سجّلت الصين اليوم سبع حالات وفاة جديدة بفيروس كورونا المستجدّ وثمان وسبعين إصابة في غالبيتها لأشخاص وافدين من الخارج. ولكنها قبل ذلك تمكنت من احتواء الفيروس إلى حد كبير في بؤرته الأولى في ووهان عاصمة مقاطعة هوبي حيث استطاعت المدينة الصمود دون تسجيل إصابات جديدة في الأيام الخمس الماضية.
طالب الدكتوراه المصري في جامعة ووهان محمد فريشح كان يأمل أن تتمكن المدينة من الصمود لفترة 14 يوماً دون تسجيل إصابات جديدة ليتسنى له الخروج من الحجر الصحي في منزله والذي بدأ منذ قرابة الشهر: "حاليا سمحوا لبعض السكان الصينيين في مناطق سكنية معينة بالخروج بعد الحصول على تصريح من السلطات. بالنسبة للأجانب، لا زلنا نقبع في الحجر الصحي."
ويواصل الفيروس زحفه الوبائي في مختلف دول العالم بحيث فاقت حصيلة الوفيات عالمياً حتى اللحظة 16 ألف شخص، من بينها أكثر من 6 آلاف وفاة في ايطاليا أما الصين فلا تزال حصيلة الوفيات ترتفع بشكل بطيء وتتأرجح لدى 3277 حالة. ولكن هل يعني ذلك أن الصين نجحت بالفعل في كبح جماح انتشار الفيروس؟
بدأت السلطات الصينية في 23 كانون الثاني يناير بتشديد إجراءات السلامة في ووهان وشرعت بتطبيق الحجر الصحي لتتسع رقته خلال أيام ليشمل مقاطعة هوبي بأكملها والتي يقطنها أكثر من 50 مليون شخص.
وسرد لنا محمد الطريقة التي اتبعتها السلطات الصينية في تطبيق الحجر الصحي: "طبعاً الإجراءات اللي تم اتخاذها وفي ووهان كانت تصاعدية. بدأت بإغلاق المطارات وبعد ذلك تعليق وسائل النقل العام إلى أن مُنعت سيارات الأجرة والسيارات الخاصة من الحركة وصولاً إلى الحظر الكامل لخروج الأشخاص من منازلهم."
ويعتقد فريشح أن التطور التكنولوجي ساعد الحكومة الصينية في احتواء الموقف حيث كان بإمكان المواطنين والمقيمين تلبية جميع احتياجاتهم من المواد الغذائية والدوائية من خلال تطبيقات ذكية هواتف ذكية وفرتها الحكومة لهذه الغاية بحيث لا تتضمن خدمات التوصيل أي اتصال بشري.

Source: SONNY TUMBELAKA/AFP via Getty Images
وآثر الطالب المصري البقاء في ووهان مع زوجته وطفله ولم يلتحق بركب المصريين الذين أجلتهم حكومة بلادهم من المدينة في بداية الأزمة.
وذكر محمد أن المتطوعين لعبوا دوراً كبيراً في مساعدة السلطات على ضبط الوضع: "ساعدوا في إغلاق مداخل ومخارج الأحياء السكنية وكذلك كانوا يقومون بتسجيل درجة الحرارة للمتنقلين من مكان لآخر."
وكما شوهد في مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، استعانت السلطات الصينية بطائرات مسيرة للتواصل مع الأشخاص ولكن ذلك كان مقتصراً على المدن الصينية التي كان يُسمح فيها بتنقل السكان من مكان لآخر على نحو محدود.
وذكر محمد قصة زميل عربي لها كان يتذمر من الحجر الصحي وعبر عن رغبته بالخروج من الجامعة ولكن الإدارة بادرت على الفور بإخباره بضرورة الانصياع للقوانين الحكومة التي تمنع ذلك وإلا كان مصيره الفصل بمجرد انتهاء الأزمة.
هل ساعد الصينيون أنفسهم على تجاوز الأزمة؟ يقول محمد أنه يعتقد أن تاريخ الصين في التعامل مع الأوبئة جعلت الشعب الصيني أكثر قدرة على التأقلم مع الظروف إضافة إلى عوامل اجتماعية: "القبل والعناق ليست جزءً من الثقافة من الثقافة الصينية. الجيش كذلك لعب دوراً كبيراً في توفير الإمدادات الغذائية وغلق المدن."
مدينة ووهان هي المدينة الاكثر امانا في العالم الان بعد انحسار الاصابات
"سلامة الاخرين من مسؤوليتنا ايضا وليس فقط سلامتنا الشخصية وعليكم أن تتنازلوا عن بعض الأمور الأساسية" هكذا لخص محمد تجربته في الحجر الصحي في مدينة تخشى اليوم انتكاسة وموجة تفش جديدة للوباء في البلاد.
استمعوا إلى المقابلة مع طالب الدكتوراه في ووهان الصينية محمد فريشة في التدوين الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.