فقد سمير سكر بصره وعمره لا يتجاوز الخامسة والعشرين، كان في ذلك الوقت يعمل في قطاع المصارف بعد أن حاز على شهادته الجامعية في لبنان. تحدث سمير الى اس بي اس عربي ٢٤ بعد عقود من العيش كفيفا وقال: "خسرت نظري ولكني لم أخسر الأمل الحمدالله".
وروى سمير القصة من بدايتها وكيف انقلبت حياته رأساً على عقب: "كنت جامعيا في عز شبابي وكل شيء كان يبدو طبيعياً. أذهب إلى عملي وأمارس حياتي الطبيعية إلى أن استقيظت في يوم من الأيام وأنا أعاني من نزيف في إحدى عيني." وطالت مسيرة سمير سعيا وراء العلاج في فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الا الحظ لم يحالفه.
ورغم تدهور حالة عينه وفقدانه للبصر فيها، استمر في العمل في المصرف "بعين واحدة" إلى أن تدهورت حالتها هي الأخرى وبات ضريراً بشكل كامل وعلى نحو لا يسمح له بمواصله عمله الذي اعتاد عليه.
ولأن فقدان البصر لا يعني فقدان البصيرة أو الأمل، أبى سمير أن يرضخ للظروف الصعبة التي ألمت به من حيث لم يحتسب، بل ظل متشبثاً بالايجابية والتقى بشريكة حياته "أليس" وتزوجها وهاجرا معا إلى أستراليا ورزقا لاحقاً بطفلين. الحياة الجديدة في سيدني وجاهزية المدينة لذوي الاحتياجات الخاصة، ساعدت سمير على تعلم اللغة الانجليزية في أحد معاهد TAFE وتعلم لغة "برايل" وهي طريقة تساعد المكفوفين على القراءة والكتابة.

Samir Suckar Source: Samir Suckar
إعاقة سمير البصرية لم تمنعه من المشاركة في الأحداث الاجتماعية، فمن يعرفه يرى فيه مثال الانسان المثقف العطوف والحريص على مشاركة الناس أفراحهم وأحزانهم: "لا أترك فرصة للمشاركة في المجتمع على الصعيد الثقافي والاجتماعي. منذ أن وصلت هنا حرصت على تعلم القراءة والكتابة باللمس لأتمكن من الحفاظ على مخزوني الثقافي."

Samir Suckar lost his vision at the age of 25, he is now married with two children Source: Samir Suckar
المدينة منظمة جداً وهناك منظمات ساعدتني على تحقيق استقلاليتي
ورغم ظلمة الظروف التي ألمت به، لم يستلم سمير للكآبة ووجد في داخله نوراً استمد منه القوة ليكمل حياته: "لم أدع المشكلة تنتصر علي بل انتصرت عليها أنا بالأمل والصبر والاتكال على الله الذي يمدنا بالقوة"
وأشار سكر الى جاهزية سيدني والبنية التحتية المصممة لتهسيل حياة المكفوفين وذوي الأحتياجات الخاصة "كل شيء يسير بنظام وعلى الوقت، في البداية استعنت بمدربين علموني كيف استقل المواصلات العامة أمنتهم لي ا لحكومة ليدلوني على الطريق ويعطوني المعلومات اللازمة ومن بعدها بدأت استخدم المواصلات العامة وأذهب الى الشغل"
وأعرب سكر عن امتنانه بكل ما تقوم به الدولة لدعم المكفوفين:" ترى ورشة عمل متكاملة ضمن المنظمات الأسترالية التي تعنى بالمكفوفين".
وأخيرا نصح سمير الجميع بالتحلي بالايجابية رغم منكل الظروف الصعبة: "لا تيأس لأنه بإمكانك أن تغير أي شيء بالايجابية"
استمعوا إلى المقابلة مع سمير سكر في الملف الصوتي أعلاه.