ، متخطية تمامًا حركة المرور في ساعة الذروة.

 فإذا كان العام 2020 عاما استثنائيا مع انتشار وباء عالمي غير شكل العالم ، ولكن إذا نظرنا إلى الوراء ، فإن عام 2020 اثبت لنا بأن العلم والطب أقوى من أي وقت مضى.


شارك

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand